Sunday, November 10, 2013

مآتمنا بين الزهد فيها وإليها.. مثال من الواقع

مآتمنا بين الزهد فيها وإليها.. مثال من الواقع

يحيطنا الله سبحانه وتعالى بنعم كثيرة وأختصنا بأكبر النعم وهي نعمة الولاية لمحمد وآل محمد.

من طبيعة الإنسان ان لا يشعربقيمة النعم التي يتمتع بها إلا بعد ان يحرم منها, والاسباب لذلك قد تكون كثيرة منها التمتع بالنعمة لمدة طويلة مما يخلق شعور الإعتياد لدى الإنسان , سأنقل لكم مشهدان من واقع الحياة حدثا في نفس اليوم.



المشهد الأول:

حضرت فعالية لعبدالله الرضيع في أحد المآتم, اشتركت عدة هيئات في إقامة الفعالية  وتم تخصيص زاوية لكل هيئة لعرض مجسماتها وأعمالها منها معرض تلوين ورسم للإطفال واشتركوا جميعهم في برنامج يشتمل على فقرات تختص بفاجعة مقتل الطفل الرضيع.

عدد الحضور ممتاز جداً ولكن المكان كان يضج بفوضى غير طبيعية, اعلنت العريفة عن بدأ البرنامج بكلمة لأحد المشايخ وبينما هي تلقى مقدمتها اختلطت الأحاديث الجانبية للحضور  مع اصوات الأطفال مخلفة فوضى عارمة  لا تستطيع معها التركيز فيما تقول, ابتدأ الشيخ بالقاء الكلمة بالصلاة على محمد آل محمد وطلب من الحضور الهدوء ولا من مجيب, نبه الحضور بأهمية احترام المكان والكلام ومن حضروا لاحياء مصيبة ولا حياة لمن ينادي فأضطر الشيخ للإنسحاب بدون القاء كلمته ولم يغير انسحابه الوضع واستمرت الفوضى العارمة حتى انتهاء البرنامج بزيارة عاشوراء.



المشهد الثاني:

لنا اخ بحريني يعيش مغترباً في امريكا منذ مدة طويلة تزيد على العشرين عاماً, سألته :

أخي كيف هي أجواء عاشوراء لديكم وكيف تحيون هذه الأيام !؟

فعرض صورة لغرفة صغيرة مكتسحة بالسواد وكرسي في احدى زواياها وقال:

يبعد اقرب مآتم لبيتنا مسافة ساعة ونصف بسيارة ولظروف خاصة  لم استطع هذا العام من المشاركة في المأتم فخصصت غرفة في منزلي لاحياء عاشوراء مع زوجتي وابنائي بأعطائهم فرض يومي بالبحث عن موضوع يخص واقعة كربلاء ونتناوب كل ليلة في الشرح, هكذا نحيي عاشوراء.



متعنا الله  بنعمة احياء الشعائر الحسينية في بلدنا, فهيأ لنا كل الأمور المساعدة في المشاركة فيها فأنتشرت المأتم في كل مكان حتى أمست القرية الواحدة يقام بها أكثر من مآتم, وحضور الأفراد ممتاز جدأ وقد يتخطى العدد المئة في كل مآتم ولكن كم نسبة المستمعين الحقيقين من يحضروا بقلبهم وعقلهم فيحرصوا على ان لا تفوتهم كلمة واحدة من المحاضرة  ويحاولوا ما استطاعوا ان تكون ايام عاشوراء أحياء حقيقي للروح بتطبيق هدف الإمام الحسين من واقعة الطف وهي الإصلاح.



فمتى نقدر قيمة النعمة التي نتمتع بها!!؟



أم حسين

No comments:

Post a Comment