Friday, July 25, 2014

تنهيدةٌ في ضجيجِ غزّة // أبو مقداد






هزّي بجرحي، وهزِّي طيف أحزاني
تسَّاقطُ الروحُ لكن دونَ أوطانِ
 
يا تلّة الوجعِ الـ ما زلتُ أرمقها
كأنها الماءُ في أجفان ظمآنِ
 
علَى كفوفِي أشمُّ الوردَ ألثمهُ
كأنَّ تربَكِ ممزوجٌ برَيحانِ
 
ناجيتُ حُزنَكِ، لا صبرٌ يعانِقُني
الدّمعُ بلّلَني والبعدُ آذاني
 
والجرحُ يعبثُ بِالأحلامِ، يوقظُها
يدسُّ فيها اغتِراباتِي وأشجانِي
 
في الصدرِ تحتشدُ الأزهارُ غارقة
في ظلمةٍ مازجت أطيافَ ألواني
 
ذي عتمة ٌنزَفَت، بالجرحِ نرسمها
فأيّ ضوءٍ نَما في جرحِ فنانِ
 
ألوانُنا امتَزَجَتْ بالوجدِ وانغَمَستْ
حبرًا إذَا ما ازدهى من دمِّنا القاني
 
الماءُ يَحتاجُ ماءً كَي يبلَّلهُ الـ
ـهوَى، تبدّلَ من راوٍ لعطشانِ
 
تشابكت كل أغصان الفراق وما
زال التشابك يربو بين أغصاني
 
لي موطنُ الحزن، منفى القلب متكأي
وأنتِ توأمُ حزني الموطنُ الثاني
 
ياغزَّة الجرح أحلامي مؤجلةٌ
لن ألتقي الحلمَ إلا وسط أكفانِ

 
أين اللقاءُ وذي الأعراب نائمةٌ
حكّامُها بينَ سفَّاكٍ وسكرانِ
 
أعرابنا اتحدوا، ثارت جيوشهمُ
ضجَّت بنادقهم، من دونِ عدوانِ
 
جاؤوا لبحريننا، أقصى شجاعتهم
كي يحصدَ الحقْدُ فيهم كلَّ بحراني
 
كالقُدْسِ قَد هرعوا، هدّوا مساجدنا
لهدمه قَدِمَ القاصي مع الداني
 
عاثوا بها الرّعبَ لكن قدسُنا أسَفًا
عَنها يغضّون في صمتٍ وخُذلانِ
 
يا قدسُ معذرةً، لن نلتقي أبدًا
شدَدتُ حُزنِي معِي والحزنُ أقصاني
 
وأنتِ أنتِ التي مازلتُ أرقبها
بين التلال، وموجًا مدّ شطآني
 
وأنتِ أنتِ سماواتِي وماحملَتْ
من شهوَةِ الغيمِ إنْ ما مسّ إنْسانِي
 
وأنتِ صبوةُ مشتاقٍ بهِ اشتعلَتْ
معزوفَةٌ بتراتيلٍ وألحانِ
 
موسَقتُ حزنَكِ، راقَصتُ الدّموعَ على
خدّ انتظارِي، وهذا الجرحُ ينعانِي
 
هيّا نفتشُ عن نايٍ يمثّلنا
حتى نغني: بلاد العرب أوطاني



25/7/2014
يوم القدس العالمي

1 comment:

  1. صحيح أني لا أجيد الشعر وكتابته وإن كانت لي بعض المحاولات في ذلك إلا أني أتذوق الشعر وأحبه وأعرف - ولو في حدود تشخيصي واطمئناني على الأقل - أن الكلمات نابعة من اللسان أو من أعماق القلب، وقد رأيت أن هذه الكلمات كلمات صادقة ومعبرة عن الجرح المخزون في قلب الشاعر حيث لامست قلوبنا وشعورنا وعبرت عن جرحنا.. فلسطين الكرامة والعزة

    دمت موفقا ودامت أناملك معطاءة في نصرة الحق أينما حل ونزل

    ReplyDelete