Pages

Wednesday, November 27, 2013

بين اللقاء والارتقاء

 

يقولون دائمًا أن (الجدِّية) شرط لنجاح (الحوارات)، وبالتالي فإنك إن لم تكن جادًّا فمحاورتك غير مجدية..

هذه المقولة جميلة في صورتها، زاهية في شكلها، إلا أنها لا تؤسس إلى منطلق ثقافي مفهوم؛ فـ(الجدِّية) ليست مما يلتقطه الإنسان من هنا أو يظفر به من هناك، ولكنها حالة قائمة بالفعل في وجدان الشخصية المنفتحة المريدة للخير والمتطلعة للارتقاء، وإن انتفت من الوجدان فإنها لن توجد إلا بتغيير في النفس، وتغيير النفس مشروط للوقوف على الأخطاء والدخول في مصارحة حقيقية مع الذات.

عندما نسعي للارتقاء فنطلب اللقاء بيننا، ونطلبه مع الآخر فهو متحقق لا محالة مع الفرض الذي من المفترض أن يكون طبيعيًا، وهو التوفر على الاستعداد التام للانتقال والتحرك على مستويي القناعات والأفكار، وبمجرد أن يفشل اللقاء فإن الارتقاء في الغالب يفشل، وينكشف تخلف طرف أو أكثر عن فرض الاستعداد للتعاطي الإيجابي مع مختلف الأفكار، وهنا لا أقصد على الإطلاق أن الارتقاء رهين الاتفاق، ولكنه حتمًا رهين التفاهم وسعة الصدر لاستيعاب الآخر.

فلندقق قليلًا..

يقول تعالى لرسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله): (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، ولا يعني سبحانه بقوله (وَلَن تَرْضَى) أنهم لن يدخلوا في دعوة الإسلام، ولكنهم لن يسالموا أصلًا..

ينفي المولى تبارك ذكره حتى هذا المستوى من (الرضى) نفيًا مؤبدًا، والسبب هو انعدام الاستعداد عندهم للدخول في تفاهمات صادقة من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولو في أدنى المستويات، وإن دخلوا فهم أقرب إلى النكوص والانقلاب، وهذه الحالة لا تقتصر على اليهود والنصارى فقط، ولكنها عامة في كل من يعيش مرض التفرد ويرفض التكامل مع الاخر.

في لقاءاتنا.. لا نفرض رأيًا ولا نجبر أحدًا على شيء..

في لقاءاتنا.. نريد أن نسمع لنتعلم، ونتمنى أن نُسمَع لنتعلم أيضًا..

في لقاءاتنا.. نتحمل مسؤولية الكلمة..

في لقاءاتنا.. نريد الخير لثقافة المجتمع.. لفكره.. للعطاء العلمي فيه..

في لقاءاتنا.. لا دعوة إلى تيار.. لا تعصب إلى أسماء.. لا صنمية.. لا جمود.. لا (وثنية)..

في لقاءاتنا.. نحن مع الثوابت.. وندافع عن القناعات.. ونبلور الأفكار..


لا غنى عن اللقاء الحقيقي من أجل ارتقاء حقيقي..


محمد علي العلوي
11/27/2013

احذروا.. أن تحبط أعمالكم

نعمل الكثير من الأعمال الخيرة ظاهرا، وقد نظن بأنها خالصة لوجه الله، ونظن بأنها موافقة لما نعتقده، لكن الشيطان أخفى بداخلها الرياء، فأحبط العمل..

نسرد بعض ما جرى لنا من مواقف، قد نتظاهر بسردها من أجل النصيحة، أو من أجل الموعظة، والتنبيه للعبرة من القصة، لكن الواقع هو العجب (بضم العين) والرياء، فلا ننال إلا الذنب، فتحبط أعمالنا..

قد ندعي أننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر قياما بالواجب، لكن بين ثنايا ذلك يظهر الكبر (بكسر الكاف)، واستحقار الآخر، فاحذر أن تحبط أعمالك..

نحاول أن نبدع هنا، ونتألق هناك، وتخلوا النية من الإخلاص والتقرب لله تعالى، بل لأبهر فلان، وأرضي علان، فيحبط العمل..
أجل لا بد من النية الخالصة، وأن تكون أعمالنا قربة لله، وإلا فإنها تكون وبالا علينا، ليس لنا منها سوى التعب والنصب، فيحبط نفس العمل، بل وتحبط كل أعمالنا.

محمود سهلان
11/23/2013

ومضات مبعثرة

ومضة (2) -كيف تقرأ-

تقاطعت بي طرق الكتابة مع من لا يحسن القراءة .. دائماً الكلمة تسبب له إشكالية .. لأنه يقرأ بنفسية متحفزة .. وعقلية مشككة .. يظن دوماً أنه على صواب .. مع علمه بأنه يكذب ويحرف الخطاب .. يقرأ لقصد ويبحث عن سقط ... فهذا لا علاج له إلا الكي ..

وتصادفت مع آخر .. لكنه على النقيض من السابق .. فهو يشكو من سوء القراءة .. لأن بينه وبين من يقرأ له .. حواجز نفسية كثيرة .. فنتيجة قراءاته خاطئة على الدوام .. لكن هذا يريد حلاً .. وشتان ما بين هذا وذاك ..

على القارئ أن يخلع هواجسه وشكوكه قبل أن يشرع في قراءة الموضوع .. إن كان فعلاً .. يريد أن يتخلص من القراءة الخطأ ..
ثم يقرأ بتأني وتؤدة .. فلربما سقطت نقطة سهواً .. فقلب المعنى إلى ما يوافق هواه هو .. فحسبها عليه زلة .. أو خطأ " كيبوردي " .. أخفى سطراً بأكمله ..

إن النظر بعين الإنصاف .. صعبة على من طبعه الإجحاف .. لكنها مع التدريب .. ومنازعة النفس والهوى .. سيصل المرء يوماً إلى نتيجة .

وإلى لقاء قريب مع ومضة ( ٣ )

أم علي
11/22/2013

لماذا؟

هناك طريقة حديثة تُتّبَع في الكثير من أنظمة الجودة –Quality Systems- وتستخدم في حل المشاكل التي تطرأ في المصانع فيما يتعلق بطرق الإنتاج والمواد المنتجة .. هذه الطريقة تسمى "لماذا 5" أو كما يعبر عنها باللغة الانجليزية 5Whys .. وهي طريقة مفيدة جداً في التوصل لأسباب المشكلة والابتعاد عن الإجابات السطحية التي عادة لا توصلك الى السبب الحقيقي للمشكلة التى تطرأ على المنتوجات أو ما يتعلق بالمكائن والطرق المتبعة للإنتاج ..

الطريقة سهلة جداً وهي أن تسأل "لماذا" خمس مرات .. وليس العدد خمسة مهماً بقدر ما أن الطريقة تعتمد على السؤال عدة مرات لكي تصل للسبب الحقيقي لأي مشكلة .. هذه الطريقة ربما أخذت من سلوك الأطفال إذ أن الطفل في مراحله الأولى التي يكتشف فيها العالم يسأل كثيراً .. لماذا؟ .. وعادة ما يجيب الوالدان على سؤاله، لكنه لا يكتفي بتلك الإجابة فيواصل سؤاله مرات ومرات .. وإذا كان الوالدان طويلي البال، فإنهما يواصلان مع الطفل ويحاولان أن يجيبا على أسئلته التي تثير اهتمامه حتى يصيبها الملل أو يتحيرا في الإجابة فينهران الطفل ويأمراه بأن يصمت ..

