للأسئلة فضلٌ كبيرٌ وقديمٌ في تقدم وتطوّر العالم أجمع، فالسؤال هو الذي قادنا نحو اكتشاف الحقيقة، والسؤال هو النفق الذي أوصلنا إلى بساتين العلوم المثمرة، ولو لا رحم الأسئلة لم تولد الإجابات.
للأسئلة ملامحٌ تتميز بها عن بعضها، وللأسئلة أحيانًا عيونٌ كعيونِ الغرباء في محطات الانتظار، وللأسئلة أحيانًا بريقٌ يفوق بريق الذهب في سطوعه.
هناك أسئلة جمال روحها ليس في جسدها الفلسفي فقط، بل هو قابع بين دوران الفكر في فلكها ولذة الإجابة، وهناك أسئلة يسرقنا اتساع مداها من ذواتنا للحظات من الوقت، والغريب في عالم الأسئلة في بعض الأحيان أن دهشتها لا تنتهي حتى بعد الوصول إلى إجاباتها.
كُل ما حولنا يهمس لنا بالأسئلة، ونافذة الأسئلة هي النافذة الوحيدة التي لا تُغلق، بل إن السؤال كالظل يرافقنا أين ما اتجهنا، فالأسئلة ترفرف حولنا في الوطن وفي المنزل وفي العمل وفي المقهى وفي الخلوة وفي السفر وفي الشارع وفي الكِتاب وفي التلفزيون وفي الراديو وفي الجريدة والمجلة، وكل مكان يعمل به عقل الإنسان.
كم من مرة حاولت أن أُقيم وطناً لبعض أسئلتي المنفية التي تشبه الأُدباء الغاضبة عليهم أنظمتهم ظلمًا فلم أستطع، وكم من مرة حاولتُ أن أنشئ رصيفًا لبعض أسئلتي المشرّدة التي تشبه وجوه الفقراء الذين ينامون على الرصيف فلم أستطع، وكم من مرة حاولتُ أن أصُب دفء الطمأنينة من روحي إلى روح بعض أسئلتي الحائرة فلم أستطع، وكم من مرة حاولت أن أُجدل من شك أسئلتي يقين الإجابة فلم أستطع! لأن بعض الأسئلة مفترق طرق، ولأن بعض الأسئلة لا تلحقها إجابة، ولأن بعض الأسئلة لا تموت أبدًا، ولأن بعض الأسئلة تكون بابًا لحياة جديدة، ولأن بعض الأسئلة تكون هي المشهد الأخير في حياة الإنسان.
وإليكم أقدم هذه الأسئلة:
من فقد الله ماذا وجد ومن وجد الله ماذا فقد؟
كم المسافة التي يحتاجها الإنسان لكي يهرب من ذاته؟
ما الضماد إن كان الجُرح وطنًا؟
ما أطول مسافات الألم حينما نتوه عن معنى من الله وفي الله وإلى الله.
8 أغسطس 2014
نعم إن العلم خزائن، وكما أن لكل خزينة مفتاحا فكذلك لخزائن العلم مفاتيح، ومفاتيحها هو السؤال، يقول رسول الله ( ص ): "العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فسلوا يرحمكم الله فإنه فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل والمعلم والمستمع والمحب لهم"، ويقول الإمام الصادق( ع ): "إن هذا العلم عليه قفل ومفتاحه السؤال".
ReplyDeleteولان الاسئلة ابوابا للعلم فقد حاول كثيرون ان يغلقوا عقل الانسان عن السؤال ليمتلكوه بالجهل
ReplyDeleteجميل