Monday, November 18, 2013

طائفية أم تماسك اجتماعي ؟!



نقاش دار بيني وبين احد الاخوة حول جدوائية حراك اليوم بعد محاولة منه لجمع افكاره وربط واقع بلدنا الصغير بالعالم الكبير الذي على ما يبدو مقبل على (حرب) لم نخترها ولايريدها كثيرون 
بعفوية شديدة او ربما بوجع شديد طرحت عليه سؤالا كنت آمل لو وجدت اجابته بين طيات عقله وأتوق لأجده بين طيات عقولكم لا حماسكم ولا تلك المصطلحات التي اشبعتنا السلطة من غث معانيها 

سؤالي كان

كيف من الممكن ان يتحول
نضالنا
جهادنا
حراكنا
ثورتنا
من مرحلة "المراوحة" لمرحلة"الانجاز"
جاءني الرد سريعا
بالصمود!

اعتذر جدا ان صارت هذه الكلمة بالذات تترك على صدري شيئا من وجع!

ترى ماذا يعني ان نكون صامدين؟
ان نتقدم لمواجهة دبابه عراة فاتحين صدورنا للرصاص؟
ان نقذف زجاجات الملتوف على كتيبة مرتزقة لتفر هاربه ولتعود بعد حين؟
ان تستمر خطاباتنا ومهرجاناتنا وحملاتنا التغريدية؟
ان كان ذلك صمودا ،،، فلم لا اراه يقترن بصمود من نوع آخر يبتعد عن ردات الفعل ليتحول ل"فعل" ويعوض عملية الاستنزاف المستمرة منذ ثلاث سنوات بشكل مركز وما قبل الثلاث سنوات حتى!

٢٣٠عاما على اقل تقدير منذ غُزيت بلدنا على ايدي العتوب واستقرت بين وقع رماحهم ونزفهم لاهل البلد الاصليين المعروفين بأنهم الثاني اسلاما دون حرب بعد المدينة المنورة والمعروفين ء-ربما اكثر- بتشيعهم 

٢٣٠عاما وواحة العلم والعلماء "أوال" تقطع إربا بسيف الغزاة مُقدِمة آلاف الشهداء والمشردين على مذبح "رفض العبودية" دون ان تتهدم دولة الطغيان التي تزداد قوة كل ما تقدم بها العمر !!

في عقلي وعقل الكثيرين مجموعة افكار ربما تمكن من صياغتها احد ما
ربما تمكن من التعبير عنها احد ما
لكنها لا زالت حبيسة عقول كثيرين يصعقونها بدعاوى باطلة زرعها بعمقنا "عدونا اللدود"

"ان نتحول من الطائفة المستهدفة الى الطائفة المهابه"

وهم!
لا واقعية!
انهزامية!
طائفية!
وربما غرابة!!!


ودعوني اقف على اعتاب دعوى الطائفية مطولا لاني اجدها الاكثر استفزازا واستهانة بانسانيتنا وبعذابات المضحين خاصة وان صدرت منا لنا  

سأضع بين ايديكم تعريفات ثلاثة من تعريفات علم الاجتماع ارجوا قراءتها بتمعن واستذكارها لاحقا 

اولا: العنصرية
أو (التمييز العرقي) (بالإنجليزية: Racism) هو الاعتقاد بأن هناك فروق وعناصر موروثة بطبائع الناس أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما - بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق - وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا...
كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء للتعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية.
أولئك الذين ينفون أن يكون هناك مثل هذه الصفات الموروثة (صفات اجتماعية وثقافية غير شخصية) يعتبرون أي فرق في المعاملة بين الناس على أساس وجود فروق من هذا النوع أنه تمييز عنصري، بعض الذين يقولون بوجود مثل هذه الفروق الموروثة يقولون أيضا بأن هناك جماعات أو أعراق أدنى منزلة من جماعات أو أعراق أخرى وفي حالة المؤسسة العنصرية، أو العنصرية المنهجية، فإن مجموعات معينة قد تحرم حقوقا أو امتيازات، أو تؤثر في المعاملة على حساب أخرى.
بالرغم من أن التمييز العنصري يستند في كثير من الأحوال إلى فروق جسمانية بين المجموعات المختلفة، ولكن قد يتم التمييز عنصريا ضد أي شخص على أسس إثنية أو ثقافية، دون أن يكون لديه صفات جسمانية. كما قد تتخذ العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً من خلال العنصرية الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يعلنون التزامهم بقيم التسامح والمساواة.
وبحسب إعلان الأمم المتحدة، فإنه لا فرق بين التمييز العنصري والتمييز الإثني أو العرقي.**