ربما الحقيقة التي تزعجنا أن الكثير من الأسئلة التي يطرحها أطفالنا لا نجد لها إجابات مقنعة، وبالتالي نستخدم أسلوب "الباب اللي يجي منه الريح .. سده واستريح" ..

من أروع الأمثلة التي قرأتها عن هذه الطريقة لمدير مصنع تعلم للتو طريقة –5 Whys- .. فبينما هو يقوم بدورته الصباحية في المصنع إذ وجد أحد الأنابيب تسرب بعض الزيت .. وقبل أن يتسرع ويمارس طريقته القديمة في الاتصال بقسم الصيانة لإصلاح هذا الخلل، حاول أن يجرب هذه الطريقة الجديدة .. فسأل العامل القريب من الأنبوب: "لماذا هذا الأنبوب يسرب الزيت؟" .. أجابه العامل بأنه لا يعرف السبب، ولكن هذه المشكلة بدأت بالحدوث منذ عدة أشهر .. شكر المدير العامل وتوجه الى قسم الصيانة ليسأل رئيس القسم عن هذا التسريب.

رئيس المصنع: لماذا الأنبوب بالقرب من الماكينة "أ" يسرب الزيت؟
رئيس قسم الصيانة: لأن هناك حلقة وصل تسرب بعض الزيت من الأنبوب.
رئيس المصنع: ولماذا حلقة الوصل تسرب بعض الزيت؟
رئيس قسم الصيانة: لأن الكاسكيت –gasket- الموجود في حلقة الوصل قد عطب.
رئيس المصنع: ولماذا الكاسيت عطب؟
رئيس قسم الصيانة: لأن الزيت المستخدم ليس ذي جودة عالية، مما يجعل الكاسكيت يعطب في فترة قصيرة جداً. قبل عدة أشهر كنا نستخدم زيتاً أفضل جودة من هذا الزيت ولم تكن تحدث هذه المشكلة بهذه السرعة.
رئيس المصنع: ولماذا نستخدم زيتاً ليس ذي جودة عالية؟
رئيس قسم الصيانة: لا أعلم، ولكن القرار بشراء هذه النوعية من الزيت جاء من قسم المشتروات.

ذهب رئيس المصنع الى مدير قسم المشتروات ودار بينهما هذا الحديث:

رئيس المصنع: لماذا تم تغيير نوعية الزيوت المستخدمة؟
رئيس قسم المشتروات: لأن لدينا مشروع لتقليل قيمة المشتروات، والزيت الجديد أقل سعراً من الزيت القديم.
رئيس المصنع: ومَن الذي أقرّ هذا المشروع؟
رئيس قسم المشتروات: أنت.

من الملاحظ أن هذه الطريقة في السؤال للوصول الى السبب الحقيقي للمشكلة تحتاج الى أن يقوم المدير بالسؤال والفحص والانتقال من قسم لآخر للحصول على الإجابة عوضاً عن طلبه منذ البدء بإصلاح الخلل. ولم تكن المشكلة لتحل لو لم يعرف أن السبب الحقيقي لهذه المشكلة ليس الزيت الأقل قيمة أو قسم الصيانة أو قسم المشتروات، وإنما الخلل منه هو .. إذ من الواضح أن هدفه كمدير كان فقط تقليل قيمة المشتروات بدون النظر الى تبعات هذه القرار .. ربما كان يظن أنه يوفر بعض الأموال لمصنعه بطريقته هذه لكنه في الواقع يخسر أكثر لأنه لم يدرس القرار دراسة وافية ..

الطريقة ليست منحصرة في الجانب الصناعي بل نستطيع أن نستفيد منها في علاقاتنا الاجتماعية .. وهي تخدمنا في التالي:

1.     أن لا نتعجل في الحكم على الأمور قبل أن نفهم ونسأل عن الأسباب الحقيقية.
2.     هذه العملية تدفعنا لمعرفة الأسباب الجذرية لأي مشكلة لا الإقتصار على أسباب سطحية قد تكون صحيحة، لكنها ليست بالضرورة الأسباب الحقيقية.
3.     الصبر على السؤال وجمع المعلومات كاملة من مصادرها لكي نتوصل للحكم السليم.
4.     الكثير من الأمور لا يُحكم عليها بالظاهر.

عندما يسألنا أحد أطفالنا بسؤال لماذا ويكرره مراراً، فهل سننهره أم سنحاول الوصول الى إجابة على سؤاله أو على أقل الفروض أن نقول لا نعلم .. أم قول "لا أعلم" عيب! لا. ليس عيباً أن تقول لا أعلم ولكن العيب أن تظل لا تعلم مع توافر وسائل التعلّم.

ز. كاظم
11/21/2013

Monday, November 25, 2013

التضحية بالحقيقة ... هلاك المجتمع

المشهد الأول:
في بدء الخليقة، حيث العالم كله في أربعة أشخاص .. يتغلّبُ الحسدُ والحقدُ على قابيل،  تبدأ أول حربٍ على الحقيقة،  الحرب التي ربما كُتب لها أن لا تنتهي ما دامت هناك حياة .. قابيلُ يرفض حقيقةَ تقبُّل الله قربانَ أخيهِ هابيلَ دونَ قُربانه،  فيرتكب الجريمة التي أنهت ربعَ سُكَّان الكرة الأرضية، حتى تخلو لهُ الأرض! ما الذي صنعهُ قابيل آنذاك بفعلته هذه؟

المشهد الثاني:
كان من الصعبِ جدًا على نوحٍ النَبي أن تتدمّر وتغرق قريته ويُهلكَ من فيها في غضونِ لحظات، خصوصًا أنهُ استغرقَ 950 عامًا في دعوتهم لدين الحق، كان من الصعبِ عليه أن يستسلمَ ليأسهِ منهم، ولكنهُ أمر الله!! فماذا حقق النبي نوح في دعائه هذا؟ 

المشهدُ الثالث:
يقفُ النبي محمدٌ (ص) في جمعٍ غفيرٍ من الحجاج تحت الشّمسِ اللاهبة، ويأخذ بيد ابن عمه" من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ... " علي الذي قال عنه" علي مع الحق والحق مع علي" وبعدها بأيامٍ يموتُ رسولُ الأمّة، فتنقلبُ أمّة محمد كلّها على عقبها، عدا عليّ الإمام وأهل بيته و أربعةٌ من أصحابه، بينما بقية القوم منشغلونَ بتقسيم كعكة الخلافة التي أورثها النبي للإمام عليّ نصًا، فيُعزل عليٌّ عن منصبهِ، ويَلبس جلباب الحقِّ من لم يعرفوه أبدا...! ما الذي حدث تحديدًا؟


المشهد الرابع:
مسلم بن عقيل في الكوفة .. يفصل بينهُ وبينَ عمر بن سعد ستار فقط، إما أن يغدر ويقتل عمرًا فينتصر الحسين في حربهِ ويقضي على فاجعة عظمى ستحدث في كربلاء .. أو أنه يضحي بمصلحته فيمسك عن الفتك، والنتيجة أن يفجع العالم بقتل الحسين بأبشع صورة!! ما الذي فكّر فيه آنذاك و كيف قرر؟

المشهد الخامس والأخير:
الحكّامُ والطغاة .. يضربون أروع الأمثلة في سلب شعوبهم مختلفَ الحقوق، من أجل الحفاظ على هذا الكرسي، ومصالحه، فما الذي يفعلونه هم أصلًا؟

ثمةَ عاملٍ مشتركٍ بين هذه المشاهد الخمسة، التي بدأت منذ بدء الخليقة واستمرت لهذا اليوم بعدة صور ومشاهد لا تُعد ولا تُحصى، وبتصوري أن هذا العامل المشترك هو المشكلة الأساس التي فتكت بالمجتمعات بكل مستوياتها وطبقاتها، فحين يفكر كلٌّ منا في مصلحتهِ الخاصة وينتصر لها في مقابل أن يُضحّي بالحق والحقيقة، فمن الطبيعي أن يتفشى في مجتمعاتنا مرض الأنانية ضد الحق.

