وكذلك..
إن لم تُصلِّ الخمس صلوات جماعة في المسجد فسوف تُحرم (بدل التعطُّل) –مثلًا-..
وأيضًا..
محكوم بالسجن المؤبد، وإن حفظ القرآن كاملًا فسوف يلغى الحكم..
والأمثلة كثيرة لا أكاد أحصي عشرَ معشارها، فالإنسان لا يريد التوجُّه إلى الصلاح لكونِه صلاحًا، ولا يتجنَّب الفساد لفساده، إلَّا ما بان واشتهر بأثر مباشر يتضرَّر منه، أو بردع مجتمعي يعزله، وفي غير ذلك فإنَّ المقابل هو الحاكم، ومن الأمثلة على ذلك، لو أنَّ جهةً أهليَّة وفَّرت دورة علمية مجَّانية لأبناء قرية أو مدينة، ولو أنَّ أخرى أدون منها فرضتها وزارةٌ أو شركةٌ أو مؤسَّسةٌ على موظَّفيها، وجعلتْ للحضور محَفِّزًا وللتخلُّف رادعًا، ففي الأولى لن يذهب إلَّا قلَّة من المهتمين، وفي الثانية سوف يحضر الجميع راغمين..
لِمَ يا ترى؟
لماذا لا يمشي البعض إلَّا بالعصا؟ لماذا تطبَّعوا على ملاحقة الجزرة؟
لا يُمكِنُ لأحدٍ لوم المجتمع على مثل هذه الثقافات العجيبة، فالكرة الأرضية بسكَّانها قد تخمَّرت منغمسة حدَّ الآذان في وحول المادِّية ومستنقعات اقتصاد السوق، وبالفعل، أصبح المقابِلُ المادي هو الحاكم رغمًا عن الفرد، مالم يقرِّر التحرُّر من سلاسل الحديد التي تلف أطرافَه بعنقه، وعنقَه بجذعه، وجذعَه بقوامه، وهو تحرُّر يعتمد بارتكاز محوري على الإيمان بالله تعالى والثقة في أنَّه سبحانه وتعالى المخلِّص، وذلك على ضوء الحكمة العالية لأمير المؤمنين (عليه السلام): "احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأفضِل على من شئت تكن أميره".
تسمَّى حالةُ الانغماس تلك، واقعية، وأيُّ طرح يخالفها فهو مثالية لا مكان لها، وهكذا فإنَّ أبواب التغيير موصدة، ومعادلات التصحيح مخنوقة بفلسفة الواقعية، وهي فلسفة لا يمكن التسليم بها؛ فهي لا تستقيم وموازين الإيمان والعقيدة، ومن أبجدياتها أنَّ الإسلام لا يسمح للإنسان إلَّا أن يكون مالكًا لأمر نفسه، متحرِّرًا مِنْ كلِّ عبودية لغير الله تبارك ذكره، ومِنْ كلِّ انقياد تسليمي لغير المعصومين (عليهم السلام) والقائمين بأمر الدين العظيم.
ولكِنَّ الحياة اليوم تقوم على أن طلب العلم لغاية المعاش أولًا وبالذات، وربَّما كان لنفسه ثانيًا وبالعرض، وأمَّا التخصُّص العلمي فبما يناسب سوق العمل وإن خالف ميول الطالب، وكذا، فإنَّه لا انخراط في دورة علمية أو ورشة تدريبية مالم تعقبها علاوة أو يلازم التخلف عنها عقاب!
عزيزي أيُّها المواطن الصالح.. أكتب رؤاك في مقالات وانشرها لإثراء الساحة..
أيُّها الشعب العزيز.. اقرأ ما يُكتب، ففي القراءة خيرٌ كثير كثير كثير..
تسمى تلك الدعوات: مثالية.
أمَّا الواقعية، فالأرجح أنَّ مواطننا الصالح لن يكتب مالم تُفرض عليه الكتابة بمقابل مادي، كأن يعمل في صحيفة أو ما شابه، وقد يكتب إذا كان في الكتابة مصلحة شخصية دنيوية كأن ينتصر لحزبه أو يروج لنفسه..
والواقعية، إنَّ شعبنا العزيز لن يقرأ، إلَّا لو خُصِّصت له علاوة (لا يهم اسمها)!
هذا هو الحال.. وكلمة في الختام:
أيريد الرجال تجربة أن تخطب لهم زوجاتهم ثانية وثالثة ورابعة؟
هل تريدون من كلِّ زوجة مولودًا بعد مولود بلا توقف؟
الأمر يا معشر الرجال سهل..
أتريد النساء من الرجال محاربة تعدُّد الزوجات؟
هل يردن مولودًا كُلَّ عشر سنوات؟
الأمر يا معشر النساء سهل..
لا نحتاج إلى أكثر من (علاوة)، وينتهي الأمر.
30 مايو 2015
30 مايو 2015
No comments:
Post a Comment