إن لكل إنسان عمرا مقدرا له، فالبعض يعيش عمرا مديدا، والبعض قد لا يصل لسن البلوغ، هكذا قدرت أعمارنا، ويتفق أننا جميعا لا نعلم متى تحين المنية، ويسد باب العمل، ويحين وقت الحساب، فاليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
إذا كانت هذه هي الحال، فنحن أمام فرصة واحدة لا أكثر، وهذه الفرصة لا تتكرر أبدا، وهي فرصة العمر، الواقعة ما بين الولادة والوفاة، فالعاقل لا بد أن يتأمل هذا الأمر جيدا.
في هذه الفرصة لدينا معطيات كثيرة تؤثر علينا، فما قبل الولادة، ونفس الولادة، والتربية، والمجتمع، وغيرها من معطيات تترك أثرها فينا، شئنا أم أبينا.
في الحقيقة لدينا طرق عديدة للتعامل مع هذه الفرصة، فيمكننا أن نسعى لنيل رضا الله تعالى، ويمكننا أن نسعى من أجل الدنيا وما فيها، وهذان هما الطريقان الرئيسيان من هذه الطرق.
قبل كل شيء اجلس مع نفسك، وفكر في هذا العمر - رأس مالك - أين يجب أن تصرفه؟ وفكر في هذه الدنيا، لما خلقت فيها؟ وفكر بما بعد الموت، ماذا ينتظرك هناك؟ ورحم الله امرئ عرف من أين، وفي أين، وإلى أين.
بعد التفكر في حالك ورأس مالك، حدد الهدف، وارسم الطريق، وتزود بما تحتاج، وهيئ الراحلة، ثم انطلق إلى حيث تريد، فإذا اخترت الطريق الصحيح، تكون قد استثمرت هذا العمر، وهنيئا لك النجاة بإذن الله، وإذا اخترت الطريق المقابل، فأنت في خسران مبين، ولن تضر الله تعالى شيئا.
فيا أيها العزيز، تفكر في أمرك وأحوالك، ولا تضيع هذه الفرصة التي لا تتكرر، لنيل رضا الله، وتحقيق السعادة الأبدية، فهل يصح من عاقل تضييع السعادة الأبدية، من أجل لذة زائلة في بضع سنين؟
محمود سهلان
17 إبريل 2014
No comments:
Post a Comment