كان هذا الأسبوع مليء بالإستقالة أو الفصل من العمل لأسباب مختلفة.. من ضمنه فصل موظفة كانت تعمل في الشركة لأكثر من خمسة عشر عام.
عملية الفصل بالذات عملية قاسية مهما كانت الأسباب.. وقساوتها لا تقتصر في عملية الفصل الجافة جدا.. فالخمسة عشر عاما من الخدمة والتعامل مع أفراد الشركة والتي تتكون معهم علاقة زمالة وصداقة يتم قطعها في لحظة واحدة وبدون أن يتم لحاظ تلك الخدمة أو العلاقات لهذا المفصول. ولا تقتصر القساوة حين الفصل بل يتعداها لما بعد عملية الفصل حيث أن حياة المفصول عن العمل تنقلب رأسا على عقب بعد فصله..
أعود لفصل الموظفة ذات الخمسة عشر عام من الخدمة والتي تدرجت في عملها من عاملة إلى موظفة في قسم خدمة العملاء.. كان سبب فصلها هو السرقة.
نعم السرقة!
ما حدث هو أن بعض الموظفين مخولين لأن يذهبوا إلى المحلات القريبة لشراء بعض المستلزمات للعمل.. وبعد تحري موظفة المشتريات اكتشفت أن زميلتنا قد قامت بوضع ما اشترته من مستلزمات على حساب موظف آخر. قامت موظفة المشتريات بإبلاغ مدير المصنع والذي قام مباشرة بالإتصال بالموظفة وسؤالها إن اشترت أية مستلزمات في ذلك اليوم.. وبكل جرأة نفت أنها ذهبت للشراء!
بعد مواجهتها بالحقيقة تم فصلها مباشرة.. وفي لحظة "كشف" تم إعدار وسحق خمسة عشر عام من الخدمة..
السرقة في العمل أنواع وأشكال.. فمنها مثالنا السابق.. ومنها سرقة الوقت في العمل أي أن يقوم الموظف بإهدار أوقات من عمله في أموره الخاصة.. ومنها استخدام معدات العمل لأمور خاصة كاستخدام كمبيوتر الشركة في التواصل على شبكات التواصل الإجتماعية.. وغيرها الكثير..
يحتاج الموظف إلى مراجعة دورية بينه وبين نفسه يراجع فيها ما يقوم به من أمور قد تكون خاطئة وهو غير ملتفت لها أو متهاون فيها.. المراجعة الذاتية مهمة جدا بل ضرورية.. فما أقبح أن يتم فصلك بعنوان السرقة.
تذكر.. لا تفعل ما لا يليق بك كإنسان.. في أي موقع.. في أي وقت.. لوحدك كنت أو مع الآخرين.. فكرامتك التي كرمك الله بها أمانة في عنقك.. فلا تهدرها.
ز.كاظم
28 مارس 2014
No comments:
Post a Comment