التطرّفُ هو نمطٌ من السلوك يتصف بالتحيز الظاهر، والميل الشديد إلى جهة دون أخرى. قد يكون التطرف لفكرةٍ أو معتقدٍ أو جماعةٍ. أمّا التعبير عنه فيكون ظاهرًا ومنكشفًا للآخرين بشكليه مع أو ضد.
يتعامل المتطرّف مع الآخر بلغة النقص والتحجيم، فلا يقبل من الآخر رأي ولا فكرة فتراه يجتهد في التقليل من شأن من يخالفه في الرأي في حين أنه لا يستند على قوة البرهان ومنطق الاستدلال.
التطرّف يجعل صاحبه أعمى لا يرى إلا السواد من الطرف الآخر، فيسلبه هذا المنهج القدرة على التفكير باتزان ويسلب منه التبصر في الأمور بعقلانية، فالتطرّف ينقص من عقل صاحبه من جهة، وينتهك حق الآخرين في التفكير وحرية الرأي من جهة أخرى.
صفة التطرّف تمنع الإنسان من البحث عن الحقيقه والتفكر في الرأي الاخر بل حتى تمنعه الاستماع إليه، فلا تطوير للذات ولا نضج عقلي يتمتع به المتطرّف.
وفي المجتمعات يتسبب التطرّف في الاحتقان والانقسام بين الناس، فيخلق النزاعات والخصومات، وقد تهدر بدورها كل طاقات المجتمع، وهذا ما يحذر منه العقلاء والحكماء حتى من عامة الناس.
وأخيرًا فإن يدفعنا تطرّفنا لنخرج غيرنا أو ننتقض من قدره، ونعلن الحرب عليه؛ فهو منهج خارج عن ديننا وإنسانيتنا، وليعلم الجميع أن الفرقة والخلاف سبيلهما التطرّف وطريق للضعف والهوان والخذلان، وأن الوحدة رحمة، وهي شرع ربنا وهدى نبينا، وأن الظالمين وأعوانهم يؤججون نار الخلاف حتى يسهل القضاء علينا.
23 يوليه 2014
No comments:
Post a Comment