Pages

Friday, July 24, 2015

مواهبٌ يضيعها الإهمال / محمود سهلان

 
 
 
ينتشر في أوساطنا الكثير من أصحاب المواهب والآمال، لكنّهم يواجهون بعض العوائق، التي يكون بعضها طبيعيًا، ويكون بعضها الآخر زائدًا عن الوضع الطبيعي، كما أنّهم لا يعرفون قدراتهم أحيانًا، ولا يجدون من يهتم لأمرهم، فيكتشف معهم مواضع قوّتهم، وقدراتهم، ولعلّ أسوء ما قد يواجههم هو غفلة الأبوين والأقارب عنهم.

إنّ مما قد يؤثر على هؤلاء أيضًا ضعف الحالة المادية، سواء كان على المستوى الشخصي، أو على مستوى من يرعاهم ويهتم بشؤونهم، خصوصًا عندما يكونون في مقتبل العمر، وهذا جانب لا يمكن إغفاله أيضًا، وإن كانت الحاجة أحيانًا محركًا للإنسان ليصنع شيئًا ما، كما فعل الكثيرون، ويفعل غيرهم اليوم.

ما يحتاجه هؤلاء هو أنْ يستمع لهم أحدٌ ما، ويعاملهم بودٍّ واحترام، وما أسرع اكتشافهم حينئذٍ، فكلّ فردٍ ما لم يجد من يعينه على ذلك، قد يغفل عن اكتشاف نفسه مدى الحياة، فيذهب مشروع إنسانٍ ناجح في مجال ما هباءً.

في هذه الحياة تعودت أنْ أنظر لكلّ إنسان على أنّه مشروع، وذلك على مستويين:

الأول: أنّ الله خلقنا أناسًا بالقوة لنكون مشروع إنسان بالفعل، مما يجعل المجال للعمل والسعي متواصل دائمًا، من نفس الفرد، ومن كل من يريد به خيرًا.

الثاني: أنّ كلّ إنسان في هذه الدنيا من الممكن أنْ يكون له قيمة معينة، فقد يكون مهندسًا أو طبيبًا أو عالم اجتماعٍ أو غير ذلك، في النهاية فقد كان مشروع مهندسٍ أو طبيبٍ أو غير ذلك سابقًا، حيث وجدت لديه قدرات معينة، وتوجهات معينة جعلته يكون الشخص الذي نراه اليوم.

أظنّ أنّ كلّ إنسان كونه إنسان فهو يستحق أنْ ننظر له على أنّه سيكون ذا قيمة معينة يومًا ما، فيدفعنا ذلك لمساعدته ودفعه للأمام، فنجاح أيّ فرد هو نجاح وتقدم للإنسانية، ولو في مجال معين، فكيف لو كان هذا الفرد من الأهل أو من محيطنا أو كان أخًا لنا في الدين.

الآن.. أيّها الآباء الأعزاء، والأمهات العزيزات، إنّ أبناءنا يستحقون رعايةً أفضل، فهم يحتاجون لمن يستمع لهم، ويجيد التواصل معهم، فلا تنفروهم منكم، ولا يعلم أحدٌ حينها إلى من يتجهون، ويحتاجون لعاطفتكم وقربكم فلا تتركوهم يضيعون منكم، حاولوا اكتشافهم منذ الصّغر، كي تتمكنوا من توجيههم للطريق الصحيح، وكي تتمكنوا من تقديم الدعم المطلوب لهم.

أيضًا على الإنسان أنْ يحاول اكتشاف نفسه، ولا يركن إلى الراحة والخمول، فيقتل مواهبه بنفسه، فقد لا تجد من يساندك أحيانًا، لكنّ هذا لا يعني أن تقف مكتوف اليدين، فقد أعطاك الله سبحانه وتعالى كلّ المقومات المطلوبة للتقدم والنجاح، فأغلب الأعذار والمبررات تسقط حينها.

تعالوا لنعمل معًا لنكتشف مواهبنا معا، ولننميها، ونستثمرها لرفعة الإنسان، كي لا تذهب ضياعًا..
 
25 يوليو 2015

No comments:

Post a Comment