Friday, May 29, 2015

وُرش عملٍ تجاريةٍ شكليةٍ/ محمود سهلان



 
شاركت مع بداية هذا الأسبوع في مؤتمر ووُرش عمل البيع بالتّجزئة الثّالث، وقد لفت انتباهي العديد من الأمور، بعضها يتعلّق بنفس المؤتمر، ووُرش العمل، وبعضها بالتّنظيم، وبعضها بالمدرّبين، وكذلك المشاركين بالمؤتمر.
بعضها كان إيجابيًا، وبعضها كان سلبيًا، والحقّ أنّ المجال لا يكفي لاستيعاب كلّ الجوانب في مقال واحد، لذلك فإنّني سأختار أمرًا واحدًا لأتحدّث عنه.

يتكون الكتاب المعدّ للدّورة من ستّة أبواب رئيسيّة، ويتفرّع منها عدّة فصول، في حوالي مائة وخمسين صفحة، وبمحتوى واسعٍ جدًا من المعلومات، بمختلفها، سواء كانت تعريفاتٍ أو جداولًا أو رسوماتٍ بيانيةً أو غيرها، والمراد هو خوض الدّورة خلال يومين، فإنّ اليوم الأول كان عبارة عن مؤتمر، ثمّ اليومين التّاليين للخوض في ورشة العمل، ولو جمعنا الوقت الفعليّ لورشة العمل هذه لما تجاوز الثّمان ساعات! والمطلوب هو إتمامها وتقديم اختبار فيها، وتقييم الفعالية!!

في الحقيقة يستحيل اختتام ورشة العمل بتحصيل جيّد، وذلك عائدٌ لعدّة أمور:

- طول المنهج المطلوب وغزارته.
- قصر المدّة المتاحة.
- عدد الحضور الكبير.
- ضعف اللّغة الإنجليزيّة لدى العديد من الحضور.
- اضطرار المحاضر للقراءة فقط في الكثير من المطالب.
- افتقار الورشة للفعاليات العمليّة بشكلٍ تام.
- ضغط المعلومات في ذهن الحضور بشكلٍ كبيرٍ جدًا.
- ضجر بعض الحضور وعدم رغبتهم بالمشاركة في الدّورة، وتأثيرهم على الجوّ العام.
- اختلاف بيئة وثقافة المحاضر بشكلٍ كبيرٍ جدًا عن الحضور، حيث أنّه لم يستسغ بعض ما نراه أمرًا عاديًا.

وغيرها من الأمور التي لم تساعد على اكتساب الكثير، من هذه الفعاليّة، ولذلك فقد خرجت بانطباع غير جيد عن هذه الفعاليّة ومثيلاتها (ممّا شاركت فيه)، وهو كما يلي:

- هذه الفعاليّة تعتمد كثيرًا على الشكل لا على المضمون، لذلك لم نرَ أيّ منظّمٍ أو مراقبٍ من وزارة التّجارة والصّناعة، إذ أنّ الوزير هو الراعي لها، فيبدو أنّ الأهمّ هو أنّنا نظّمنا ورعينا الفعالية!
- المسألة بالنّسبة للجهة المسؤولة عن مادة الورشة، وتوفير المدرّسين والمحاضرين هي تجاريّة بالدّرجة الأولى، فالمهم هو إكمال المنهج المطروح، والخروج بنتائج جيّدة من الحضور (قام المحاضر بالإجابة على أسئلة الاختبار).
- أمّا الحضور فإنّ نسبةً كبيرةً منهم فهم مجبرون على المشاركة، لأنّ الموارد البشريّة بشركاتهم أرسلتهم للمشاركة، وهذه أيضًا لأسبابٍ معيّنة ليس هذا مجال للحديث عنها الآن.
- الحضور الإلزاميّ يجعل المشارك المجبر على المشاركة يحضر لتسجيل حضوره فقط، وتأدية المطلوب، وهو ممّا حدث بشكلٍ ملحوظٍ في هذه الفعاليّة.

عمومًا، هذه الدّورات ووُرش العمل ليست ذات قيمةٍ حقيقيّةٍ دائمًا، فإنّ الكثير منها لا تتعدى غايتها الأهداف التّجارية للأطراف المشاركة، أو شهادةً (معترف بها)، أو ترقيةً في السّلم الوظيفي، أو ما شاكل، وأمّا علميًا وعمليًا فقيمتها ضئيلةٌ جدًا، وتحتاج لمراجعاتٍ عديدةٍ لتكون منتجةً أكثر.

 
ما ينبغي ملاحظته أنّني لا أقول أنّ كلّ ورش العمل والدّورات على هذا النّمط، ولكنّ الكثير منها هي كذلك.
 

 
30 مايو 2015
 

No comments:

Post a Comment