Pages

Friday, April 25, 2014

إسقاط النظام الداخلي!

عبر التاريخ وعلى مر السنين، نسمع عن نهضة هنا، وثورة هناك، وحركة هنا، وحرب هناك، والكثير من هذه الحراكات، خصوصا الشعبية منها، تطالب بالإصلاح، أو الإطاحة بالرئيس، أو تغيير النظام أو إسقاطه بالكامل، وهكذا.

بعضها ينجح، وبعضها يفشل، وآخر يتقطع ويستمر، إما بمكتسبات بسيطة، وإما بما لا يعد تغييرا حتى. أما من يقود هذه الحراكات السياسية والميدانية وغيرها، والجماهير التي تتحرك معه، فإنها على أقسام، فبعضها محق وبعضها لا، وبعضها تقوم عن وعي وبعضها لا، وهكذا.

ما يهمني ليس كل ما مضى ذكره، بل هو الإنسان نفسه، فهو ما يتكون به المجتمع، وتتكون منه الأمة، فإن أي حراك يوجد بلا شك يكون الإنسان قائده، لذا أقول أن من يريد النهوض أو الإنتفاض على واقع ما أو الثورة، عليه أن يتخلى عن بعض الصفات الذميمة، والأفعال القبيحة، وعليه أن يتحلى بالصفات الحسنة وأن يتزين بها.

أولا: يجب أن يتخلى من الصفات الذميمة والأفعال القبيحة، من قبيل الظلم والجور والإعتداء على الآخرين، وغيرها من الملكات الفاسدة، فكيف يمكن للإنسان محاربة الظلم مثلا، وهو ظالم يرتكب الظلم في حق غيره؟ وكيف يسلم من اعتداء الآخرين عليه وهو يعتدي على غيره؟

ثانيا: عليك أن تتحلى بالصفات الحميدة، وأن تبادر لكل عمل بنية صالحة، فإن من فقد هذه الصفات كيف سيتمكن من الدفاع عنها ونشرها؟ وكيف سيتمكن من تفعيلها في المجتمع؟ فصفات مثل الصدق والصبر والحلم والحكمة، وغيرها من أمهات الصفات الحسنة، مطلوبة للفرد نفسها، وكذا للمجتمع عندما يريد هذا الفرد النهوض به ومعه.

ثالثا: ثم أن أي حراك يقوم، أو مشروع يقام، لا بد وأن يكون مخططا له بشكل جيد، وبحكمة ووعي، فيعرف حينها الفرد من أين وإلى أين وماذا يريد، وإلا فالتخبط هنا وهناك لا طائل منه، ولا يخلف إلا الخسارة والندم، ولا بد من ملاحظة أن كل حركة - صغيرة كانت أو كبيرة - تحتاج إلى علم.

إذا لم تكن الثلاثية الماضية موجودة، فإن على الإنسان أن يسقط نظامه الداخلي، ويحل نظاما جديدا مكانه إذا أراد بنفسه وبغيره خيرا.

محمود سهلان
25 إبريل 2014

No comments:

Post a Comment