Pages

Friday, December 26, 2014

الإبداع ضرورةٌ وحاجةٌ // أم حسين

 
 
تُعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، فهي الأساس الذي  تتحدد عليه معظم حياته، فقلبه طاهرٌ صافٍ متَّزِنٌ، يعيش حالةَ فضُولٍ واستطلاعٍ مستمرة فيبحث وينقِّب ليفهم..
ضحكاته تنطَّلق صادِقَةً مِنْ أعماقه، فما زال الحزن بعيدًا عن قلبه، فنفسه بعيدة عن معادلات الحياة الصعبة، لذلك تراه مُبدِعًا يلفت الأنظار ولكن سرعان ما يتلاشى هذا الإبداع شيئًا فشيئًا حتى يموت في مرحلة متقدمة من العمر.
 
تُشير إحصاءاتُ الدراسات المتخصصة، إلى إن نسبة الإبداع  عند الإنسان تكون على النحو الآتي:
 
العمر 5 سنوات: نسبة الإبداع 90%
العمر 7 سنوات: نسبة الإبداع 10%
العمر 8 سنوات: نسبة الإبداع 2%
العمر 45 سنة: نسبة الإبداع 2%
 
نلاحظ هبوطًا مُفاجِئًا في النسبة من 90% عند عمر الخامسة إلى 10% خلال سنتين!!
تُرى ما التغيير الطارئ المؤثر على حياة الطفل بهذا الشكل الكبير!!؟
 
قد تكون هناك أسبابٌ كثيرة، ولكن في اعتقادي أنَّ السبب الرئيسي هو الالتحاق بالمدرسة، فبعد أن كان كالفراشة تحلِّق حيثما تريد، وترتشف من كلِّ الرحيق، سُجِنَ على مقعدٍ، وقُيِّدَ عقلُه بحدود مناهج تعليمية معينة حدَّدت مسارات تفكيره بعد أن كان حُرًّا، ولم ينتهي الأمر عندَّ هذا الحدِّ، بل هناك إصرارٌ على قتل إبداع الطفل باساليب تربوية تُحقن العقلَ بجرعات تُصِبُه بحالةٍ من الضمور، وينتهي الأمر عندَّما يعتبر التفوق في ما تمَّ تلقينه إنجازًا يكافئ عليه.
 
فيتساءل..
 
إذًا ما الحاجة إلى التفكير!!؟
 
فعندها تكون الصورة هي أنَّ التفوق في الحياة لا يتجاوز حفظ بعض الكلمات والمعادلات.
 
فيكبر على نمط التفكير الاتكالي فيكون أبعد ما يكون عن الإبداع في كافة جوانب حياته.
 
يقعُ جُزءٌ من الَّلوم علينا كأولياء أمور؛ فعندَّما يقف أحدُ أبنائنا عند إحدى مطبات الحياة، نحمله على أكتافنا بدل أن نجعله يحاول اجتيازها بنفسه.
 
فيكبر ليموت الإبداع..
 
فالتفكير بنمط واحد يقتل حسَّ التفاعل مع الحياة، لا يغيِّر إيَّ واقعٍ سيِّءٍ، بل يجعله أسوء.. فنرى البعض يستنزف جهده وعاطفته في محاولات لحلِّ مشكلة ما، إلَّا إنَّه لا يستطيع. فأفكارة لا تأخد منحى مختلفًا عمَّا اعتادت عليه، ولذلك تبقى نظرته وتحليله للأمور كما هي دائمًا.
 
يقول (موريس) عالم النفس الأمريكي: "إنَّ الإبداع هو ليس أكثر من استمرار فعالية صفات الطفولة في حياة الراشدين".
 
فلنحرص على استمرار شغف التعلُّمِ والبحث والمعرفة لدى أطفالنا بتشجيعهم الدَّائم على التفكير، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم..
 
فلنسأل أبناءنا دائمًا عن آرائهم وأفكارهم، ولنحترمها ونقدِّرها؛ ففي ذلك احترام وتقدير لهم، وطريق نحو خلق الروح الخلَّاقة فيهم، وأيضًا إبعادهم عن الإمَّعيَّة والانقياد.
 
 
27 ديسمبر 2014 

___________________________________________________

مصدر الإحصائية:

No comments:

Post a Comment