الدروب الفكرية لا تقل وعورة عن الدروب المادية، بل إنها تكون أشد وأضيق ومن هنا لا بدّ من اختيار الدروب السهلة، فليست الدروب واحدة، وليست العقول على نمط واحد، فهناك دروب تحتاج لأجسام قوية ورياضية وهناك دروب فكرية يصعب دخولها قبل التفكر في الخروج، وللأسف هناك من يراهن على عقله كدرع حصينه قادرة على شق الدروب الصعبة، وعند الوصول تظهر الحقائق المخفية، ويظهر الجهل العميق الضارب في أعماق السنين الفكرية، فهناك من الأشخاص الذي يدافع عن الحرية، فكل شي عنده يدخل تحت بند الحرية!
اختزل الإسلام في داعش والسيف، فأصبح الإسلام يرمز للقتل، الرجم، القطع، الظلم!
عن أي إسلام تتحدث؟ عن العشوائية والتزييف أم عن الإسلام المحمدي الأصيل الذي بدأ بمحمد صلى الله عليه وآله، وامتد بعلي عليه السلام وصولًا لتحقيق العدل ونشر راية الحق على يد منقذ البشرية الذي يظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون.
عن أي إسلام تتحدث؟ عن العشوائية والتزييف أم عن الإسلام المحمدي الأصيل الذي بدأ بمحمد صلى الله عليه وآله، وامتد بعلي عليه السلام وصولًا لتحقيق العدل ونشر راية الحق على يد منقذ البشرية الذي يظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون.
نحن أمام إسلامين، إسلام حقيقي وإسلام مزيف، لو رجعنا للتاريخ الصحيح فأول ما نكتشفه أن الإسلام دفاعي وليس هجومي، ويحترم الأديان والمذاهب ولم يشهد التاريخ قطع رأس من لم يدخل الإسلام، وسبي النساء وبيعهم في الأسواق وغيرها من المساوئ...
إن الأحكام التي وضعها الإسلام الحقيقي غايتها ومقصدها إصلاح المجتمع وليس لنشر الرعب والفساد، لذلك قيد هذه الأحكام بشروط لكيلا تصبح عشوائية وجعل أول من يطبقها الحاكم الإسلامي العادل لكيلا تنفد بيد من مُلأ بالذنوب.
لقد ضمن الرسول الأعظم صلاح الأمة وابتعادها عن الضلال بشرط كتابة صك الصلاح، ائتوني بدواة وقلم أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدا، هذا هو الإسلام الحقيقي الذي من طبقه لن يضل أبدًا.
من يريد انتقاد أحكام الإسلام فلا بدّ له من طرح أدلته من التاريخ والدين والعقيدة، فليس العقل منفردًا بقادر على شق دروب الفكر الوعرة وعليه بالتمسك بأدوات البحث السليم.
من لا يعتقد بالغيب فليستعد له، فحياتنا مليئه بالغيب والقدر محجوب وهو مليئ بالوقائع التي قد تطول وقد تقصر، ومستقبل الإسلام الحقيقي مضيئ بنور الإيمان رغم المستهزئين، تمامًا كسفينة نوح التي كلما مر عليه قوم استهزءوا حتى أخذهم الطوفان وهم ينظرون واجتمعت عليهم حسرتان سكرة الموت وحسرة الفوت.
من لا يعتقد بالغيب فليستعد له، فحياتنا مليئه بالغيب والقدر محجوب وهو مليئ بالوقائع التي قد تطول وقد تقصر، ومستقبل الإسلام الحقيقي مضيئ بنور الإيمان رغم المستهزئين، تمامًا كسفينة نوح التي كلما مر عليه قوم استهزءوا حتى أخذهم الطوفان وهم ينظرون واجتمعت عليهم حسرتان سكرة الموت وحسرة الفوت.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: (لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها، عطف الضروس على ولدها)، وتلا قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
إذن نحن على موعد من إشراقة الغيب الإلهي ووراثة الأرض من مشرقها إلى مغربها.
قال تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي).
ستتعدد الدروب وستتشعب وسيكون للشيطان دوره الكبير في جر الناس لدروبه المزيفه، ولكن الثابت على الدرب الأصيل سيصل في نهاية الأمر، لأنه تمسك بسترة النجاة ولم يكابر ويراهن على عقله الذي ربما قد انتهت صلاحيته من حيث لا يدري وسرت السموم لفكره فأصبح لا يرى طوفان المستقبل الذي سيجرفه ويجرف كل المعاندين.
14 فبراير 2015
No comments:
Post a Comment