قد تطلق كلمة في وجه صديق أو شخص مقرب إليك دون أن تعي أن هذه الكلمة تدفعه للأمام وتحيي الأمل في قلبه، وربما تجره للخلف لعشرات الخطوات وتنقص من ذاته وتهزّ قدراته وتشكّكه فيما يملك من مواهب وإمكانيات.
أحد العلماء وهو "رايموند بيردويسل" أثبت من خلال دراسة بأن الكلمات التي نقولها للآخرين تمثل فقط 7 بالمائة من النتائج التي نحصل عليها من تفاعلاتنا واتصالاتنا بالغير. عدد من الأخصائيين النفسيين أيضًا يرون بأن الكلمات التي تقولها لنفسك تولّد 100 بالمائة من النتائج التي تحصل عليها في حياتك، فعقلك المبهر في تكوينه الإلهي يفسر ويتبع تعليماتك، أي أنك لوحدك المسؤول عن الكيفية التي يفهمك بها الآخرون.
اقتناء الكلمات قبل بثّ سمومها في وجه الآخرين مهارة لا يتقنها أغلبنا خاصة وإن الصبغة السائدة للتواصل الاجتماعي لا تخلو من كلمات النبذ والعنصرية و"الهرج" و"المرج" وتقاذف الأوصاف الرنانة في خبثها ومقصدها، ويكون ذلك في الغالب على سبيل المزح و"ثقل الدم".
الشخص الظريف صاحب النكتة و"راعي القشمرة" يصبح "حبيب الكل" والشخص الذي يبحث عنه الجميع .
بقدر تطبعك بأسلوب تحبيط عزم الآخرين حاول أن ترفع من همتهم وعزمهم بانتقاء الكلمات التي تثير لديهم دوافع الشعور بالأمل والتبصر بما هو أفضل. عقلك قادر على تغير أفكاره، حاول أن تحسن التحاور مع نفسك بشكل يدفعك للأمام.
"لا ياشيخ"، '"مافي أمل"، "مستحيل يصير هذا الشي" كلها عبارات لا تعني إلا الانتقاص من نفسك والتشكيك في قدرتك. ابتعد عن مشاعرك السلبية تجاه نفسك واتجاه الآخرين أيضًا، العالم مليء بالفرص الرائعة، طاقتك الكامنة في أعماقك يمكنها أن تكون هي المحرك لتوجهاتك وتصرفاتك، ولكن لكي تخرجها بشكل فعال عليك أن تكون صادقًا مع نفسك أولًا ومحاورًا جيدًا معها. ابعد عالمك الداخلي عن التقاعس عن العمل، والزم الهمة والحيوية تكن في المسار الصحيح لحياتك.
الكلمات أو الجمل الجميلة لها تأثير على بعض مراكز المخ التي تساعد على إفراز مادتي الأندروفين وانكيفالين اللتين تؤثران على إفراز الغدد الصماء وعلى الجسم كله، فلا تجعله يشعر بالألم وتمده بالطاقات المتجددة. الكلمة الطيبة تعمل على ضبط معدل الضغط لدى مريض الضغط، وتضبط السكر في الدم ومن كان في صدره ضعف أو ضيق في التنفس تجعله أكثر قدرة على التنفس، ومن يعاني صعوبة في الهضم والقولون تجعله أكثر راحة. كما أنه من المعروف أن الكلمات الجميلة لها تأثيرها الرائع في القضاء على آلام الصداع. كل هذه الحقائق العلمية تكفي لنعي قيمة الكلمة في حياتنا وكفانا الله شرّ كل كلمة "تسد النفس" و"تحوس المرارة" و"تبط الچبد".
خارج الحدود
• كلمة "آسف" لا تكفي عندما يكون الاعتذار أقبح من "الخطيئة". من الصعوبة أن تتجاهل من يتقن فن "الزلل" ويشعر بنشوة الانتصار والأصعب أن تقنع نفسك بتجاوز فعلته لتجد نفسك في النهاية في سلسلة خطاياه التي لا تنتهي!
• أن تكون مخيّرًا خير لك من أن تكون مسيرًا، ابحث عن الصواب حتى وإن كان بعيدَ المنال فكل حقيقة لا بد من الوصول إليها.
• النجاح لا يطرق الأبواب، لا تأتي الأقدار إلينا دون أن نسعى إليها، الركض مع تيار العبث لا يثمر عن شيء ولا يورّث إلا الخذلان.
• طعم التفاؤل كالملح المضاف للطعام لا بد أن يكون بمقدار معقول حتى تكون "الطبخة" على خير ما يرام أليس كذلك؟.
13 سبتمبر 2014
No comments:
Post a Comment