الحزن هو ألم نفسي يوصف بالشعور بالبؤس والعجز, غالبًا يعتبر الحزن هو عكس السعادة. وهو شبيه بالهم، الأسى، الكآبة، اليأس. من المؤكد بأن هذه المشاعر بالعادة هي مشاعر سلبية عندما يشعر بها الإنسان فيصبح الشخص هادئاً، قليل النشاط, منفعلاً عاطفياً وانطوائياً. يصاحب الحزن أحياناً البكاء ولكن ليس بالضرورة. الحزن بالعادة يكون لفترة مؤقتة ليست بالطويلة, أما الاكتئاب فقد يكون مزمنًا يمتد لفترات طويلة. ويعرف الحزن في بعض الأحيان بأنه الشعور بعدم الرضى عمّا يحدث إما لمشاكل أو ظروف خارجة عن إرادة الإنسان تجعله تحت ضغط نفسي، فلا يشعر معه بالراحة ولا بالطمأنينة [1].
من سنن الله في هذه الحياة أن دوام الحال من المحال، وعليه فإن السعادة والحزن يتقلبان في حياة الإنسان، ولا يكاد يخلو إنسان من مشاعر الحزن والتي قد تحدث مثلًا بسبب التسلط المستمر للأهل أو أحد الزوجين، وفاة قريب أو عزيز، شقاوة الأطفال التي لا تنتهي، قلة ذات اليد، الطلاق، والكثير من المنغصات التي تحيط بالفرد من كل جانب ليل نهار.
فلو أننا تبنينا تلك النظرة السوداوية القاتمة وحزنّا يومًا ويومين وثلاثة وسنة وسنتين، ثم ماذا؟ هل نستمر بالتوجع طول العمر مع التشبث باليأس؟ أم نبحث بابتسامة عن الأمل بالعمل؟!. وكنت أتناقش مع صديق حول هذه النقطة بالتحديد، فقال لي: هل نخدع أنفسنا ونحمل قناع السعادة على وجوهنا وسط الناس ونحاول أن نكون أقوياء وكأننا لا نعاني من شيء، وعندما نختلي بأنفسنا تتفجر منا ينابيع الأحزان؟!. فالكأس ما أن تنشرخ فلن يمكن إعادتها كسابق عهدها أبدًا مهما حاولنا!.
ومن أهم الأمور بعد الاستيقاظ من صدمة الواقعية، هي استعادة الأمل بالجد والعمل، والبحث عن مسببات السعادة مهما صغُرت. فإعادة البناء سيكون شاقًا في البداية، ولكن بالإصرار والرغبة لتعويض ما فات، وبارتفاع لبنات وعي الإنسان، أدرك مساره الصحيح في الحياة، والذي يحتاج لأن تكون نفسه مطمئنة هادئة، رغم ما قد يتعرض له في المستقبل من مسببات للأحزان يجب أن لا يعطيها أكبر من حجمها وأن يحتويها بأقصر فترة زمنية، فسيرى الأثر عاجلًا في تقاسيم حياته وحياة من حوله وبالخصوص من له تأثير عليهم، والذين كانوا يحتاجونه وما زالوا يحتاجونه باسمًا قانعًا معطاءً، وقد يكون له دور كبير في انتشالهم هم أيضًا من وحل الأحزان إلى بهجة السعادة والرضا بما قسمه الله. وفي النهاية ستكون المحصلة واضحة على المجتمع والذي يحتاج لكل فرد فيه ليساهم في بناءه، بعد أن خسر المجتمع تلك الابتسامة فترة من الزمن.
No comments:
Post a Comment