جاءت من بيئة معينة تحمل ثقافة وعادات وطباع فكانت (هي)، وجاء من بيئة مختلفة يحمل ثقافات وعادات مختلفة فكان (هو).
(هي وهو) قررا الزواج والارتباط والبدء في تكوين أسرة جديدة تحقق استمرارية نوع الإنسان على هذه الأرض، كلاهما أقبلا على هذه الخطوة باندفاع قوي جداً لا دخل للعقل فيه إنما اندفاع متولد من نقص لم يشبع إلا بهذا الزواج.
تكونت أسرة جديدة فأمست (هي) الزوجة، و(هو) الزوج.
تدور رحى الأيام، فتكون أول خمسة أعوام أصعبها، ففيها تستمر عملية صهر لكل الطبائع التي لا تتوافق مع الشريك وتليها خمسة أعوام لإعادة تشكيل الخام المنصهر ليندمج ويضمن استمرارية هذا المشروع المشترك.
عملية غاية في الصعوبة، البعض يجتازها بسلام لتستقر حياته والكثير يبقى عالقاً في المرحلة الأولى لعدم إجادة إعادة التشكيل للإندماج.
ومن ثنايا تلك الأيام وصعابها تخلق مشاعر جديدة لا دخل لها بطبيعة العلاقة الواقعية بين الشريكين، تضيف كم آخر من الحب للحياة المستقرة وتظهر بجلاء عند الإحساس بأي خطر يهدد حياة الآخر عندما يغلب على الحياة طابع عدم الإستقرار.
فعند ابتلاء أحد الشريكين بالمرض يرى (هو) نفسه تائهاً مشوشاً لا يستطيع تدبير كل تلك الأمور التي كانت على عاتقها وبعد أن كانت (هي) تعتقد أنها قوية وبإمكانها أن تدير حياة الأسرة بأكملها، ترى نفسها ضعيفة وحيدة خائفة لا تستطيع أن تتخذ قراراً واحداً.
وفجأة يرى كل منهم ان الآخر هو المعنى من الحياة (وهي) الأم، الأخت، الصديقة والزوجة (وهو) الاخ، الأب، الصديق والزوج.
ترى لماذا نسلم الأمر إلى البلاء ليكشف لنا هذه الحقائق!!؟ ولماذا لا نختصر الوقت ونبحث عنها من تلقاء أنفسنا!!؟
إلى أولئك الباحثين عن الإستقرار، فقط القليل من الهدوء والتعقل والبحث بين ثنايا تلك السنوات الفائتة عن اللحظات الودودة واستثمارها للتجاوز وخلق واقع أجمل.
أم حسين
30 إبريل 2014
No comments:
Post a Comment