كلما ازدادت الأوضاع العالمية والإقليمية تعقيدًا، وأخذ المترفون يحكمون القبضة على رقاب المستضعفين والفقراء، كلما اتجهت الأنظار إلى مخلص يخلص العالم من وطأة الوضع الذي يعيشه، وهذا المخلص ليس دولة عالمية عظمى كالولايات المتحدة وأضرابها من الدول، وإنما هو المهدي الموعود من ذرية الزهراء (عليها السلام، وعجل الله فرجه الشريف).
السؤال: كيف للمؤمن والمؤمنة أن يكونا منتظرين إيجابيين؟ وكيف لهما أن يكونا من المساهمين في مهمة التمهيد للظهور المقدس؟
الجواب (ويقع في نقاط):-
1- إن النهضة المهدوية كأية نهضة إصلاحية لا بد لها من الأنصار، ولا شك في أن نصرة الإمام (عج) لا تتأتى إلا لمن نجح في الانتصار على عدوه الأول وهو نفسه، وذلك بكبتها عن المعاصي وشحذ هممها نحو الفضائل.
2- تغرق المجتمعات عامة في زمن اللادين هذا في مستنقع آسن من الانحرافات الدينية والأخلاقية والفكرية وغيرها، وهذه الانحرافات هي من مصاديق (كما ملئت ظلما جورًا)، ولذا فإن العاملين على إصلاح المجتمعات وبناء الوعي فيها على أصعدة التعليم والإرشاد وغيرها هم من أبرز الممهدين لدولة الإمام (عج) إذا ما أخلصوا النية.
3- كنتيجة طبيعية لتقادم العصور، والبعد عن زمن النص قرآنًا وسنة، مما ساهم في انحدار مستوى الوعي الديني بين أهل التدين أنفسهم، حتى شاعت الكثير من الظواهر والسلوكيات اللاشرعية على أنها ظواهر وسلوكيات شرعية، والعكس، يكون المؤمن والمؤمنة كالمصباح الذي يضيء الطريق للآخرين، فيأخذ بأيديهم من لجج الظلام إلى أنوار الهداية، ويرشدهم إلى ما يعرفه ما أحكام الدين والعقيدة والخلق.
4- في إطار سياسة العداء؛ تمني قوى الشر بكامل توجهاتها وصنوفها النفس بأن يتفشى الجهل بين أهل الإيمان، وتسعى لهذا الهدف باذلة قصارى جهودها، غير أن شيئًا ما يحرك ضمير المؤمن لكسب العلم وطرد الجهل، وهو إحساسه بأن الدولة الموعودة في زمن الظهور لا تقوم إلا على سواعد أهل الفكر، فيندفع حينها لتحصيل شتى المعارف مما يجعله مؤهلا للإسهام في إقامة دولة آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم).
8 جمادى الأولى 1436هج
No comments:
Post a Comment