بينما كانت عيناي تلاحق عناوين الكتب على رف احدى المكتبات باحثة عن موضوع معين ببيان مبسط لفت نظري كتاب حول الطلاق .. (متى ولم الطلاق) ان لم تخني الذاكرة.
بطبيعة الحال اثار ذلك الكتاب فضولي .. أتراه كتيب يدلك على الحالات الصحيحة للطلاق مثلا ..
فتحت صفحاته
جلت سريعا على عناوينها الداخلية وشئ من تفصيله
معنى (الخلع)
الطلاق البائن
أحكام الطلاق
وووو
لوهله ظننت أني قد أقف على كتاب فريد من نوعه يصف حاجة المجتمع ليفهم
معنى الزواج
ثم معنى الطلاق
ومتى تكون هناك حاجة حقيقية للسير في طريقه
لم يتجاوز الكتاب (وان كنت قد تصفحته على عجالة) الأحاديث المعتادة عن محظور غامض
عار
وصمة
أسمها الطلاق
منذ فترة قصيرة ذكرت إحصائية رسمية أن عدد حالات الطلاق في البحرين تجاوز ال٨٠٠ حالة في ستة أشهر من أصل ثلاثة آلاف زيجة (١) وهو عدد يدق جرس الإنذار قطعا في مجتمع محدود العدد كمجتعنا ..
السؤال:
هل نحن بحاجة لمعرفة أحكام الطلاق؟ الخلع؟ النفقة؟ العدة؟
قطعا
لكن هل حاجتنا لمعرفة الطلاق تقف عند أحكامه؟
سؤال انقدح بذهني بمجرد أن وقع نظري على الكتاب الذي أحدثكم عنه
بعيدا عن هذا الكتاب أو ذاك ،،،
ترى هل توجد حالات تستدعي الطلاق؟
متى يتقبل المجتمع واقع الطلاق؟
وهل بيننا من يجد أن الطلاق (حاجة) وإن أحيانا؟ (علاج) من نوع (الكي) مثلا!
لأي حد نعي حاجة بعض الأسر للطلاق؟
كيف من الممكن استئناف حياة ما بعد الطلاق؟
هل يجب على المجتمع احتضان المطلقين أم يصفهم بصفات وأحكام اعتدناها ولم نعد النظر فيها يوما ..؟
نحتاج أحيانا لتقبل بعض الحلول المرة لنقف عند مرارة العلاج دون أن يتسبب بمضاعفات
أخلاقية
أسرية
اجتماعية أخرى
هل من الممكن أن نتجاوز أفرادا أو جماعات حالة ( إن الطلاق أبغض الحلال)!
دائما يكون السؤال لم الطلاق؟ وأننا بحاجة لمعرفة أسبابه؟ وهو سؤال بلا شك غاية في الأهمية
لكن من منا تساءل عن (كيفية تحقيق طلاق ناجح)؟
أو معالجة مضاعفات علاج ك(الطلاق)؟
أو ما هي أسلم الطرق لحقن بعض الأسر بهذا اللقاح؟
الكثير من الأسر المتعثرة اليوم تعيش حالة طلاق عاطفي بين قطبيها (الزوج والزوجة أي الأم والأب) وهي نتيجة طبيعية لمجتمع لا زال يعالج حاجة البعض للطلاق على طريقة (ما في أحد كامل ) .. (الصبر زين بكرة يتغير الحال) .. (الوحدة ماليها إلا بيتها) .. (هذا نصيبك الي كتبه لك رب العالمين) ...
أما الصبر على البلاء فحسن جميل .. وأما الجزاء عند الله فدوما عظيم
لكننا أحيانا نتحدث عن حاجات طبيعية أوقفتها زيجة .. أو حاجات طبيعية وأدتها زيجة .. وقد تسلك تلك الحاجات ببعض الأنفس مسلكا خطيرا لا تعود تبعاته على الفرد وأسرته فحسب بل تتجاوزها لعموم المجتمع.
التعاطي السلبي من المجتمع تجاه حاجة الطلاق ولَّد مشاكل مختبئة نهمس عنها في الغرف المغلقة ثم حين تُفَتَّح الأبواب نصرخ بأعلى أصواتنا عن الحلال المبغوض الذي يجب أن تصبر أو يصبر عنه شخص ما !!!
ليعود بعضكم لحالات الخيانات الزوجية على سبيل المثال سيجد العجب العجاب .. كقصة ذكرها الشيخ حسن العالي بمحرم ٢٠١٢ عن امرأة اختارت الخيانة لزوج أهملها وأسرة رفضت تماما فكرة تطليقها من زوجها ... هل يبرر إهماله أو حاجتها للطلاق منه خيانتها؟ بلا شك لا لكنه باب وجب سده أو حله وما دام تعسر الحل فالبتر أسلم .. هذه ليست دعوة تلقى على عواهنها إنها همسة لاكتشاف ما أوصدنا الأبواب عنه وحل ما لم يُحل على مدى عقود مضت.
أععرف أن الطلاق صعب عسير ،، بل أنا التي تعرف ذلك حق المعرفة ..
لكننا بمجتمع يُصَعب بعض الحلول المباحة ليفتح أبواب جهنم على مصراعيها لكن .. خلف الابواب المغلقة
تحت أساسات بعض الأسر مراجل تُحَمّي الكثير من المصائب نغض عنها طرفنا إما اختيارا او مكابرة أو جبنا!
دعوة لكل والد ووالدة يهمس لهم أبنائهم بالحاجة للطلاق
لا تفزعوا أو تجزعوا ... لا تدعوا بالويل والثبور
فقط تأملوا حديث أبنائكم
قيموا المشكلة ومدى جديتها أو خطورتها
تحدثوا معهم عنهم ،، عما يشعرون ،، اغمروهم بالدعم والمساندة ..
افتحوا أفق التفكير لهم ،، وانسوا معهم ومن أجل (ماذا سيقول الناس؟!) ،، فإن حُلت مشكلتهم فنعما هي وإلا فالمرارة التي ستتجرعونها معهم تحت سياط الطلاق في بداية المشكلة أفضل من تعقدها ثم وصولها ضمن حلقتها المفرغه لما جزعتم منه أولا ..
أم مجتبى
22 فبراير 2014
________________
(١) http://www.alwasatnews.com/mobile/news-837580.html