حينها تُداس كل القيم والمبادئ والأديان والإنسانية والنُّبل والصفات الحميدة، مقابل المصالح الشخصية، وبالتجربة والملاحظة، سنرى أنه من النادرِ جدًا أن تجتمعَ الحقيقة معَ المصلحة في إطارٍ واحد، فيكون الاختبارُ أمامَ البشرية حينها بين الحقيقة والمصلحة، ومن المؤسف أن الغالب هم يتجهون دائما للتضحية بالحقيقة لتحقيق المصلحة، الأمر الذي عمل على محاربتهِ مائة وأربعةٌ وعشرون ألفَ نبيّ بالإضافة للمعصومين.

المشكلة تتفاقمُ ويتضاعفُ أثرها حين يتحول هذا السلوك من ممارسات على المستوى الفردي إلى ظاهرة وثقافة عامة في مجتمع، وحين تتحول من ممارسات من عوام الناس، إلى ممارسات من قِبَلِ المؤسسات المجتمعية والدينية، فتساهم في تشكيل مجتمعات خالية من كل حقيقة، تسيطر فيها المصالح الفردية.

حين نقف اليوم أمامَ دينٍ حق قد كُسّرت أضلاعه، وتم نحتهُ باحترافية تامة ، وصهره بنار الواقع لتطويعه كما تقتضي المصالح الشخصية لمن يبحث عنها باسم الدين طبعًا، فسنصل إلى مجاميع مختلطة من متدينين وغير المتدينين تسلَّقت الدين الجديد كي يخدم مصالحها بالدرجة الأولى، كما سيرفض خليط دين المصلحة أي محاولة للعودة لدين الحق.

المجتمع الذي تحدّه حكومةٌ وعلماء ومثقفون ومؤسسات جميعها تبحث عن مصلحتها قبل كل شيء، ماذا يتوقع من أفراده غير أن يعيش كل فردٍ منهم الأنانية التامة، فيتفكك المجتمع بأسره، ويسهل اختراقه أو القضاء عليه.

أن تختفي الحقيقة على حساب المصلحة ذلك يعني خلق حالة هجينة ومزدوجة ومشوهة لا يمكن التمييز فيها بين حقٍ وباطل، وبين صالح وفاسد، تختفي القيم، وتموت المبادئ، وبالتالي ينعدمُ الصلاح ويحل محله الفساد، حينها لن تتمكن من معالجة هذه المشكلة مهما تفاقمت، ولن تتمكن من إشاعة الحقيقة مهما تعرّفت عليها، فمصلحة الـ " أنا " انتشرت وسحقت كل فرصةٍ للمصلحة العامة أن تبرز.

ختاماً .. لن ينفعنا التدين، ولن تنفعنا مواجهتنا للظلمة وقوى الاستكبار، ولن يتقدم المجتمع والأمة أبداً؛ إن لم ننتصر للحق والحقيقة ولو على حساب مصالحنا الشخصية، فالدين الخالي من القيم ليس أكثر من طقوسٍ وهوية، ومواجهتنا للظلمة وقوى الاستكبار لن تكون سوى مشاريع لإنتاج ظلَّام جُدد، والمجتمع الذي يتجنب أن يقول الحقيقة خوفًا على مصلحته، سيظل في وحل التزييف والتزوير أبدا.. هذه المشكلة حقيقية لم تكبر لهذا الحجم إلا من بعد السكوت عنها حفاظًا على المصلحة.

أبو مقداد
19/11/2013

عائلة واحدة

مما اشتهرت به قرية العكر، هو تعاضد أهلها مع بعضهم عند الضيق، وبالأخص في حالات الوفيات، وما يرتبط بها من مراسيم الدفن، ومجالس الفاتحة، ولهذه الحالة مظاهر كثيرة راسخة في تاريخ القرية، ومستمرة إلى يومنا هذا.

من هذه المظاهر هي امتلاء المآتم عن آخرها بالمعزين من أهالي القرية، طوال أيام الفاتحة، واعتبار أهالي القرية أن المتوفى فرد من عائلتهم، فلا ترى المعزين من أهالي القرية يعزون أهالي الفقيد، بل يذهبون كأنهم فرد من عائلته، بل ربما يقف ليتلقى التعازي من المعزين القادمين من خارج القرية.


هذه بعض المظاهر التي لا تتواجد في غالب القرى، والتي تبين مدى التلاحم والتعاضد بين أهالي قرية العكر عند الضيق، والتي نتمنى استمرارها، ونتمنى أن تنغرس أكثر لتتعمق أكثر بداخلنا، ونتمنى أن تمتد لتطغى على كل شيء، ولتطفوا على السطح، لتكون السمة البارزة، ولتنتشر في كل قرانا، حتى وإن كانت عن طريق مظاهر أخرى، والحمد لله الذي جمع قلوبنا على الخير والحب.

محمود سهلان

ومضات مبعثرة

ومضة (1)

هذه  ومضات  عفوية مبعثرة من أجل كتابة جادة منظمة ، فبعد هذه الفترة في حقل الكتابة  وجدت أن البعض بحسن نية يفهم كتاباتك على غير مرادك ..

ولا يخفى على من تمرس في هذا الحقل علم أن الكتابة وسيلة إتصال وخطوط إرسال لنقل المعلومة والفكر بين مختلف الأجناس فهي تعتمد أولاً على سلاسة الأسلوب عند الكاتب وسلامة فهم عند القارئ وإحسان ظن بين هذا وهذا
فأول ومضة في هذه البعثرة العفوية هي :


كيف تقرأ:
البعض يقرأ لكاتب فإن اطمأن لجانبه قَبِل منه الغث والسمين وبعضهم على النقيض مبدأه الشك قبل اليقين معللاً تصرفه "وأوجس منه "خيفة" .. فهذا الصنف لا يقنع حتى لو وضعت له الشمس بيمين ..

وبعض آخر يقرأ بحسن نية على غير مراد الكاتب  فتجد رأيه في بعض الأحايين أنت في واد وهو في بطين ..

وهذا البعض سأقف معه هنا لنضع النقاط على الحروف كما يقولون لإن بداية الإختلاف  إساءة القراءة وقد قيل (والنار من مستصغر الشر) ..

بعد طول تفكير خلصت إلى أن البعض حينما يقرأ يضع صورة ذهنية أمام عينيه على غير ما أراد الكاتب فيشطح به الخيال حتى تجده يقرأ ولا يدري ما قرأ .. أو أنه لا يكمل الموضوع حتى نهايته فلربما كانت الخلاصة في النهاية فيحصل هنا ما أشرنا إليه في بداية ومضتنا..

