Pages

Friday, July 24, 2015

فقدان الحنان / زينب عبدالأمير

 

عندما يفقد الابن/البنت الحنان من والديهما، حينئذٍ أيّ شخص سيعطيهم ما فقدوه؟

يجب علينا الالتفات لهذه المسألة.. ففقدان الحنان عند الأولاد يدل على أنّ الأسرة لم تبنَ بالشكل المطلوب، وقد بنيت على أسس ضعيفة هشة، وأنّ هناك ثمّة مشاكل بين الوالدين تؤثر على الأبناء.

حينما نرى طفلًا يسلك الطريق، ويترك المنزل الذي لم يعد يُشعره بالدفئ والأمان، فيجب علينا الانتباه وترك كلّ شيء، والوقوف بجانبه لأنّنا لا نريد أن يصيبه شيئ من الأمور السلبية. كانحراف الطفل من خلال تركه المنزل، وتوجهه للتدخين والسرقة وغيرها من الأمور، وكالتوحد الذي قد يصيب الطفل، ومن الصعب أن نعالجه حينذاك، وتشتته الذي يعرض حياته للجرائم البشعة.

 هكذا أيّها الوالدين تهدمون أحلام أبنائكم الصغيرة، و مستقبلهم المشرق بأيديكم من غير قصد، ولكن امنحوه حاجته العاطفية باشباع منكم، لكي يتطور أكثر فأكثر، و دعوه بعيدا عن مشاكلكم وهمومكم بقدر ما تستطيعون، كي لا تؤثر هذه المشاكل والهموم عليه، ويكون قد أخذ كل حاجاته العاطفية دون كدر، وشعر بالدفئ والأمان والحب.

 فالطفل منذ ولادته بفطرته يريد الحنان الحب، وعندما يكبر قد يسأل عن ذلك، وهو بكل بساطه يشعر بالحب والدفئ والأمان، فلا تحرموه، وبساطتها أنه يحصل عليها من خلال أن أقول له حبيبي/حبيبتي، وغيرها من الكلمات التي تشعره بذلك، وبالثقه، وهنا ستنبض الحياة بالفرح، والأمل، وجميع الحواجز ستنكسر.

نرى في حياتنا أطفالا يمرون أمامنا، وحين نود التحدث معهم دائما نشعر بسؤال يتوارد في أذهانهم.
هل أحببناه أم لا؟ وما حجم الحب الذي زرعناه في قلوبنا له؟

من الأمور الواجب الالتفات لها، هي ضرورة الاستماع للأطفال، فعندما يأتي الطفل يروي كلّ يومه لوالديه، ولا يجد من يستمع له، ووالداه مشغولان عنه، أين سيذهب؟!

إلى حيث لا نريد، وعندما يكبر سيكون أُخذَ منكم، ولن يستمع لكم، لأنه سُيخبركم أنّه أُخذ منكم.

لذلك سأطرح تجربتي:

الكثير من الأطفال يبتعدون عن والدَيهم، إذا لم يلقوا ما يريدونه منهما، فيذهبون إلى أقرب شخص بجانبهم كالخالة، والعمة، وغيرهما، فيبوحون بما في قلوبهم لهم، فتراهم يقتربون ويريدون أنْ تضمهم وتجعل السعادة في قلوبهم.

عزيزتي الأم/ عزيزي الأب: اتركا كلّ شيء عند الوصول للمنزل في خلف ظهوركم، وابدأوا صفحة بيضاء مع أبنائكم، بالهدوء وحسن الاستماع، لا بالصراخ والصوت المرتفع وإغلاق الآذان والأبواب.

فالإنسان لا يخلو من ضغوطات الحياة، وليس الطريق هو أن تضربوا أبنائكم، وكأنكم تخبرونهم أنّ حبّكم لهم قل، وصبركم عليهم نفذ، لتكرار ما يفعلون مما لا يرضيكم، وعنادهم الشديد، بل خذوهم بطيبة مثل نسيم الهواء، فإنهم سيصغون أكثر من الكبار لكلما تقولونه لهم.
 
25 يوليو 2015

No comments:

Post a Comment