Sunday, November 10, 2013

رحمة الحسين و نقمة المجتمع

رحمة الحسين ونقمة المجتمع

(لا يوم كيومك يا ابا عبدالله)

حقيقة  يتجسد معناها مع اقتراب هلال شهر محرم الحرام،  فنرى الشيعة يتجهزون في مختلف بقاع العالم لاستقبال هذه الأيام..
تعليق السواد.. رفع الرايات.. مخطوطات بأحاديث أهل البيت (عليهم السلام).. إظهار وبكل إصرار لمظلومية أهل بيت النبوة (عليهم السلام).

ومع أن المجالس الحسينية تكون على مدار العام إلا اننا نلاحظ توافد اعداد هائلة من المعزين خلال هذه العشرة أيام خصوصًا، فالشيعي مهما كان مستوى تدينه وقربه من الله يمتلك توجه ثقافي كبير لهذه المناسبة، ويعتبر تواجده في غير أماكن العزاء تقصير منه في حق أهل البيت (عليهم السلام) يستدعي تأنيب الضمير، لذلك فهو يحرص كبيرًا كان أو صغيرًا على التواجد في المآتم.


نطرح سؤالًا: لماذا نحيي ونعظم شعائر الإمام الحسين (عليه السلام)؟  
فيأتي الجواب:

 
 
 بإحيائنا للشعائر نحيي أرواحنا من جديد ونّذكرها بتضحيات إمامنا لحفظ هذا الدين
 

ويأتي سؤال آخر:
هل كانت الإجابة شعاراتية، أم أنها حقيقة؟

الواقع يجيب:

ألم يكن الإمام الحسين (عليه السلام) باذلًا مهجته في سبيل إصلاح أمة جده (صلى الله عليه وآله)؟

إذن سوف أذكر مشهدًا واحدًا يتعاكس تمامًا مع أهداف الحسين (عليه السلام)..

المذنبون..
المذنبون ممن لهم ماضي قد يغفره الله لهم إن تابوا، ولكن المجتبع لا يغفر ولا يتجاوز، بل يقف بالمرصاد رافضًا أن ينالوا فرصة جديدة قد تجعلهم يتوبوا ببركة التوجه الروحي لهذه الأيام العظيمة.

فما أن يدخل أحد المذنبين ممن غرته الدنيا وانحرف عن الدرب المستقيم في أحدى حسينياتنا حتى  ترى العيون تلاحقه بإتهاماتها وتنبذه بنظراتها بل وقد يصل الحال الى طرده من الموكب الحسيني او الحسينية, فيفوت عليه المجتمع فرصة ذهبية للتوبة مع التوجه الروحي والميل القلبي عنده لهذه الأيام.

فتباً لهذه القلوب القاسية التي نصبت نفسها قاضية تحكم على الناس بغير العدل, عقليات لا تعلم من الدين إلا ظاهرة, ولا تعرف من واقعة الطف ألا انها قصة تاريخية فلو علموا انها قصة الحياة وقصة الدين لفهموا انها من المسير الى المقتل تجسد تعاليم الدين والأخلاق بمواقف الإمام الحسين.

لتعلموا العبرة من أحتواء الإمام الحسين للحر بن يزيد الرياحي عندما جاءه وقال

إني قد جئتك تائباً مما كان منّي إلى الله و مواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك. فهل ترى لي من توبة؟

قال (عليه السلام): «نعم! يتوب الله عليك و يغفر لك، فانزل».


فمتى نحيي عاشوراء في أنفسنا!!؟

أم حسين
 
 

No comments:

Post a Comment