وبعض آخر يقفز على الموضع ويستعجل الحكم ويقرر في ذهنه قبل أن يقرر الكاتب في موضوعه ولقد كنت أستمع ذات مرة إلى برنامج " أطروحة على الهواء " أن مقدم رسالة " دكتوراة " إقتبس كلاماً من كتاب فنسبه للمؤلف فردت عليه اللجنة أن الكلام الذي إقتبسه إنما أورده المؤلف من باب الإستدلال ولو أنك أكملت القراءة لتبين لك خطؤك ونقلك ..

كم من المرات في أيام الطلب وسنين الدراسة  يجيب الطالب أثناء الإختبارات ثم يتبين له أن السؤال في جهة وهو في جهة ومن يهوى الرياضيات لو أن خطان إفترقا عند زاوية مقدارها واحد درجة فأين ينتهي الخطان بعد مسافة متر واحد فقط ..

أظن وصلت الفكرة ..

لذا يجب فهم الموضوع أو المقال كما أرد الكاتب لا كما تريد أنت أو ما يوصلك تفكيرك إليه فإن أشكلت عليك عبارة أو أوهمتك فكرة  فخير لك أن تستفسر بدلاً من أن يشطح بك الخيال بعيداً لأنك حينما تكتب إنما تعرض عقلك وفهمك على الناس فضع لنفسك المكانة التي تريد الناس أن يروك بها ..

لنا إن شاء الله ومضات ..

لكي تضيء لنا طريق المعلومة الصحيحة ..

والسلام

أم علي
11/18/2013

Monday, November 18, 2013

قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ...



خلق الله الإنسان وأراد منه أن يكون خليفته على الأرض ولتحقيق هذا الهدف فطر الله الإنسان على حب الحياة,حب النفس وحب البقاء على هذه الأرض فمن واقع هذا الحب ينطلق شغفه بتعميرها, ولضمان استمرارية التعمير يحافظ على نفسه ويبعد عنها الأذى بل ويدافع عنها  ليجنبها الهلاك والفناء ويميل إلى كل الأمور التي ممكن أن تدفعه إلى أن يكون أقوى في كل المواقف فيميل إلى حب الذات, حب التملك, حب الرئاسة, حب المال, حب التميز  وحب التمسك بالرأي وفرضه على الاخرين حتى وان كان خاطئ, فالنفس تربط كل تلك النزعات الفطرية باستمرارية حياة الإنسان بجعل حياته أفضل.

نعم غرز الله فينا حب الذات والمال والسيطرة والحياة والبقاء فبدونها يفقد الإنسان شغفه لتعمير هذه الأرض ولكنه وضع لها حدود معينه والحد هو عدم إيذاء إنسان أخر, ولضمان ذلك ميزنا الله بالعقل.

فكلما تزود العقل بالمعرفة والعلم كلما زاد ثباته على القيم والمبادئ وبحدود الله في التعامل وعرف ماله وما عليه فتكون نزعات نفسه في المستوى الطبيعي وعدم تجاوز حدود العدل إلى الظلم وحدود الحسن إلى القبيح وحدود الخير إلى الشر والانجرار إلى الطغيان فقد قال الله جل وعلا ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾.


ومع معرفتنا لكل ما ذكرت إلا أنها ليست حصن من الانجرار بل أنها تزيد من مقدار الألم, بالأمس خذلني عقلي وسيطرت على نفسي نزعات التعلق بهذه الدنيا من حب للذات فطغيت وتجبرت وظلمت, وفي الحقيقة أنني ظلمت نفسي لأنني تركتها تعتقد إنها قوية متناسية بأنني إن كنت قوية فالله أقوى وان كنت غنية فالله أغنى وان كنت مالكه فالملك لله وحده وما أنا سوى عبدة له,

فيا ربي، قو على خدمتك جوارحي ، واشدد على العزيمة جوانحي ، وهب لي الجد في خشيتك والدوام في الاتصال بخدمتك.

ام حسين.

طائفية أم تماسك اجتماعي ؟!



نقاش دار بيني وبين احد الاخوة حول جدوائية حراك اليوم بعد محاولة منه لجمع افكاره وربط واقع بلدنا الصغير بالعالم الكبير الذي على ما يبدو مقبل على (حرب) لم نخترها ولايريدها كثيرون 
بعفوية شديدة او ربما بوجع شديد طرحت عليه سؤالا كنت آمل لو وجدت اجابته بين طيات عقله وأتوق لأجده بين طيات عقولكم لا حماسكم ولا تلك المصطلحات التي اشبعتنا السلطة من غث معانيها 

سؤالي كان

كيف من الممكن ان يتحول
نضالنا
جهادنا
حراكنا
ثورتنا
من مرحلة "المراوحة" لمرحلة"الانجاز"
جاءني الرد سريعا
بالصمود!

اعتذر جدا ان صارت هذه الكلمة بالذات تترك على صدري شيئا من وجع!

ترى ماذا يعني ان نكون صامدين؟
ان نتقدم لمواجهة دبابه عراة فاتحين صدورنا للرصاص؟
ان نقذف زجاجات الملتوف على كتيبة مرتزقة لتفر هاربه ولتعود بعد حين؟
ان تستمر خطاباتنا ومهرجاناتنا وحملاتنا التغريدية؟
ان كان ذلك صمودا ،،، فلم لا اراه يقترن بصمود من نوع آخر يبتعد عن ردات الفعل ليتحول ل"فعل" ويعوض عملية الاستنزاف المستمرة منذ ثلاث سنوات بشكل مركز وما قبل الثلاث سنوات حتى!

٢٣٠عاما على اقل تقدير منذ غُزيت بلدنا على ايدي العتوب واستقرت بين وقع رماحهم ونزفهم لاهل البلد الاصليين المعروفين بأنهم الثاني اسلاما دون حرب بعد المدينة المنورة والمعروفين ء-ربما اكثر- بتشيعهم 

٢٣٠عاما وواحة العلم والعلماء "أوال" تقطع إربا بسيف الغزاة مُقدِمة آلاف الشهداء والمشردين على مذبح "رفض العبودية" دون ان تتهدم دولة الطغيان التي تزداد قوة كل ما تقدم بها العمر !!

في عقلي وعقل الكثيرين مجموعة افكار ربما تمكن من صياغتها احد ما
ربما تمكن من التعبير عنها احد ما
لكنها لا زالت حبيسة عقول كثيرين يصعقونها بدعاوى باطلة زرعها بعمقنا "عدونا اللدود"

"ان نتحول من الطائفة المستهدفة الى الطائفة المهابه"

وهم!
لا واقعية!
انهزامية!
طائفية!
وربما غرابة!!!


