Pages

Saturday, March 8, 2014

قواعد اجتماعية مجحفة

في مجتمعنا لن تجد لك عونا

إن قررت أن تتزوج على طريقة الآباء والأجداد ..
أو قررت أن تتزوج بطريقة العصر ..

ستجد من ينتقدك قطعا لكن حالك سيكون أفضل بكثير من حال رجل أو امرأة لم يشأ لهما الله الزواج فتقدم بهما العمر بغض النظر عن الأسباب ..

بينما حالهم قطعا سيكون أفضل بكثير من فرد (رجل أو امرأة) قرر أن ينهي زواجه بطلاق ولن يكون من قرر الزواج بثانية غير زوجته الأولى أفضل حالا من صاحبنا الأخير!

ببساطة نحن نعيش ضمن إطار اجتماعي معقد جدا لا يتمكن من أن يُزاوج بين أحكام دينه التي جاءت وفق علم كامل يقيني بالإنسان رجل أو امرأة وإرادة المجتمع المبنية على رغبات فردية كونت عادة اجتماعية او شكلت رفضا اجتماعيا لسلوك ما وإن أقر ذلك المسلك الشرع والدين ..

المصيبة لا تكمن في عدم قدرتنا على ذلك التزاوج وبالتالي عدم الحصول على حالة من التجانس الديني والاجتماعي تفرض الإستقرار النفسي للفرد وبالتالي للمجتمع .. مصيبتنا أن حالة عدم الإستقرار تلك فرضت صراعات فردية-اجتماعية وحاجات مكتومة وأمنيات مقطوعة الأذرع .. وافرزت سلوكيات خاطئة يرفضها الدين وربما غض المجتمع عنها بصره بقصد أو بغير قصد لأنه لا يريد أن يتنازل عن بعض الاعتبارات كأن تقبل الزوجات التعدد .. أو يقبل الآباء طلاق أبنائهم .. أو ترضى الأمهات لأبنائهم زوجات لسن أبكارا (مطلقات أو أرامل أو حتى ممن كبر السن بهن دون زواج) .. الأدهى والأمر هو أن تعاب زيجات تمت بسبب فارق السن بين الزوجين لرجل يكبر زوجته بسنوات عديدة نسبيا .. ولكم أن تتخيلوا جرأة امرأة قررت الزواج من رجل يصغرها سنا وإن بعامين أو خمسة فضلا عن عش سنين وإن كانا حين زواجهما يبلغان من العمر سن النضج!

صدقا لا أمتلك علاجا لمجتمعنا مما آلت إليه الأمور سوى أن يكون لنا مقياس رئيسي تتفرع منه مقاييس أخرى في قبول ظاهرة ما أو تصرف ما أو سلوك ما .. هو (شرع الله)
الشرع الذي يبيح الزواج لكل متمكن من الزواج (ماديا/اجتماعيا/معنويا/شخصيا/عقليا) أيا كانت صفته الاجتماعية .. الشرع الذي يبيح أن يتزوج أي رجل وامرأة وإن كبر أحدهما على الآخر عمرا مقبولا يقره ذات الشرع ..

الشرع الذي أباح لزوجين ما عادت بينهما الحياة ماضية مستقرة أن يغادراها بكل إحسان (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) .. الشرع الذي يتيح لكل من لا بعل لها ( أرملة أو مطلقة) أن تتزوج مرة أخرى بمن قبل بها وقبلته زوجا (أرملا كان أو مطلقا أو حتى متزوجا) ..

لا أقول أن تختفي كل الضوابط ونحتفظ بضابط الحلية والحرمة مطلقا دون اي اعتبارات .. فنقبل زواج رجل ثمانيني من طفلة لم تتجاوز ال١٧ عاما مثلا .. اذ هناك عدد من القواعد المهمة الجديرة بالأخذ في الاعتبار .. تكون النصيحة والإقناع بابهم وربما الرفض المنطقي في مواجهتهم ضرورة ..
كل ما أقوله أننا بحاجة ماسة لغربلة قواعد وضعناها تختزل في نفسها ظلم واجحاف اجتماعي مساوئه لا تقتصر على الفرد ولا تنحصر في هذا الزمن .. بل تمتد لأزمان وأجيال .. وأضرارها تمس كل نفس بعموم المجتمع ..

نحتاج لاحترام خيارات اإانسان التي وهبها الله إياه .. نحتاج لاحترام حدود معرفتنا بظروفهم وأسبابهم ورغباتهم وحاجاتهم .. فنمتنع عن الحكم عليهم من منطلق زاويتنا الضيقة التي نتوقف عندها ..

كثيرون منا هم ضحايا مجتمعنا القاسي الذي يكبح حاجات الانسان ويدوس على مشاعره ويطالبه أن يكون مثاليا لا مستقيما .. مثاليا وفق قواعد ما أنزل الله بها من سلطان وإن منعه ذلك من أن يكون مستقيما!

ايمان الحبيشي
1 مارس 2014

No comments:

Post a Comment