Tuesday, December 24, 2013

~ مناجاة ~

عادت تَهلْهلَ ظهــــــرها مُحدودبَه
في العينِ آثارُ الظلامِ مُسرَّبه

وكأنَّما الضوءَ اشتهى أن يختفي
حتى يغضَّ الطرفَ عن مُتحجِّبَه

يومٌ وحتــــــى الغيمُ بُــــدِّدَ جمعهُ
كي لا يَراها بالأسى مُتعصِّبه

ذبُلت بثغرِ الكـــــــــونِ أيةُ بسمةٍ
مُذ أنَّ دمعَ الهمِّ أورقَ كوكبَه

ومشت ولا أدري بأيةِ حـــالـــةٍ
مجروحةً .. موجوعةً .. ومُعذَّبَه

ومضت وخلف ركابها جسـدٌ بقى
وبحسرةٍ لم تحظَ أن تتقربه

لهفي عليها وهي في ركبِ السبا
وبها فؤادٌ .. كلُّ جرحٍ صوَّبه

الذُّلُ مــرٌّ .. يا مرارة ذُلِّـــها
لم أدرِ من أي البلايا مُتعبَه

الذُّلُّ صارَ مُعرَّفٌ فــي حالها
والذُّلُ يكسر بالرزايا صاحبَه

صعبٌ بأن يصفَ الزمانُ دموعها
لا يعرفُ الذُّلَّ سوى من جرَّبه

من كثرِ ما تبكي تذوبُ عُيونها
و كـ مزنِ دمعٍ أمطرت مُتصبِّبه

كانت يداها في يدي عباسها
وكفوفهُ قـــد قُطِّعت يا زينبه

كانت عزيزةَ حيدرٍ في عهدهِ
عجبا تطُوفُ الشامَ وهيَ مُغربَه

وتصيحُ يا حصنَ اليتامى من لنا
لو جرَّحوا متني وأصرخُ: يا أبه


ابو مقداد ..
الأربعين 1435

No comments:

Post a Comment