بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الانتهاء من الصلاة التفتُ إلى إبراهيم وقلتُ له: أتضحك عليّ! تقول أنك بحرانيّ شيعي!! رد عليّ بابتسامة هادئة: نعم، أنا بحراني.. قلتُ له: وما هذه الصلاة! قال: أنا أتّبع الكتاب والسنة. فقلتُ له: وماذا نتبع نحن!
لا أتذكر كل تفاصيل النقاش معه، إلا أنني شعرتُ أنه لا يريد أن يتحدث أكثر في هذا الموضوع، ومع ذلك كنتُ أنتهز الفرصة لأن أفهم سبب تغيّره. ولكن علاقتنا تواصلت حيث كنتُ أمرّ عليه أوقات الصلاة ونذهب لمسجدنا الصغير فجرًا وظهرًا ومغربًا.
الكلية:
اللغة
بعد أيام بدأ اليوم الدراسي الأول، فذهبتُ إلى إدارة معهد اللغة لألتحق به.. كان دخولي لأمريكا بفيزا زائر، وقد كانت تلك نصيحة صاحبي الذي قال أنه لا يوجد متسع من الوقت لاستخراج فيزا طالب نظرًا لطول إجراءاتها، وكان من السهل أن يتم الالتحاق بالمعهد وهو بدوره يقوم بتقديم طلب تحويل الفيزا من زائر إلى طالب.. قدّمتُ أوراقي وقمتُ بتقديم اختبار لتحديد مستوى اللغة.. كان معهد اللغة يحوي خمس مستويات وقد تم وضعي في المستوى الأول من اللغة..
في الأيام الأولى واجهتني عدة مصاعب أولها اللهجة الأمريكية، فلم تكن أذناي متعودتين على هذه اللهجة.. فكنتُ أواجه صعوبة شديدة في سمع الألفاظ ونطقها.. المشكلة الثانية أنه بعد دراسة سنوات للغة الإنجليزية في المدارس العامة، فإن كل تلك السنوات لم تفدني بالمستوى المطلوب الذي يجعلني أحظى بمستوى أعلى في معهد اللغة.. اقتنعتُ بأن هذا المستوى جيد لي لكي أبدأ من البداية في تعلّم اللغة الإنجليزية.
يتبع في الحلقة القادمة..
اسم الكلية التي التحقتُ بها لتعلًم اللغة الإنجليزية هو "كلية لويس آند كلارك" وهو اسم لرحلة اكتشاف المناطق الغربية حتى المحيط الاطلنطي على سواحل أمريكا.. فوّض الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون في عام 1809 ميلادية كل من الكابتين ميرويثدر لويس وصديقه الملازم ويليام كلارك لرحلة الاكتشاف هذه. استغرقت هذه الرحلة سنتين من مايو 1804 إلى سبتمبر 1806.
كان الهدف الرئيسي من هذه الرحلة هو اكتشاف النصف الغربي من القارة ورسم خرائط للوصول إليها وإقامة الوجود الأميركي في هذه الأرض قبل أن تسيطر عليها بريطانيا أو دول أوروبية أخرى. كانت الأهداف الأخرى للرحلة هي عمل دراسة علمية اقتصادية عن طبيعة الحياة في تلك المناطق مع دراسة للنباتات والحيوانات، جغرافية الأرض، وإقامة التجارة مع الهنود الحمر القاطنين في تلك المناطق. بدأت الرحلة من مدينة سانت لويس في منتصف القارة الأمريكية وعند رجوع البعثة تم تسليم النتائج من خرائط ورسومات ومذكرات إلى الرئيس جيفرسون.
اللغة
بعد أيام بدأ اليوم الدراسي الأول، فذهبتُ إلى إدارة معهد اللغة لألتحق به.. كان دخولي لأمريكا بفيزا زائر، وقد كانت تلك نصيحة صاحبي الذي قال أنه لا يوجد متسع من الوقت لاستخراج فيزا طالب نظرًا لطول إجراءاتها، وكان من السهل أن يتم الالتحاق بالمعهد وهو بدوره يقوم بتقديم طلب تحويل الفيزا من زائر إلى طالب.. قدّمتُ أوراقي وقمتُ بتقديم اختبار لتحديد مستوى اللغة.. كان معهد اللغة يحوي خمس مستويات وقد تم وضعي في المستوى الأول من اللغة..