ودعوني اقف على اعتاب دعوى الطائفية مطولا لاني اجدها الاكثر استفزازا واستهانة بانسانيتنا وبعذابات المضحين خاصة وان صدرت منا لنا  

سأضع بين ايديكم تعريفات ثلاثة من تعريفات علم الاجتماع ارجوا قراءتها بتمعن واستذكارها لاحقا 

اولا: العنصرية
أو (التمييز العرقي) (بالإنجليزية: Racism) هو الاعتقاد بأن هناك فروق وعناصر موروثة بطبائع الناس أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما - بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق - وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا...
كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء للتعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية.
أولئك الذين ينفون أن يكون هناك مثل هذه الصفات الموروثة (صفات اجتماعية وثقافية غير شخصية) يعتبرون أي فرق في المعاملة بين الناس على أساس وجود فروق من هذا النوع أنه تمييز عنصري، بعض الذين يقولون بوجود مثل هذه الفروق الموروثة يقولون أيضا بأن هناك جماعات أو أعراق أدنى منزلة من جماعات أو أعراق أخرى وفي حالة المؤسسة العنصرية، أو العنصرية المنهجية، فإن مجموعات معينة قد تحرم حقوقا أو امتيازات، أو تؤثر في المعاملة على حساب أخرى.
بالرغم من أن التمييز العنصري يستند في كثير من الأحوال إلى فروق جسمانية بين المجموعات المختلفة، ولكن قد يتم التمييز عنصريا ضد أي شخص على أسس إثنية أو ثقافية، دون أن يكون لديه صفات جسمانية. كما قد تتخذ العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً من خلال العنصرية الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يعلنون التزامهم بقيم التسامح والمساواة.
وبحسب إعلان الأمم المتحدة، فإنه لا فرق بين التمييز العنصري والتمييز الإثني أو العرقي.**


ثانيا: الضمير الجمعي
الضمير الجمعي او الوعي الجماعي هو مصطلح في علم النفس ابتكر من قبل عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم (1858-1917) ليشير إلى المعتقدات والمواقف الأخلاقية المشتركة والتي تعمل كقوة للتوحيد داخل المجتمع.
وقد تم تعريف الأنواع الأخرى والتي من الممكن تسميتها بـ "الضمير الجمعي" في المجتمعات الحديثة من قبل علماء الاجتماع كـ ماري كيلسي والتي بدأت بمواقف التضامن الاجتماعي والميل إلى السلوكيات المتطرفة مثل التفكير الجماعي وسلوك القطيع ،وقد قام بيركيلي محاضر ماري كيلسي في جامعة كاليفورنيا باستخدام المصطلح في بداية الألفية الثانية وذلك لوصف الناس في داخل جماعات اجتماعية على سبيل المثال عندما تصبح الأمهات مدركات لسماتهم وأحوالهم المشتركة وبذلك يعملون كمجتمع واحد ويحققون التضامن الاجتماعي. ويقوم الناس بدلاً من أن يعيشون كأفراد متفرقين بالاجتماع معاً كجماعات ديناميكية لمشاركة المصادر والمعرفة.
وأيضاً تم تطوير المصطلح كطريقة لوصف كيفية اجتماع مجتمع بأكمله لمشاركة قيم متشابهة. ويمكن تسمية ذلك بـ "عقل الخلية". وقد قام مهاريشي ماهش يوغي، مؤسس برنامج التأمل التجاوزي، باستخدام مصطلح "الضمير الاجتماعي" بوصف كيفية تأثير الضمير المشترك المتماسك لمجموعة من الناس على باقي المجتمع.
الذكاء الجمعي (أو ما قد يسميه البعض بالذكاء التكافلي) هو الذكاء الناشئ عن المشاركة لعدد من الأفراد معاً. هذا التعاون يمكن أن يتمثل في العديد من أشكال اتخاذ القرارات بالإجماع في البكتيريا والحيوانات (كما في مملكة النمل)، والبشر وحتى شبكات الحاسوب. هذا التعاون قد يشكل ما يمكن اعتباره كائن فائق (Super-organism) مكون من عدد من الكائنات المستقلة المتعاونة فيما بينها، أو ما يمكن اعتباره بمثابة دماغ عملاق
دراسة الذكاء الجمعي يمكن اعتبارها كمبحث فرعي من علم الاجتماع، الأعمال، علوم الحاسوب، الاتصالات الجماعية أو السلوك الجماعي، حيث تتم مثلاً دراسة مجموعات ببساطة مجموعة من البكتيريا أو بتعقيد مجتمع بشري كامل. ومع ذلك فإن الكثير من الباحثين يركزون عند الحديث عن الذكاء الجمعي على البشر، حيث يتم التعاون والمشاركة في القدرات الذهنية لعدد من البشر لتجاوز الانحراف الإدراكي للفرد ولتحسين الكفاءة الفكرية الكلية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الأحزاب السياسية والنقابات والشركات، حيث تستغل القدرات الذهنية لعدد من الأفراد بشكل جمعي لوضع السياسات وإدارة العمليات والاستجابة لمختلف العوامل **


التماسك الاجتماعي
هو نوع من التماسك الإجتماعي, أي الإرتباط الوثيق بين أفراد الجماعة في أهدافهم القريبة وغاياتهم البعيدة فهو وسيلة ليشيع إحساس مشترك لدى جميع الأفراد بالميل للبقاء و الإستمرار في مسيرة واحدة مع تعظيم الشعور بالإنتماء للجماعة.
لتماسك الجماعة مجموعة من العوامل منها التهديدات الخارجية والتي تزيد من قوة تماسك الجماعة **

لو جردنا واقعنا المعاش من كل تعقيداته وقابلناه بنقيضاه اللذين اثبتا على مر كل تلك السنين استحالت تمازجهما وتعايشهما لاسباب -لست بوارد الاشارة لها حاليا- لوجدنا ان مجتمعنا وبكل بساطة يحوي جماعتين تختلفان تماما وتتصارعان دوما 
ولنسقط معا تعريف العنصرية اولا على تلك الجماعتان 
اذ سنجد ان هناك جماعة تمارس العنصرية بصورتها التي اسلفتها آنفا والتي اشار لها التعريف بوضوح  بان هناك نوع من العنصرية اسماها "العنصرية المنهجية" في حال المؤسسة العنصرية التي تحرم جماعة ما من حقوقها او من الامتيازات
وفي حالتنا فلا اتصور اني بحاجة لسوق امثلة على العنصرية التي امعنت في ممارستها السلطة "قبيلة آل خليفة بأجهزتها واداراتها وعلى مر السنين" ضد الجماعة المقابلة لها من سكان الارض وهم الشيعة الذين سلبتهم ارضهم فيما مضى ثم فرضت وجودها السياسي عليهم بطريقة واخرى 
عنصرية كانت ولا زالت أحادية الجانب تتجه من القبيلة لأهل الارض وصلت لتكون عنصرية رسمية تمارسها السلطة ضد المواطنين الشيعة 

لكل جماعة منهما "قبيلة آل خليفة"و"جماعة اهل الارض الشيعة" عقلا او وعيا او ضميرا جمعيا افرزته طبيعتهما الاجتماعية 
يجمع الاولى العرق والاهداف والمصالح كما تحكمهم قيمهم القبلية التي لا زالت حاضرة في ممارسات دولتهم الحديثة "عصبية قبلية" بأدوات عصرية مقابل الجماعة الاخرى الذين يجمعهم انتماءهم الجغرافي والتاريخي والقيمي والديني وغيرهم والتي لا بد ان تجمعهم الاهداف المشتركة اولها "دفع التهديدات الخارجية"المتمثلة بالعنصرية والاقصاء والظلم الخليفي ضدهم 

وبينما باعتقادي الشخصي لا احتاج للاشارة لصورة التماسك الاجتماعي عند الجماعة الاولى والذي يفرضه حتما الكم الهائل من المصالح التي تجمع بينهم وخصوصا انهم المالكين للسلطة والنفوذ فهي تعيش تماسكا اجتماعيا لا اعرف الى اي حد تعيشه اليوم الجماعة المقابلة لتدافع عن وجودها وكيانها وحقها الاصيل على ارض ماعرفت غيرها ولا زالت تتمسك بها!

