Pages

Friday, July 11, 2014

هل انتهى زمن عنتر؟ // فاطمة راشد



قد يُوحِي العنوان للبعض أن الموضوع سيتطرق لقصة حب أو للفقر والعبودية، ولكن أنا هنا بعيدةٌ عن ذلك كله.
 
كل ما في الأمر أننا ومن صغرنا سمعنا هذه الكلمة وتداولناها فيما بيننا ولم نكن نعي من هو عنتر ولكن عرفنا أنها تقال للرجل القوي ذي الهيبة والشخصية المتسلطة، وكانت تتداولها النساء بكثرة عند وصفهن لأزواجهن المتسلطين.
 
في الماضي كانت السلطة في المنزل للرجل، فكلمته هي المسموعة وإدارة المنزل وشؤونه تكون بأمره، والزوجة ماهي إلا ربّة المنزل. طبعًا لن نختلف أن ذلك لم يرضنا من جميع النواحي وخصوصًا أن هناك نساءٌ كثيرات أُضطهدوا بسبب ذلك.

ولكن مع هذا الحال تخرجت أجيال منهم فتيات أصبحوا ربّات بيت بامتياز وعاملات مجتهدات، ورجال بلغوا أعلى المراتب في المجتمع وفي أسرهم مع تطور الحياة ونمطها. فلم نخرج يومًا من منزلنا ونحن دون إفطار، ولم تبقى منازلنا متسخة لعدة أيام دون تنظيف، ولم نبحث عن ملابسنا بعد الاستحمام فنجدها ما زالت في سلة الغسيل، ولم ننم دون عشاء، وكل ذلك لأن أمهاتنا كانوا ربّات بيت بامتياز مع مرتبة الشرف.

 
أين نحن اليوم من ذلك كله؟

ضعفت شخصية عنتر أمام زوجته وغدت كلمتها هي العليا وكلمته هي السفلى، فلا سلطة له عليها ولا احترام منها له. لم تعد زوجة عنتر تنظف البيت كأمها، ولم تعد تطهو الطعام لأبنائها، ولم تعد تكترث لا به ولا بواجباتها، وتتعذر بذلك أن الرسول ص قال إن أعمال المنزل ليست من واجبات المرأة!!

لا بأس لن ننكر ذلك ولكن كل شيء في الحياة ينجح بالتعاون بين الطرفين. وسؤالي لكِ أنتِ هل نمتِ يومًا دون عشاء؟ أو هل بحثتِ عن ملابسكِ بين الغسيل؟ أو هل رأيتِ الغبار يملأ غرفتكِ؟ أو هل رأيتِ أواني المنزل مكدسة في المطبخ؟ الجواب أكيد لا، فأمكِ لم تكن كذلك حيث أن زوجها عنتر وأباها كانا مُختلفين، ولكن اليوم أين أنتِ من طباعهم؟
اليوم أنتِ تجوبين المجمّعات تبحثين عن أحسن الماركات ثم تتوجهين للمطاعم لتأكلي ما لذ وطاب من أنواع الطعام تاركة زوجك بالمنزل، تارة يهتم بالأطفال وتارة تأمرينه بإيصالك حيث تريدين، وسط ذلك تطلبين حقك منه ولكن تتجاهلين حقه العام وتقتصرين بإعطائه حقه الشرعي بالمنام فقط متناسية باقي الحقوق والواجبات.

وبسبب ذلك عوائل كثيرة انهارت وتدمرت، وأسر كثيرة تفككت وما زلتِ أنتِ في تعجرفكِ وكل ذلك بسبب ضعف شخصية عنتر أمامك.
 
طبعا كلامي هذا لا يشمل الجميع وإنما تكلمت عن نبذة قصيرة من بعض ماشاهدته واقعًا في المجتمع وقد يتفق معي الكثيرون وقد يختلف الأكثر ولكن أحببت أن أكتب ما في خاطري عن معاناة نعيشها واقعًا ومع هذا لن ننكر أن هناك رجال متعجرفون ينظرون للزوجة كخادمة لا أكثر ولايحترمونها أبدًا وهذا أيضًا شيءٌ لا يرضي الله ولا يرضينا كمجمتعٍ مسلم.

وختامًا نصيحتي لكَ يا عنتر بأن تكون رجلًا بكل ما في الكلمة من معنى، طبعًا ليس بالتعنتر والجبروت ولكن بالرجولة المتزنة، ولكِ أنتِ يا زوجة عنتر بتقدير الحياة الزوجية والأسرية لتكوني أمًا ناجحة تخرج أجيال الغد.

12 يوليه 2014

No comments:

Post a Comment