Sunday, November 10, 2013

مُسلم.. بين الإنتصار والفتك "





" مُسلم.. بين الإنتصار والفتك "




فيا ابن عقيل فدتـك النفــــــوس***لـعـظـم رزيـتــك الـفـادحـة
بكتك دما يا ابن عم الحســـيـن***مدامعُ شيعتـك السافحة
لأنـك لم تــــــرْوَ مــن شــــربـةٍ***ثنايـاك فيهـا غـدت طائحـة
رموك مــن القصـــر إذ أوثقـــــوك***فهل سلمت فيك من جارحة
و سحـبـا تُـجَــرُّ بأسـواقـهــــم***ألـســتَ أمـيـرهـم الـبارحـة



عبرتان رئيستان اخذناها من قصة موفد الامام الحسين(ع) للكوفة (مسلم بن عقيل) بينما تجد تحت ثنايا تلك العبرتان عبر ... فبين مروءة طوعة وخلق مسلم الذي منعه من قتل ابن زياد في لحظة كانت ستغير مجرى التاريخ حقا..تجد الوفاء والشجاعة والاصرار..تجد الايثار والايمان والصدح بالحق والحرص على الصلاة والتمسك بالامامة الحقة ..تجد الانتصار للمبدأ والقيمة امام كل الانتصارات الدنيوية مهما برق نجمها


كان يمكن لهذا الرجل ان يستل سيفه وينزل على هامة ابن زياد وكنا سنجد آلاف المقالات التي تتحدث عن شجاعته وتسطر عشرات الاسباب التي اعطت ابن عقيل الحق في قتل ابن زياد حينها، وربما صار جدل (حق مسلم في قتل ابن زياد) يأتي في المراتب الاولى بعد جدل (الاحقية في الخلافة) لكنه وقف ببساطة شديدة قائلا لاصحابه حين استفهموا منه عن سبب امتناعه عن ذلك :(الإيمـــانُ قَيْـــدُ الفَتْـــكِ )
مبدأ التزمه الرجل غير عابه بآلاف الحسابات الانسانية والفطرية والدنيوية الاخرى..من خلال هذا الموقف الذي سطره مسلم لا احتاج كثيرا للعودة والبحث عن سجايا واخلاق وتربية هذا الانسان الا للتزود فموقف كهذا كفيل باعلامي عن سبب اختيار الحسين له دون غيره ووصفه كما وصفه الحسين في رسالته (قد بعثت لكم أخي وابن عمّي، وثقتي من أهل بيتي...) اذ لا يمكن ان يحز رجل ما ثقة الحسين هكذا عبثا بل لاسباب منها انه كان سيتخذ مثل هذا الموقف بمثل هذا الظرف الحرج 


لم يكن مقبولا ان تحوي كربلاء (تصرفات شخصية) تسئ لملحمة انسانية ذات اهداف الهيه خالصة كملحمة الحسين عليه السلام.. كل الشخوص اختيرت لانها تستحق ذلك لانها من ذات المنظومة التي ارادها الحسين والا فكيف قال عنهم امامهم (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي) لو لم يكن ذلك حقا وهم أهل بيت لا ينطقون عن الهوى...لا اميل كثيرا للآراء التي تتحدث عن انعدام الناصر للحسين عليه السلام بالطريقة المتداولة والتي نعرفها جميعا من ان الجشع والخوف والغدر والخيانة كانت السمة الطاغية على بني البشر حينها كما لا اضعفها انما اثق انه كان يمكن للحسين تحشيد المتحمسين والمقدسين له لو اراد هكذا ببساطة لكن بقت اهداف تلك الملحمة تتحكم بشخوصها المختارة اذ هل يعقل ان تحمل كربلاء من العبر ما حملت منذ خروج الحسين حتى ما بعد مقتله وكل رجاله بشخوص متحمسة فحسب؟

الكثير يتحدث عن الصفات التي ميزت شهداء الطف كطاعتهم التامة للحسين عليه السلام وهو ما اجده صحيحا لو قرأنا هذه الشخوص ظاهريا او سطحيا فحسب والا فوراء تلك الطاعة التامة ايمان تام بالله.. ايمان كامل برسالة محمد وآل محمد التي اختزلها الحسين في شخصه فكانوا كما مسلم يتصرفون كما كان ليتصرف امامهم .. فصارت كربلاء النهضة التي لم تسبقها نهضة ولن تعدلها نهضة قط 

اما طوعة فهي ليست موفدة من الحسين عليه السلام ولم تصدر صكوك التأكيد على مبادئها واخلاقها قبلا لكنها وجدت بذلك الزمان والمكان وخلدت ذكراها لان العفوية والانسانية والايمان لم ينتف بذلك العصر ولم يغتال كله في كربلاء انما كان موجودا بالصدور خائفا يتخفى فكانت كربلاء لتفجر الايمان والصدق وتعلن للملأ ان القيم والاخلاق والمبادئ هي الحق الذي يجب ان يظهر وإن بزمان كزمان يزيد بعد معاوية حيث عادت الجاهلية بثوب اسلامي والاسلام من كل ذلك براء...

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين 


إيمان الحبيشي 

No comments:

Post a Comment