ظهر على الساحة الشيعية فئات ابتعدت عن حضور المآتم، ومواكب العزاء، وسائر الفعاليات الإسلامية، واكتفت بسماع المحاضرات عبر الراديو والتلفاز، وكذلك متابعة سائر الفعاليات عبرهما، وعبر الأجهزة والوسائل الحديثة. أما الإستفادة من هذه الوسائل فهو جميل ونشجع عليه، ولكن الإكتفاء بذلك لا نؤيده، ففيه الكثير من الخسائر للمجتمع، والأمة الإسلامية، وفيما يلي سأطرح بعض النقاط للتأمل فيها، وأنت أخي القارئ -بإذن الله - ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وصاحب مسئولية تسمو عن التفريط فيها.
1- إن حضور هذه المجالس والفعاليات يقويها ويضعف البدع ومجالس اللهو.
2- إن الحضور والمشاركة في هذه الفعاليات من واجبات الموالي، فإنها من أرقى مصاديق إحياء ذكر أهل البيت (ع).
3- إن هذه الفعاليات عبارة عن كلمة حق في وجه كل ظالم، ونصرة لكل مظلوم.
4- إن هذه الفعاليات تصنع شخصية الإنسان المسلم عقائديا، وأخلاقيا، وعلميا.
5- إن لهذه المجالس والفعاليات دورا إجتماعيا كبيرا، ومجالا واسعا للإلتقاء بالمؤمنين، وتتبع أخبارهم، وقضاء حوائجهم.
6- هذه المجالس الحسينية والمواكب العزائية هي الأساس، لذلك يجب المحافظة عليها وتقويتها ودعمها، ومحاولة تطويرها.
7- هذه الأماكن والفعاليات بمثابة مراكز لقيادة الأمة، كما كان دور المسجد في زمان الرسول الأعظم (ص).
8- في هذه المجالس والفعاليات من الإرتباط العاطفي بأهل البيت (ع)، والدين الإسلامي، ما لا يتوفر في غيرها قطعا.
9- في هذه المجالس والفعاليات الثواب الكثير، والبركات العظيمة، والكرامات الخارقة للعادة، ما يحير الألباب والعقول.
10- إن من شأن هذه المجالس هداية الناس للصراط المستقيم، ولنا في التاريخ شواهد عديدة، لا يمكننا حصرها.
هذه عشر نقاط طرحتها عليكم، وهناك الكثير غيرها لا تخفى على المتتبع، وإن كان بعضها يمكن تحصيله عبر الوسائل الحديثة، إلا أن ذلك لا يكون بأعلى المستويات، بل إن بعض ما ذكرناه لا يمكن تحصيله إلا عن طريق المشاركة في هذه الفعاليات، والحضور في هذه الأماكن المباركة.
والحمد لله رب العالمين..
محمود سهلان
28 صفر 1435