في الأيام الأولى واجهتني عدة مصاعب أولها اللهجة الأمريكية، فلم تكن أذناي متعودتين على هذه اللهجة.. فكنتُ أواجه صعوبة شديدة في سمع الألفاظ ونطقها.. المشكلة الثانية أنه بعد دراسة سنوات للغة الإنجليزية في المدارس العامة، فإن كل تلك السنوات لم تفدني بالمستوى المطلوب الذي يجعلني أحظى بمستوى أعلى في معهد اللغة.. اقتنعتُ بأن هذا المستوى جيد لي لكي أبدأ من البداية في تعلّم اللغة الإنجليزية.
الصعوبة الثانية كانت في دفع رسوم المعهد والتي كانت في نظري مبالغ طائلة إذ كانت قيمة رسوم الكورس تقريبًا ألفي دولار أمريكي في ذلك الوقت، وكذلك مصاريف الحياة الدراسية.. مع أن الوالد تكفّل بدفع تكاليف الدراسة إلا أنني لم أكن مرتاحًا من دفع تلك المصاريف التي أراها مكلفة جدًا خصوصًا أن هذه التكاليف تُدفع لتعلّم اللغة الإنجليزية في حين أنه كان بإمكاني أن ألتحق بمعهد في البحرين لتعلّم اللغة الإنجليزية وأوفر تلك المصاريف الباهظة.
الصعوبة الثالثة أنني خصوصًا في بداية تلك الأيام لم أجد من يوجهني أو يرشدني لما علي فعله للتسجيل والالتحاق بالمعهد، فقد سألتُ الياباني أن يرشدني لموقع مكتب اللغة وتركني بعدها أواجه مصيري.. اعتمدتُ على نفسي في التواصل مع مديرة المعهد من التسجيل وتقديم أوراقي وغيره.. مع صعوبة اللغة إلا أن هذا الموقف وغيره من المواقف رفعت عندي مستوى الاعتماد على النفس..
في الفصل
كان عدد الطلاب في فصلنا حوالي خمسة عشر طالبًا، انقسمنا فيه إلى قسمين: طلبة العرب وطلبة اليابان.. كان طلاب العرب من الخليج: السعودية، الكويت، الإمارات، وعمان.. لم أستغرق طويلًا في التعرف على الطلبة العرب واليابانيين.. أما المدرسون، فقد كانوا محترمين وبدى أن لديهم خبرة طويلة في تعليم اللغة للأجانب.
مما يلفت النظر في الطلبة اليابانيين هدوءهم الغالب على شخصياتهم وذلك - بحسب وجهة نظري - راجع إلى أمرين، الأول: أخلاقهم وثقافتهم، والثاني: هو صعوبة نطقهم باللغة الإنجليزية. تجد الياباني يكتب بخط جميل وقواعد صحيحة لكنه يجد صعوبة بالغة في النطق. أما العرب فنحن على العكس تمامًا، فوضويون ونتحدث حتى لو سحقنا قواعد اللغة، لكن الكتابة بالنسبة لنا صعبة.
في أوائل أيام الدراسة بدأ الطلبة المسلمون يحضرون لصلاة الظهر، ليس كلهم، ولكن عدد لا بأس به، حيث أغلب الطلبة العرب يسكنون خارج السكن الجامعي ولذلك كانوا يحضرون فقط لصلاة الظهر كون اليوم الدراسي ينتهي عصرًا.. أما الصلوات الأخرى فلا يوجد إلا أنا وإبراهيم حين كنّا نسكن في السكن الجامعي.. بعد الانتهاء من صلاة الظهر نجلس نتحدث قليلًا.. في أحد المرات وبعد الانتهاء من الصلاة عرفني إبراهيم على شاب من الشارقة اسمه فيصل، وبعد الانتهاء من التعارف قال إبراهيم: نحن ثلاثتنا بحارنة، وهنا عاجله فيصل وقال له: إنته بالله عليك إشلون تصلي هالشكل!
يتبع في الحلقة القادمة..
13 ديسمبر 2014
No comments:
Post a Comment