ثانيا: الضمير الجمعي
الضمير الجمعي او الوعي الجماعي هو مصطلح في علم النفس ابتكر من قبل عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم (1858-1917) ليشير إلى المعتقدات والمواقف الأخلاقية المشتركة والتي تعمل كقوة للتوحيد داخل المجتمع.
وقد تم تعريف الأنواع الأخرى والتي من الممكن تسميتها بـ "الضمير الجمعي" في المجتمعات الحديثة من قبل علماء الاجتماع كـ ماري كيلسي والتي بدأت بمواقف التضامن الاجتماعي والميل إلى السلوكيات المتطرفة مثل التفكير الجماعي وسلوك القطيع ،وقد قام بيركيلي محاضر ماري كيلسي في جامعة كاليفورنيا باستخدام المصطلح في بداية الألفية الثانية وذلك لوصف الناس في داخل جماعات اجتماعية على سبيل المثال عندما تصبح الأمهات مدركات لسماتهم وأحوالهم المشتركة وبذلك يعملون كمجتمع واحد ويحققون التضامن الاجتماعي. ويقوم الناس بدلاً من أن يعيشون كأفراد متفرقين بالاجتماع معاً كجماعات ديناميكية لمشاركة المصادر والمعرفة.
وأيضاً تم تطوير المصطلح كطريقة لوصف كيفية اجتماع مجتمع بأكمله لمشاركة قيم متشابهة. ويمكن تسمية ذلك بـ "عقل الخلية". وقد قام مهاريشي ماهش يوغي، مؤسس برنامج التأمل التجاوزي، باستخدام مصطلح "الضمير الاجتماعي" بوصف كيفية تأثير الضمير المشترك المتماسك لمجموعة من الناس على باقي المجتمع.
الذكاء الجمعي (أو ما قد يسميه البعض بالذكاء التكافلي) هو الذكاء الناشئ عن المشاركة لعدد من الأفراد معاً. هذا التعاون يمكن أن يتمثل في العديد من أشكال اتخاذ القرارات بالإجماع في البكتيريا والحيوانات (كما في مملكة النمل)، والبشر وحتى شبكات الحاسوب. هذا التعاون قد يشكل ما يمكن اعتباره كائن فائق (Super-organism) مكون من عدد من الكائنات المستقلة المتعاونة فيما بينها، أو ما يمكن اعتباره بمثابة دماغ عملاق
دراسة الذكاء الجمعي يمكن اعتبارها كمبحث فرعي من علم الاجتماع، الأعمال، علوم الحاسوب، الاتصالات الجماعية أو السلوك الجماعي، حيث تتم مثلاً دراسة مجموعات ببساطة مجموعة من البكتيريا أو بتعقيد مجتمع بشري كامل. ومع ذلك فإن الكثير من الباحثين يركزون عند الحديث عن الذكاء الجمعي على البشر، حيث يتم التعاون والمشاركة في القدرات الذهنية لعدد من البشر لتجاوز الانحراف الإدراكي للفرد ولتحسين الكفاءة الفكرية الكلية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الأحزاب السياسية والنقابات والشركات، حيث تستغل القدرات الذهنية لعدد من الأفراد بشكل جمعي لوضع السياسات وإدارة العمليات والاستجابة لمختلف العوامل **


التماسك الاجتماعي
هو نوع من التماسك الإجتماعي, أي الإرتباط الوثيق بين أفراد الجماعة في أهدافهم القريبة وغاياتهم البعيدة فهو وسيلة ليشيع إحساس مشترك لدى جميع الأفراد بالميل للبقاء و الإستمرار في مسيرة واحدة مع تعظيم الشعور بالإنتماء للجماعة.
لتماسك الجماعة مجموعة من العوامل منها التهديدات الخارجية والتي تزيد من قوة تماسك الجماعة **

