Friday, April 17, 2015

ذوي الإحتياجات الخاصة بدون احساس! // زينب المغلق

 
 
تصادفنا في اليوم مواقف عديدة، بعضها تخزنه الذاكرة ولا تنسى أن تمدنا منه بالعبر والدروس، وبعضها تذهب مع حركة الريح.. يحضرني الآن موقفًا صادفني منذ أسبوع تقريبًا ولكنني كلما أغمضت جفني رأيته أمامي.. موقف مؤلم فعلًا..
 
كنت مع عائلتي في رحلة إلى أحد سواحل البلاد لقضاء وقت ممتع، بعيدًا عن الضجيج ومشاغل الحياة.. استوقفني أحد الباعة وهو يعرض بضاعته بشكل لطيف جدًا وهو ينادي "جربها مرة وما بتنسى طعمها بالمرة.. قلاي اليوم قلاي اليوم" فقرّرت أن أشتري منه ما ترغب به نفسي.. وكان هناك صبي يبدو أنه أحد المساعدين لهذا البائع فقلت له: واحد "نقل" لو سمحت.
 
فأشار إليّ بحركاتٍ بأصابعه، فاكتشفت بأنه أصم، غير قادر على السمع والنطق.. في الوقت نفسه جاء رجل بهندام مرتب وقال له "عطني حب شمسي واحد".. لم يرد هذا الصبي عليه لأنه كان مشغولًا معي، ولم ينتبه أصلًا لهذا الرجل.. فإذا بهذا الرجل يقول له: "وش فيك أنت غبي!! ماتفهم؟؟ أقولك أبي حب شمسي!".. آلمني الموقف جدًا، فقد كان واضحًا بحركة أصابعه مع المشترين بأنه غير قادر على النطق!
 
هذا الموقف جعلني أتوقف للحظات بيني وبين نفسي وأخاطبها؛ مَن نحن لكي نستهزئ بإنسان خلقه الله به عيب خَلقي بسيط! فقد خلقنا الله مختلفين وبنسب متفاوتة جدًا، فمنا الأسمر والأبيض والطويل والضعيف والجميل والقبيح، ومنا أيضًا الأصم والأبكم والكفيف على اختلافنا.. هناك حكم وسرٌ إلهي و عدلٌ سماوي أيضًا واللهم لا اعتراض على حكمك!.. فهذا الصبي الأصم قد يكون إنسانًا حساسًا تؤلمه نظرة أحدٍ يمر جانبه وينظر إليه بنظرة سخرية.. فأنا كفرد بين المجتمع واجبٌ عليَّ أن أنشر ثقافة احتواء هذه الفئة التي يطلق عليها بعض الناس "ذوي الاحتياجات الخاصة" أو المعاقين احتوائهم بكل احترام وحب.
 
 
18 إبريل 2015

No comments:

Post a Comment