قال الجليل في مبرم خطابِه الحكيم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات/١٣].. صدق الله العلي العظيم
إن السعيَ بين الكمال و التقوى في أشواطِ الحياة السبع - أولًا: الطفولة المتأخرة، ثانيًا: المراهقة، ثالثًا: النضج، رابعًا: الرشد، خامسًا: الشباب، سادسًا: الرجولة، سابعًا: الكهولة - لهو هدفٌ سامي فاز مِنّا من سعى بين هاتيّن القِمتيْن، وهذان الصرحان ﻻ يلتقيان لِيُجَسِّدوا القِمة إلا بالـ "تَدَيُن"، فلنَحُجَ لمراكز الدين لِنختَتِم في الحوزةِ الطواف.
ولكن في واقعٍ صار يرفِض أغلبَه المِثالية، لِيَحشِرُوها في زاويةٍ ضَيِقة عنونوها: التَطوّر الاجتماعي وحداثةُ الإنسان، حتى أمسينا يخشى مِنا الفرد أن تُلصَقَ بِه تُهمة "التَديُّن" بعدما اعتبرها البعض جُزءًا ﻻ يَتجزْء من التخلُف، فعِندما يَبحثُ الإنسانُ عن كَمالِهِ يُلاقيِ نُفُورًا كما هو نفور البعض من الدْين بسبب "التَديُّن"!
وقد عرِضت تلكَ الحملة حتى شمِلت مصطلحاتُ المجتمع التي يُبرَزُ من خلالها تَوصيفًا كاملًا للمُشار إليه بكلمةٍ واحدة. فكان في سابق الزمان، وضوحُ الشمسِ من وضوح معنى "فُلانٌ مُتَديّن" حيث جارت بِنا الحملات الداخلية لأن يكون "المُتَديّن" هو صاحب الفِعل الحسن على الظاهر والفعلُ القبيح في المُستتر.
(فَسَأكْتُـبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّـقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة)، (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إلَيْهِ الوَسِيلَةَ»،«وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ)، (فَاتَّقُوا اللهَ يَا اُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
4 إبريل 2015
No comments:
Post a Comment