Pages

Friday, June 5, 2015

نعدك بالوفاء / محمد صالح عبدالوهاب



بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.. 
والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون..  

لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبشر الصابرين..

فاجأنا في يوم (31 مايو 2015) خبر انتقال أخينا الشاب محمد المخوضر (أبو مقداد) للرفيق الأعلى إثر حادث مروري مروع. أبا الغدير كما كنا نناديه دومًا غادرنا وترك وسط قلوبنا نارًا من الحزن واللوعة على فراقه نسأل الله سبحانه أن يخمد لهيبها برحمته التي وسعت كل شيء. 


غادرنا محمد وغيابه حضور في أعماق قلوبنا، وهو الذي كان يحرص على أن يترك آثاره أينما كان ومع كل من كان دون أن يصيبه الكلل والملل تجاه محبيه وأصدقائه. 


لا زلت أتذكر اليوم الذي بادر فيه لدعوتي لأن أكون مشاركًا في تأسيس مدونة ارتقاء، لمست فيه الحيوية التي كانت تنقصني والمبادرة نحو ما هو أفضل لصلاح هذا المجتمع. 


وافقت بعد تردد كان هو وسماحة السيد العلوي والإخوة والأخوات العاملين على المدونة حريصين على أن أتخطاه، ومن ثم بدأنا معًا، آمنا معًا، آمنا أننا بحاجة إلى مشروع متكامل يتيح لجميع أطياف المجتمع التعبير عن رؤاهم وعن مبادئهم والعمل باتجاه هذه المبادئ الإيمانية وترسيخها فينا بعيدًا عن الإقصاء والتهميش الممارس من حولنا واللذان كانا عاملين بغيضين أديا إلى دفن العديد من الطاقات الإيجابية حولنا وهو ما كنا نحاول استقطابه لكي ننشر المبادئ التي وضعناها لأنفسنا. 

"أنا لو ويش يصير مانه هاد المشروع"  


هذه الكلمة سمعتها من فمه بإحدى الاجتماعات التحضيرية لانطلاق المدونة، وربما لا أذكر الموقف الذي استدعاه لقول هذه الكلمة لكنني رسختها في عقلي وودت حينها لو أنني أمتلك مثل هذه الروحية العالية في تحقيق أهدافي التي أرجوها، ومع تعاقب الأيام والأشهر كان رنين هذه الكلمة في عقلي يخبو شيئًا فشيئًا ولم أعلم أنه حينما يعود صداها يتردد في رأسي بأني سوف أكون واقفًا على قبر قائلها، مثكولًا حزينًا ملتاعًا بمرارة فقده. 


تحسرت عليه وأسفت على رحيله السريع، وعلمت حينها فقط أن أبو مقداد إنسان لم يحتويه عمره، ولم تسعفه الدنيا لتحقيق ما كان يرجوه ويسعى له وما زلت مذ حينها أردد هذه الأبيات التي أستشعر أنها توفي لوعتي برحيله: 

(لو متُّ من أسفي عليك فلم يكن 
عجبًا، ولكن العجيب بقائي!!!) 

أخي أبو الغدير 


إني لأرجو أن تغفر لأخيك وأنت عند الرفيق الأعلى غفلته، وإني أدعو الله مذ رحيلك عن هذه الدنيا أن يعيننا على فراقك ويجبر مصابنا بك ويمد لنا العون في إكمال ما بدأناه معك ونسيناه. 


عزيزنا أبو مقداد 


وكما قال السيد العلوي 


نعدك بالوفاء..




6 مايو 2015

No comments:

Post a Comment