حين نطالب او نحلم بأن نتحول من الطائفة المستهدفة للطائفة المهابه فنحن نشعر بحاجتنا الطبيعية للتماسك الاجتماعي من منطلق العقل الجمعي ضد عنصرية تمارس ضدنا على مدى مئات السنين 
اننا لا نسع لاكثر من ان نكون بشرا طبيعيين يتصرفون وفق القواعد الانسانية!

فكيف نتهم بالطائفية اذا!!!!

مقابل نفوذ وسلطة ومجتمع اقليمي وجيوش ومرتزقة وسلاح وسياسات طويلة عريضة عملت وتعمل وستظل تستميت لاقصاءنا وابعادنا وتهميشنا وتذويبنا ،،، أليس واجب علينا وحق لنا ان نتمترس حول انفسنا مع بعضنا لنرتقي بقوتنا فندفع اولا تلك الضربات والمحاولات  ثم ثانيا لنكون مجتمعا انسانيا كريما قابلا للحياة والتطور؟!!

ختاما يقال ان العالم لا يحترم الا الاقوياء ونحن تلاميذ محمد وآل محمد لا نعتبر ان القوة بحد السيف بل بكيان اجتماعي متماسك مكتف زاخر بالعلم والمعرفة والقيم الالهيه نواجه به اعداء الله والانسانية وننتزع به مكانا لنا بين وحوش الارض الذين يقتاتون على جهل ودماء الضعفاء اذ يأبى الله ورسوله والمؤمنون ان نكون مجرد مستضعفين مظلومين وقد وهبنا الله ما وهبنا لنكون الاقوياء بالحق من اجل الحق.

إيمان الحبيشي 

** التعريفات منقولة من موسوعة ويكيبيديا 

( الطلب ) .. و قضية الفشل





الطلب –كما في لسان العرب- هو "محاولة وجدان الشيء وأخذه"، ولا وجدان لشيء قبل وجود علته التامة، فكون النار قد التقت بما يقبل الاشتعال فهذا لا يعني حدوث الاشتعال فعلًا، إذ أن جزئية غاز الأكسجين مقومة لذات الاشتعال بالإضافة إلى النار وما يقبل الاشتعال.
نسمع اليوم كثيرًا عن فشل الحكومة في ليبيا، وفشل الحكومة في اليمن، وفشل الحكومة في لبنان، وغيرها من الحكومات التي ينسب إليها الفشل عند تدهور الأوضاع الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية أو ما يشبهها في البلد، ولست هنا في مقام الدفاع عن حكومة أو أخرى، ففي نظري أنه لا حكومة حق إلا حكومة الإسلام العظيم يقوم بها عظماء الإسلام حكومات وشعوبًا..
على أية حال، فقد قام الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالإسلام حاكمًا، غير أن القرآن الكريم يصرح من جهة أخرى قائلًا (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)، فهل (فشل) الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في تربية شعب يحترم خطه المقدس فلا ينقلب عليه؟
وهل (فشل) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في كسب شعب الأمة الإسلامية ففرضت عليه (لفشله) حروب ثلاث في خمس سنوات هي مدة خلافاته، ثم أنه يقتل في محرب صلاته؟
وهل فشل الإمام الحسن (عليه السلام) في إثبات كرامته وفضله على معاوية بن أبي سفيان حتى اضطر إلى المعاهدة المعروفة؟
وهل (فشل) الإمام الحسين (عليه السلام) في الانتصار بالرأي العام فلم يلتحق بركبه غير قلة قليلة في قبال عشرات الألوف اختارت يزيد بن معاوية وزمرته؟
إذا كان هؤلاء قد (فشلوا) فإن خالق الخلق ومالك الملك الله سبحانه وتعالى قد (فشل) أيضًا في إقامة دولته المقدسة (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ)، ولا صِدْقَ في الواقع إلا لمقولة الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء)!
إنها دعوى باطلة بلا شك ولا شبهة، فالله عز وجل ومن اصطفى من خلقه جهاتُ فعل كاملة في طول واحد لا يمكن أن يرد على أدائها نقص أو عيب أو شائنة، ولذلك فإن (الفشل) في إقامة الحكم الحق لا يمكن أن يخرج عن دائرة القابل، فما أريد قوله هنا أن نسبة (الفشل) إلى الحكومات دائمًا أمر غير صحيح وثقافة مستبدة جدًا؛ فالحكومات ليست إلا (جزء) علةٍ تمامُها في مدى استعداد القابل للتكامل معها فيقع التغيير في الاتجاه المطلوب.
قياسنا على هذا القانون التكويني الواقعي، فالإنسان إذا لم يُرِد لنفسه الخير فإنه لا يستفيد لا من قرآن منزل ولا من نبي يوحى إليه ولا من وصي محدث، فضلًا عن أن يكون المتصدي دون درجة العصمة!
في بلدنا البحرين هناك إشراقات ثقافية غاية في الروعة، إلا أنها مخنوقة بسيل جارف مضاد لها، والأمارات على ذلك كثيرة، أوضحها الاستعداد الكبير من المجتمع للتفاعل والانفعال مع أتفه ما يثير الفتن والتنازعات، ناهيك عن اشتداد حالة التحزب وخلق الجبهات وصناعة الأعداء بما يبشر بتردي المستوى الثقافي حتى لو تحققت أعلى المطالب السياسية سقفًا، والنتيجة والحال هكذا أنه لن يكون للشعب ريح يهاب، فقد قال جل ذكره (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).
وأسأل الله اللطيف الخبير أن أكون على غير صواب.. 

السيد محمد علي العلوي 

Sunday, November 10, 2013

عليٌ والحسينُ (عليهما السلام) والقرآن.. والناس !




عليٌ والحسينُ (عليهما السلام) والقرآن.. والناس !

محمد علي العلوي
6 من المحرم 1435 هجرية

أما عليٌ (عليه السلام) فقد أظهر نهجُ البلاغةِ حجمَ استيائِه من الناس حتى قالها صريحًا "يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددتُ أني لم أركم ولم أعرفكم، معرفة والله جَرَّتْ ندمًا وأعقبت سدمًا، قاتلكم الله.. لقد ملأتم قلبي قيحًا، وشحنتم صدري غيظًا، وجرعتموني نغب التهمام أنفاسًا، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب!!"[1].

وغير هذا كثير..

وأما الإمام الحسين (عليه السلام) فقد أطلقها سهمًا راشدًا: "الناس عبيد الدنيا والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا مُحِّصُوا بالبلاء قل الديانون"[2].

وقَسَمٌ من الله عز وجل في القرآن بالعصر (وَالْعَصْرِ  *إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)!!

كل هذا في قبال قلة مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وعشرات مع أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، و(وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، فالناس لم يتأثروا بسماحة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا بمروءة علي (عليه السلام)، ولا بنقاء الحسين (عليه السلام)، ولكنهم فروا إلى (فلتة) السقيفة، ومراوغات معاوية، وترف يزيد..

فلندقق قليلًا، ولتكن العقول حاضرو بقوة..

ما أراده المعصومون (عليهم السلام) هو أن يوجهوا الناس إلى الله تعالى تحت ولايتهم، وأراد الآخرون توجيه الناس إلى ذواتهم بدعوى أنها ولاية الله تعالى، وفي هذه الثانية فإن رضى (الرب) معلوم من خلال عطائه المباشر والسريع، فأن يولي معاويةُ بن أبي سفيان عمرو بن العاص على مصر فهذا يعني أن (الله) تعالى قد رضي عن ابن العاص!!

