يتقدم الغرب - والشرق - في صناعاتهما وعلومهما، ويرتقيان بشكل مستمر، فنرى ما نراه من النظريات المتجددة في مختلف العلوم، ونرى التطور التكنولوجي المستمر بلا توقف، فيما نقف مكتوفي الأيدي نراقب بخجل ما وصلوا إليه، ونبقى لنستهلك منتجاتهم الإلكترونية وغيرها.
عندما يكتشفون شيئا جديدا، ثم نجد أنه ورد ما يتفق معه في القرآن أو الروايات، نقول: اكتشفوه اليوم فقط وهو لدينا منذ مئات السنين! هكذا نحن، نمر على الآيات والروايات لنقرئها ونحفظها ونرددها ونلصقها على الجدران، ثم لا شيء. نعم يمكننا اكتشاف الآلاف من النظريات لو درسنا الآيات والروايات بشكل صحيح، وبكل جدية، فإن الكثير فعلا مما اكتشفوه موجود في كتب الروايات والقرآن الكريم، ولكن كيف وصلوا هم، فيما لم نصل نحن؟
أقول بأن العمل المنظم، وبذل الطاقات، من مال وجهد وطاقات بشرية وغيرها، كفيل بأن ينتج الكثير، فبينما فهموا معادلات الحياة، لم نفهم منها شيئا إلى اليوم، وإن فهمنا فهو قليل، وبينما بذلوا ما بذلوا، ظللنا في سبات عميق.
والحل في نظري هو بالإنطلاق في مشروع متكامل، يحوي كل التخصصات الممكنة، ويرتكز المشروع - المفروض - على القرآن الكريم، وأحاديث رسول الله (ص) وأهل بيته (ع)، دون إغفال لبقية العلوم، فيلعب المتخصصون في الرواية والقرآن دورهم، ويعملون على فهم الروايات وتدارسها، وتفسير الآيات وفهمها، ثم يأتي الدور على أصحاب التخصصات الأخرى، ليستفيدوا مما وصل إليهم من المتخصصين، ويقوموا بأبحاثهم وتجاربهم، وهكذا. على أن يكون هناك جلسات عمل دائمة بين جميع المتخصصين، وطرح للأفكار والنتائج والبحوث، كي نسعى للأفضل دائما.
أزعم أن مشروعا كهذا من شأنه أن يغير حالنا كثيرا، ويعيدنا لواجهة العالم العلمية، وبذلك نخدم البشرية جمعاء عموما، والأمة الإسلامية خصوصا، وأفترض إسما للمشروع، هو (مركز البحوث والدراسات الإسلاميّة).
محمود سهلان
30 إبريل 2014
No comments:
Post a Comment