Monday, November 18, 2013

قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ...



خلق الله الإنسان وأراد منه أن يكون خليفته على الأرض ولتحقيق هذا الهدف فطر الله الإنسان على حب الحياة,حب النفس وحب البقاء على هذه الأرض فمن واقع هذا الحب ينطلق شغفه بتعميرها, ولضمان استمرارية التعمير يحافظ على نفسه ويبعد عنها الأذى بل ويدافع عنها  ليجنبها الهلاك والفناء ويميل إلى كل الأمور التي ممكن أن تدفعه إلى أن يكون أقوى في كل المواقف فيميل إلى حب الذات, حب التملك, حب الرئاسة, حب المال, حب التميز  وحب التمسك بالرأي وفرضه على الاخرين حتى وان كان خاطئ, فالنفس تربط كل تلك النزعات الفطرية باستمرارية حياة الإنسان بجعل حياته أفضل.

نعم غرز الله فينا حب الذات والمال والسيطرة والحياة والبقاء فبدونها يفقد الإنسان شغفه لتعمير هذه الأرض ولكنه وضع لها حدود معينه والحد هو عدم إيذاء إنسان أخر, ولضمان ذلك ميزنا الله بالعقل.

فكلما تزود العقل بالمعرفة والعلم كلما زاد ثباته على القيم والمبادئ وبحدود الله في التعامل وعرف ماله وما عليه فتكون نزعات نفسه في المستوى الطبيعي وعدم تجاوز حدود العدل إلى الظلم وحدود الحسن إلى القبيح وحدود الخير إلى الشر والانجرار إلى الطغيان فقد قال الله جل وعلا ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾.


ومع معرفتنا لكل ما ذكرت إلا أنها ليست حصن من الانجرار بل أنها تزيد من مقدار الألم, بالأمس خذلني عقلي وسيطرت على نفسي نزعات التعلق بهذه الدنيا من حب للذات فطغيت وتجبرت وظلمت, وفي الحقيقة أنني ظلمت نفسي لأنني تركتها تعتقد إنها قوية متناسية بأنني إن كنت قوية فالله أقوى وان كنت غنية فالله أغنى وان كنت مالكه فالملك لله وحده وما أنا سوى عبدة له,

فيا ربي، قو على خدمتك جوارحي ، واشدد على العزيمة جوانحي ، وهب لي الجد في خشيتك والدوام في الاتصال بخدمتك.

ام حسين.

No comments:

Post a Comment