وأما مع محمد بن عبد الله وآله المعصومين النجباء (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، فإنه "إن الله عز وجل إذا أحب عبدًا غَثَّه بالبلاء غثًّا، وثَجَّه بالبلاء ثَجًّا، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي، لبيك عبدي، لئن عَجَّلْتُ لك ما سألت إني على ذلك لقادر، ولئن ذخرتُ لك فما ادخرتُ لك خيرٌ لك" كما عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)[3].

لا أطيل، ولكن (الناجح) اليوم هو من يستقوي بتيار، أو من يسعى لتأسيس تيار والاستقواء بقاعدة جماهيرية حتى لو كانت في عالم الافتراض (الإلكتروني)، وواسعداه لو كان مستعار الاسم فيخيط ويبيط باسم علي ولصالح السقيفة، وقربة للحسين من خلال الانتصار ليزيد.. وهكذا هي اليوم إلا من رحم ربي..


[1] - نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 1 - ص 70
[2] - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 - ص 383
[3] - كتاب المؤمن - الحسين بن سعيد - ص 25

مآتمنا بين الزهد فيها وإليها.. مثال من الواقع

مآتمنا بين الزهد فيها وإليها.. مثال من الواقع

يحيطنا الله سبحانه وتعالى بنعم كثيرة وأختصنا بأكبر النعم وهي نعمة الولاية لمحمد وآل محمد.

من طبيعة الإنسان ان لا يشعربقيمة النعم التي يتمتع بها إلا بعد ان يحرم منها, والاسباب لذلك قد تكون كثيرة منها التمتع بالنعمة لمدة طويلة مما يخلق شعور الإعتياد لدى الإنسان , سأنقل لكم مشهدان من واقع الحياة حدثا في نفس اليوم.



المشهد الأول:

حضرت فعالية لعبدالله الرضيع في أحد المآتم, اشتركت عدة هيئات في إقامة الفعالية  وتم تخصيص زاوية لكل هيئة لعرض مجسماتها وأعمالها منها معرض تلوين ورسم للإطفال واشتركوا جميعهم في برنامج يشتمل على فقرات تختص بفاجعة مقتل الطفل الرضيع.

عدد الحضور ممتاز جداً ولكن المكان كان يضج بفوضى غير طبيعية, اعلنت العريفة عن بدأ البرنامج بكلمة لأحد المشايخ وبينما هي تلقى مقدمتها اختلطت الأحاديث الجانبية للحضور  مع اصوات الأطفال مخلفة فوضى عارمة  لا تستطيع معها التركيز فيما تقول, ابتدأ الشيخ بالقاء الكلمة بالصلاة على محمد آل محمد وطلب من الحضور الهدوء ولا من مجيب, نبه الحضور بأهمية احترام المكان والكلام ومن حضروا لاحياء مصيبة ولا حياة لمن ينادي فأضطر الشيخ للإنسحاب بدون القاء كلمته ولم يغير انسحابه الوضع واستمرت الفوضى العارمة حتى انتهاء البرنامج بزيارة عاشوراء.



المشهد الثاني:

لنا اخ بحريني يعيش مغترباً في امريكا منذ مدة طويلة تزيد على العشرين عاماً, سألته :

أخي كيف هي أجواء عاشوراء لديكم وكيف تحيون هذه الأيام !؟

فعرض صورة لغرفة صغيرة مكتسحة بالسواد وكرسي في احدى زواياها وقال:

يبعد اقرب مآتم لبيتنا مسافة ساعة ونصف بسيارة ولظروف خاصة  لم استطع هذا العام من المشاركة في المأتم فخصصت غرفة في منزلي لاحياء عاشوراء مع زوجتي وابنائي بأعطائهم فرض يومي بالبحث عن موضوع يخص واقعة كربلاء ونتناوب كل ليلة في الشرح, هكذا نحيي عاشوراء.



متعنا الله  بنعمة احياء الشعائر الحسينية في بلدنا, فهيأ لنا كل الأمور المساعدة في المشاركة فيها فأنتشرت المأتم في كل مكان حتى أمست القرية الواحدة يقام بها أكثر من مآتم, وحضور الأفراد ممتاز جدأ وقد يتخطى العدد المئة في كل مآتم ولكن كم نسبة المستمعين الحقيقين من يحضروا بقلبهم وعقلهم فيحرصوا على ان لا تفوتهم كلمة واحدة من المحاضرة  ويحاولوا ما استطاعوا ان تكون ايام عاشوراء أحياء حقيقي للروح بتطبيق هدف الإمام الحسين من واقعة الطف وهي الإصلاح.



فمتى نقدر قيمة النعمة التي نتمتع بها!!؟



أم حسين

رحمة الحسين و نقمة المجتمع

رحمة الحسين ونقمة المجتمع

(لا يوم كيومك يا ابا عبدالله)

حقيقة  يتجسد معناها مع اقتراب هلال شهر محرم الحرام،  فنرى الشيعة يتجهزون في مختلف بقاع العالم لاستقبال هذه الأيام..
تعليق السواد.. رفع الرايات.. مخطوطات بأحاديث أهل البيت (عليهم السلام).. إظهار وبكل إصرار لمظلومية أهل بيت النبوة (عليهم السلام).

ومع أن المجالس الحسينية تكون على مدار العام إلا اننا نلاحظ توافد اعداد هائلة من المعزين خلال هذه العشرة أيام خصوصًا، فالشيعي مهما كان مستوى تدينه وقربه من الله يمتلك توجه ثقافي كبير لهذه المناسبة، ويعتبر تواجده في غير أماكن العزاء تقصير منه في حق أهل البيت (عليهم السلام) يستدعي تأنيب الضمير، لذلك فهو يحرص كبيرًا كان أو صغيرًا على التواجد في المآتم.


نطرح سؤالًا: لماذا نحيي ونعظم شعائر الإمام الحسين (عليه السلام)؟  
فيأتي الجواب:

 
 
 بإحيائنا للشعائر نحيي أرواحنا من جديد ونّذكرها بتضحيات إمامنا لحفظ هذا الدين
 

ويأتي سؤال آخر:
هل كانت الإجابة شعاراتية، أم أنها حقيقة؟

الواقع يجيب:

ألم يكن الإمام الحسين (عليه السلام) باذلًا مهجته في سبيل إصلاح أمة جده (صلى الله عليه وآله)؟

إذن سوف أذكر مشهدًا واحدًا يتعاكس تمامًا مع أهداف الحسين (عليه السلام)..

المذنبون..
المذنبون ممن لهم ماضي قد يغفره الله لهم إن تابوا، ولكن المجتبع لا يغفر ولا يتجاوز، بل يقف بالمرصاد رافضًا أن ينالوا فرصة جديدة قد تجعلهم يتوبوا ببركة التوجه الروحي لهذه الأيام العظيمة.

فما أن يدخل أحد المذنبين ممن غرته الدنيا وانحرف عن الدرب المستقيم في أحدى حسينياتنا حتى  ترى العيون تلاحقه بإتهاماتها وتنبذه بنظراتها بل وقد يصل الحال الى طرده من الموكب الحسيني او الحسينية, فيفوت عليه المجتمع فرصة ذهبية للتوبة مع التوجه الروحي والميل القلبي عنده لهذه الأيام.