لو جردنا واقعنا المعاش من كل تعقيداته وقابلناه بنقيضاه اللذين اثبتا على مر كل تلك السنين استحالت تمازجهما وتعايشهما لاسباب -لست بوارد الاشارة لها حاليا- لوجدنا ان مجتمعنا وبكل بساطة يحوي جماعتين تختلفان تماما وتتصارعان دوما 
ولنسقط معا تعريف العنصرية اولا على تلك الجماعتان 
اذ سنجد ان هناك جماعة تمارس العنصرية بصورتها التي اسلفتها آنفا والتي اشار لها التعريف بوضوح  بان هناك نوع من العنصرية اسماها "العنصرية المنهجية" في حال المؤسسة العنصرية التي تحرم جماعة ما من حقوقها او من الامتيازات
وفي حالتنا فلا اتصور اني بحاجة لسوق امثلة على العنصرية التي امعنت في ممارستها السلطة "قبيلة آل خليفة بأجهزتها واداراتها وعلى مر السنين" ضد الجماعة المقابلة لها من سكان الارض وهم الشيعة الذين سلبتهم ارضهم فيما مضى ثم فرضت وجودها السياسي عليهم بطريقة واخرى 
عنصرية كانت ولا زالت أحادية الجانب تتجه من القبيلة لأهل الارض وصلت لتكون عنصرية رسمية تمارسها السلطة ضد المواطنين الشيعة 

لكل جماعة منهما "قبيلة آل خليفة"و"جماعة اهل الارض الشيعة" عقلا او وعيا او ضميرا جمعيا افرزته طبيعتهما الاجتماعية 
يجمع الاولى العرق والاهداف والمصالح كما تحكمهم قيمهم القبلية التي لا زالت حاضرة في ممارسات دولتهم الحديثة "عصبية قبلية" بأدوات عصرية مقابل الجماعة الاخرى الذين يجمعهم انتماءهم الجغرافي والتاريخي والقيمي والديني وغيرهم والتي لا بد ان تجمعهم الاهداف المشتركة اولها "دفع التهديدات الخارجية"المتمثلة بالعنصرية والاقصاء والظلم الخليفي ضدهم 

وبينما باعتقادي الشخصي لا احتاج للاشارة لصورة التماسك الاجتماعي عند الجماعة الاولى والذي يفرضه حتما الكم الهائل من المصالح التي تجمع بينهم وخصوصا انهم المالكين للسلطة والنفوذ فهي تعيش تماسكا اجتماعيا لا اعرف الى اي حد تعيشه اليوم الجماعة المقابلة لتدافع عن وجودها وكيانها وحقها الاصيل على ارض ماعرفت غيرها ولا زالت تتمسك بها!

حين نطالب او نحلم بأن نتحول من الطائفة المستهدفة للطائفة المهابه فنحن نشعر بحاجتنا الطبيعية للتماسك الاجتماعي من منطلق العقل الجمعي ضد عنصرية تمارس ضدنا على مدى مئات السنين 
اننا لا نسع لاكثر من ان نكون بشرا طبيعيين يتصرفون وفق القواعد الانسانية!

فكيف نتهم بالطائفية اذا!!!!

مقابل نفوذ وسلطة ومجتمع اقليمي وجيوش ومرتزقة وسلاح وسياسات طويلة عريضة عملت وتعمل وستظل تستميت لاقصاءنا وابعادنا وتهميشنا وتذويبنا ،،، أليس واجب علينا وحق لنا ان نتمترس حول انفسنا مع بعضنا لنرتقي بقوتنا فندفع اولا تلك الضربات والمحاولات  ثم ثانيا لنكون مجتمعا انسانيا كريما قابلا للحياة والتطور؟!!

ختاما يقال ان العالم لا يحترم الا الاقوياء ونحن تلاميذ محمد وآل محمد لا نعتبر ان القوة بحد السيف بل بكيان اجتماعي متماسك مكتف زاخر بالعلم والمعرفة والقيم الالهيه نواجه به اعداء الله والانسانية وننتزع به مكانا لنا بين وحوش الارض الذين يقتاتون على جهل ودماء الضعفاء اذ يأبى الله ورسوله والمؤمنون ان نكون مجرد مستضعفين مظلومين وقد وهبنا الله ما وهبنا لنكون الاقوياء بالحق من اجل الحق.

إيمان الحبيشي 

** التعريفات منقولة من موسوعة ويكيبيديا 

No comments:

Post a Comment