Pages

Wednesday, February 19, 2014

تحيتهم شتيمة!

كنت جالساً في الحلاق، وكان بعض الفتية في سن المراهقة جالسين على العتبات بجانبه، فمر أحد أصحابهم، فإذا هم ينادون بعضهم ويتعاتبون بالشتم، من قبيل "تعال يا ابن الكذا" و "لماذا فعلت كذا يا أخ الكذا" وغيرها من الكلمات الغير لائقة.

هذه الحالة وغيرها كثير دليل واضح على تفشي الفساد الأخلاقي في مجتمعنا، فهاهم شباب المستقبل لا يجيدون تحية غير الشتيمة، ويتقبلها الآخر بكل بساطة، ولا غيرة في البين من كلا الطرفين.

تعالوا نفكر من أين نشأ كل هذا، هل هو من التربية؟ هل هو من المدرسة والجامعة؟ هل هو من المجتمع؟ أم هو من الثقافات الدخيلة على مجتمعنا؟ أم كلها مجتمعة مع بعضها، ومع غيرها؟

لا يصح السكوت على مثل هذه الحالات، فمن يشتم يجلب الشتيمة لأهله، ومن يقبل بذلك فهو على الأغلب لا غيرة عنده على عرضه وأهله، إذن تداعيات مثل هذه الأفعال خطيرة جداً، والسكوت عنها يجر لما هو أكبر وأشد بكثير، لذلك يجب على كل العلماء والمثقفين والعاملين معالجة الموضوع، والبحث عن أسبابه ومقدماته، ثم العمل على القضاء على هذه الظواهر القبيحة الخطيرة الدخيلة على مجتمعاتنا المحافظة.

محمود سهلان
17 فبراير 2014

No comments:

Post a Comment