Pages

Friday, July 4, 2014

أريد أن أعود // أم حسين






صرخةٌ.. قوتها الكامنة بداخلك ترهقك، مستمرة لا تهدأ تلح عليك بالعودة، فغرائزك وأعضاءك وكل ما في داخلك خلق لهدف معين يقودك لتحقيق هدف وجودك وأنت قد ضللت الطريق.
 
هل تسمع تلك الصرخة المنطلقة من أعماقك!؟
 
اهدأ..
 
وأستمع لداخلك يناديك ...(أريد أن أعود)
 
أين الطريق!!؟
 
خرائط النفس متشابكة بين سلوك سلبي وأسلوب تفكير خاطئ والتغيير للعودة يعتبر تحدي في ظل العالم المنكوس الذي نعيشه.
 
وتستمر تلك الصرخة تدوي في أعماقه حتى تعود، ومخطئ من يتهيأ له أنها اختفت، باقيةٌ هي ما بقيت، قد  يخفت صوتها أحيانًا لكثرة الضجيج بالنفس، وما أن تهدأ قليلًا حتى تسمع رنينها، ومع ذلك لا  يستطيع البعض العودة، لا لأنه لا يريد بل حاول كثيرًا وخذلته نفسه وغررت بعقله لتعود به إلى حيث تريد.. فيستسلم.
 
مكارة خادعة ماهرة..
 
لتنجح وتجرها معك عائدًا.. عليك أن تتعلم فنونًا تجعلك ماهرًا وفنانًا وتضمن لك وضع قدميك على الطريق الصحيح للعودة.
 
فعليك أولًا معرفة ما معنى التغيير وما معنى السلوك!؟
 
فالتغيير عبارة عن حالة راهنة وحالة مطلوبة.
 
وينتج السلوك من أسلوب تفكير معين تشكل بفعل تأثير خليط ممزوج من القيم والمعتقدات والمشاعر والجينات الموروثة والبيئة المحيطة بك والأشخاص الذين تتعامل معهم.
 
ماذا أريد!!؟ وكيف أعود!!؟
 
حدد هدفك، الهدف هو الحالة المطلوبة التي تريد أن تصل إليها. وليكن هدفك واضحَ المعالم، فوضوح الصورة تجعلك تدير الأمور وتوجهها إلى نقطة محددة.
 
عند تحديد الهدف ستتدخل النفس لتتلاعب بك تحت مظلة (الأنا)، لتفاديها  فكر بالكليات لا بالجزئيات.. وسِّع دائرة همومك لتشمل الآخرين، عندها فقط ستخرج من محيطها وتتجاوزها لتتلاشى من أمام عينك كل الماديات.. فعندما يكون هدفك مشروع حياة لن تتوقف وتضيع وقتك فالوقت سيكون من ذهب.
 
فمن يعيش وهو يحمل مسؤولية عظيمة حمله إياها الله سبحانه وتعالى سيعمل على تنمية عقله ونفسه على قدر شعوره بالمسؤولية.
 
 يقول الله تعالى:
((إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)) سورة الأحزاب (72)
 
يقول الإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام (قدر الرجل على قدر همته)
 
فكلما اتسعت دائرة همومك، كَبُرت أهدافك وكانت همتك عالية متحفزة إلى العمل.
 
وأنت تعمل لتحقيق أهدافك ستقفز الأنا من جديد بحلةٍ أخرى منمقة تجعلك صلبًا من الداخل وجامدًا من الخارج.. ستتخطاها إن جعلت أفكارك ومعتقداتك وسلوكياتك مرنة، وجعلتها قابلة للتغيير والتشكيل على إطارك المرسوم للعودة، فما الصلابة والجمود إلا فنون قتالية للأنا لتعود بك إلى حيث تريد.
 
فلتكن إيجابيًا حتى وإن غلبتك نفسك.. كُن هادئ وارجع بذاكرتك ودقق لتكتشف في أي منزلق تمكنت نفسك منك وأوقعتك.. وبعدها فكّر في أسلوب آخر للعودة. أبدًا لا تستهين بقدراتك كإنسان وكل هذا الكون مسخرٌ لخدمتك في تحقيق أهدافك.
 
فما عليك سوى الإنصات إلى كل صرخةٍ تسمعها من أعماقك فهي صرخة استنجاد لخلل يتألم منه عضوٌ أو غريزةٌ أودعها الله في داخلك وتطالبك بإيقاف الألم ومداواتها للعودة إلى الهدف الذي خلقها الله من أجله.. لَبِّي نداء العودة للهمسة قبل الصرخة، ففي العودة خيرٌ كثير.
 
1 يوليو 2014

No comments:

Post a Comment