كلما أبحرت في كتاب كلما تفتحت أمامي أبوابا أخرى لمعرفة جديدة تكسبني مزيدا من الثقة والطمأنينة والقوة لمواقفي، وكلما واجهت امراً أجهله كلما شعرت بالضعف لأعود وأبحث عن قوتي من جديد في المعرفة.
يقول الإمام عليّ عليه السلام لكميل: "يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة"
ولكن ما هي الأمور التي لا بدّ من أنْ نتعرّف إليها؟ وهل يجب معرفة كلّ شيء؟
قسمت المعارف إلى قسمين أساسين يندرج تحت كل منها علوم فرعية :
1ـ المعارف العامّة: وهي المعارف والعلوم المرتبطة بالحياة الدنيا.
2ـ المعارف المصيرية : والتي تتميز عن العامة بارتباطها بمصير الإنسان وسعادته وشقائه وهي العلوم التي تجعل الإنسان مطمئناً على مصيره في الأخرة كعلم العقيدة والشريعة، وترتبط المعرفة (العامة والمصيرية) ببعضها بعض وتكمل كل واحدة الاخرى.
يمتلك الإنسان 3 منابع للحصول على المعرفة وهي
1- الحس.
2- العقل.
3- القلب.
هناك من الأمور ما نستطيع أن نتعرف عليه من خلال حواسنا الخمس وهي: النظر، السمع، التذوق، الشم واللمس وهي معرفة حسية. ومنها ما يتجاوز إدراكه بالحواس فيعمل العقل على تحليله لمعرفته وهي المعرفة العلمية. وآخر لا يمكن للإنسان إدراكه لا بالحس ولا بالعقل بل يشعر به القلب كمركز أساسي للإحساس وتتجسد هذه المعرفة بإحساسنا بحب الأخرين لنا ورحمتهم أو بغضهم.
فما من حركة يقدم عليها الإنسان إلا ويكون محتاج فيها إلى معرفة فكل العلوم طريق لمعرفة الله والتقرب إليه، فمعرفتي لتاريخ تجنبني الوقوع بأخطاء من سبقوني .. ومعرفتي بعلم التربية وأصولها تجعلني أُربي أبنائي بطريقة سليمة .. وأحتاج علم النفس لمعرفة كيفية التعامل مع الآخرين. فكل العلوم الدنيوية بإمكاننا توظيفها لضمان السعادة في الدنيا والآخرة.
فلتكن كل خطواتنا ومواقفنا على المستوى الفردي والجماعي وفي كافة المجالات السياسية والاجتماعية وغيرها عن معرفة. فالمعرفة نور ينير ظلمات الجهل .. فلنقرأ ونبحث ولتكن لدينا المعرفة لإصلاح أنفسنا والمجتمع كما يقول الأمام علي : ( مَن عَمل بِغير عِلمٍ كان ما أَفسدَ أكثرَ مِمَّا أَصلحَ ).
أم حسين
22 فبراير 2014
No comments:
Post a Comment