فتباً لهذه القلوب القاسية التي نصبت نفسها قاضية تحكم على الناس بغير العدل, عقليات لا تعلم من الدين إلا ظاهرة, ولا تعرف من واقعة الطف ألا انها قصة تاريخية فلو علموا انها قصة الحياة وقصة الدين لفهموا انها من المسير الى المقتل تجسد تعاليم الدين والأخلاق بمواقف الإمام الحسين.

لتعلموا العبرة من أحتواء الإمام الحسين للحر بن يزيد الرياحي عندما جاءه وقال

إني قد جئتك تائباً مما كان منّي إلى الله و مواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك. فهل ترى لي من توبة؟

قال (عليه السلام): «نعم! يتوب الله عليك و يغفر لك، فانزل».


فمتى نحيي عاشوراء في أنفسنا!!؟

أم حسين
 
 

مُسلم.. بين الإنتصار والفتك "





" مُسلم.. بين الإنتصار والفتك "




فيا ابن عقيل فدتـك النفــــــوس***لـعـظـم رزيـتــك الـفـادحـة
بكتك دما يا ابن عم الحســـيـن***مدامعُ شيعتـك السافحة
لأنـك لم تــــــرْوَ مــن شــــربـةٍ***ثنايـاك فيهـا غـدت طائحـة
رموك مــن القصـــر إذ أوثقـــــوك***فهل سلمت فيك من جارحة
و سحـبـا تُـجَــرُّ بأسـواقـهــــم***ألـســتَ أمـيـرهـم الـبارحـة



عبرتان رئيستان اخذناها من قصة موفد الامام الحسين(ع) للكوفة (مسلم بن عقيل) بينما تجد تحت ثنايا تلك العبرتان عبر ... فبين مروءة طوعة وخلق مسلم الذي منعه من قتل ابن زياد في لحظة كانت ستغير مجرى التاريخ حقا..تجد الوفاء والشجاعة والاصرار..تجد الايثار والايمان والصدح بالحق والحرص على الصلاة والتمسك بالامامة الحقة ..تجد الانتصار للمبدأ والقيمة امام كل الانتصارات الدنيوية مهما برق نجمها


كان يمكن لهذا الرجل ان يستل سيفه وينزل على هامة ابن زياد وكنا سنجد آلاف المقالات التي تتحدث عن شجاعته وتسطر عشرات الاسباب التي اعطت ابن عقيل الحق في قتل ابن زياد حينها، وربما صار جدل (حق مسلم في قتل ابن زياد) يأتي في المراتب الاولى بعد جدل (الاحقية في الخلافة) لكنه وقف ببساطة شديدة قائلا لاصحابه حين استفهموا منه عن سبب امتناعه عن ذلك :(الإيمـــانُ قَيْـــدُ الفَتْـــكِ )
مبدأ التزمه الرجل غير عابه بآلاف الحسابات الانسانية والفطرية والدنيوية الاخرى..من خلال هذا الموقف الذي سطره مسلم لا احتاج كثيرا للعودة والبحث عن سجايا واخلاق وتربية هذا الانسان الا للتزود فموقف كهذا كفيل باعلامي عن سبب اختيار الحسين له دون غيره ووصفه كما وصفه الحسين في رسالته (قد بعثت لكم أخي وابن عمّي، وثقتي من أهل بيتي...) اذ لا يمكن ان يحز رجل ما ثقة الحسين هكذا عبثا بل لاسباب منها انه كان سيتخذ مثل هذا الموقف بمثل هذا الظرف الحرج 


لم يكن مقبولا ان تحوي كربلاء (تصرفات شخصية) تسئ لملحمة انسانية ذات اهداف الهيه خالصة كملحمة الحسين عليه السلام.. كل الشخوص اختيرت لانها تستحق ذلك لانها من ذات المنظومة التي ارادها الحسين والا فكيف قال عنهم امامهم (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي) لو لم يكن ذلك حقا وهم أهل بيت لا ينطقون عن الهوى...لا اميل كثيرا للآراء التي تتحدث عن انعدام الناصر للحسين عليه السلام بالطريقة المتداولة والتي نعرفها جميعا من ان الجشع والخوف والغدر والخيانة كانت السمة الطاغية على بني البشر حينها كما لا اضعفها انما اثق انه كان يمكن للحسين تحشيد المتحمسين والمقدسين له لو اراد هكذا ببساطة لكن بقت اهداف تلك الملحمة تتحكم بشخوصها المختارة اذ هل يعقل ان تحمل كربلاء من العبر ما حملت منذ خروج الحسين حتى ما بعد مقتله وكل رجاله بشخوص متحمسة فحسب؟

الكثير يتحدث عن الصفات التي ميزت شهداء الطف كطاعتهم التامة للحسين عليه السلام وهو ما اجده صحيحا لو قرأنا هذه الشخوص ظاهريا او سطحيا فحسب والا فوراء تلك الطاعة التامة ايمان تام بالله.. ايمان كامل برسالة محمد وآل محمد التي اختزلها الحسين في شخصه فكانوا كما مسلم يتصرفون كما كان ليتصرف امامهم .. فصارت كربلاء النهضة التي لم تسبقها نهضة ولن تعدلها نهضة قط 

اما طوعة فهي ليست موفدة من الحسين عليه السلام ولم تصدر صكوك التأكيد على مبادئها واخلاقها قبلا لكنها وجدت بذلك الزمان والمكان وخلدت ذكراها لان العفوية والانسانية والايمان لم ينتف بذلك العصر ولم يغتال كله في كربلاء انما كان موجودا بالصدور خائفا يتخفى فكانت كربلاء لتفجر الايمان والصدق وتعلن للملأ ان القيم والاخلاق والمبادئ هي الحق الذي يجب ان يظهر وإن بزمان كزمان يزيد بعد معاوية حيث عادت الجاهلية بثوب اسلامي والاسلام من كل ذلك براء...

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين 


إيمان الحبيشي 

Friday, November 8, 2013

مدونة إرتقاء ... من نحن

 
 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين..
في مجموعة (لقاء وارتقاء)..
 
• نؤمن بأن (الفكرة) من حقها أن تظهر وتدعو لنفسها، أما التوفيق في الدعوة فبيد الله تعالى.
• ولا نؤمن بسياسة (التحشيد) للفكرة، ولا بخلق (رأي عام) لها
.
 
• نؤمن بتلاقح (الأفكار) وضرب الرأي بالرأي طلبًا للصواب.

• ولا نؤمن (بفرض) الفكرة والتخويف من (مخالفتها).
 
• نؤمن بطرح (الأفكار) والدفاع عنها في ضمن آلية الدليل والاستدلال.

• ولا نؤمن لا بسياسة (الهجوم)، ولا بمنهجية (تضعيف) الآخر.
 
• نؤمن بحرية الناس التامة في اختيار (الفكرة) التي تناسبهم، وتحمل المجموع لمسؤولية الخيار.
• ولا نؤمن بالهزل والشماتة والتشفي.
 
• نؤمن بأن (إهانة) الفكرة القائمة على الدليل الموضوعي (عند صاحبها) إهانة للإنسان، وهي من أعظم الكبائر الأخلاقية.

• ولا نؤمن باحترام سخافات وإن تسمت (أفكارًا)، وميزاننا في الحكم (إطار الإنسان) وهو قيمة ثابتة غير قابلة للعبث.
 
• نؤمن بأن للمجتمع حق أصيل على كل صاحب (فكرة) محترمة أن يطرحها ويجعلها ملكًا خالصًا للعقول.

• ولا نؤمن بتملك الأشخاص (للأفكار).
 
مجموعة لقاء وارتقاء