كثيرا ما نجد ضعفا في تحمل المسؤولية لدى الأبناء، فترى بعض الأمهات يتهمن الأطفال بعدم المسؤولية، وأنهم لا يحافظون على نظافة المكان، ولا على ترتيب غرفهم، وما إلى ذلك، رغم أنهم كبروا..
يكبر هؤلاء الأطفال، ويتخطون المراحل حتى يبلغوا سن الرشد، لكنهم لا يتحسسون المسؤولية، ولا يتحملونها، فترى طالبا جامعيا ضعيفا في هذا الجانب، بل رجلا موظفا لكنه لم يترك هذه العادة، ولم يتخلص من هذا الضعف..
السؤال: كيف تحول هؤلاء لأناس ذوي مسؤولية ضعيفة؟
كما نعلم جاء هؤلاء للدنيا كما جاء غيرهم، لكن الفارق بينهم وبين غيرهم صنعته التربية والبيئة وغيرها من المؤثرات، فما يتلقونه في المنزل له دوره، وما يتلقونه في المدرسة له دوره، والمجتمع وغير ذلك، كلها تلعب دورا ما في صناعة شخصية هذا الإنسان، فينتج إنسانا ضعيف المسؤولية تجاه نفسه وأهله ومجتمعه.
سؤال آخر: هل يحق لهؤلاء البقاء على ما هم عليه؟
بالطبع لا، فإن الإنسان صاحب إرادة، فلو نشأ على أمر معين، ثم اكتشف أنه خطأ، وجب عليه التحرك من أجل تغييره، فلا يحق لأحد أن يرمي كل ما فيه من سلبياته على غيره، ويبقى ساكنا بلا حراك، وهذا ما يجب التعامل به مع كل الصفات التي تعتري أي إنسان.
إذن: مسؤولية التحول إلى إنسان صاحب مسؤولية يتحملها نفس الفرد أكثر من غيره، فهو المطالب بهذا التغيير، وليس له أن ينتظر غيره ليحدث هذا التغيير، أما الآخرون فدورهم هو مساعدته ودفعه للتخلص مما هو فيه من سلب، ونقله للجانب الإيجابي.
ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع، ما أراه بشكل شبه دائم في غرفة طعام الموظفين، بالشركة التي أعمل بها، فإنك ترى هناك ما لا يقبل به حتى الصغار. طاولات ليست نظيفة، وأرضية غير نظيفة، وهكذا، وأذكر هذا دون الإشارة لأحد، إنما تنبيها للقارئ، واستخلاصا لفكرة ما من هذه الحالة.
قد يظن البعض فيما يرتبط بالمثال السابق أنهم لا مسؤولية عليهم تجاه نظافة المكان، وذلك بحجة وجود عامل النظافة، وأن هذا عمله هو، ولا شأن لنا به، متناسين مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية.
5 ديسمبر 2014
5 ديسمبر 2014
No comments:
Post a Comment