Saturday, March 8, 2014

موقف وعبارة

هناك بعض العبارات تمر على سمعك ولا تطرق باب ذهنك .. وهناك عبارت تهز وجدانك .. وعبارات أخرى تفتق آفاق الذهن فينشرح لها عقلك وقلبك ووجدانك ..

موقف:

جائني مهندس أحد الأقسام وعمره يناهز الستين مقهورا غاضبا قائلا: أنا على استعداد تام لوقف المواد الخام التي نستلمها من الشركة الفلانية .. أجبته لا مانع لدي ولكن هل نحن مستعدون لهذه الخطوة .. أجاب بنعم .. قلت له حسنا .. لنذهب ونرى المواد الخام التي استلمناها للتو ولنرى ماذا يجب علينا فعله ..

ذهبنا سويا الى مكان المواد الخام -وهي عبارة عن شرائح من المطاط بسماكة لا تتعدى ثمن الإنش .. والشركة المصدرة لم تلتزم بالسماكة المطلوبة فهي أقل منها مما يؤثر سلبيا على عملية التصنيع- فوجدت ما يقارب 28 رولة من مواد الخام وهي كمية لأسبوع من الإنتاجية ..

بعد عدة أسئلة طرحتها على المهندس تبين لي أن الشركة تعتمد على مواصفات للسماكة غير التي حددناها لها .. لكنها -أي الشركة- متناسقة ولا يتخللها تفاوت كبير .. مما كشف لدي أن هناك سوء تقدير من الشركة المصدرة ولا نحتاج إلا إزالة سوء التقدير ..

وعلمت أيضا أن هناك عدة مصادر من شركتنا في التواصل مع الشركة المصدرة .. فبالإضافة إلى المهندس هناك رئيس قسم المشترويات ورئيسة خدمة الزبائن .. وتبين من خلال الكلام معهم منفردين أن علاقة المهندس مع رئيس قسم المشتريات ليست جيدة .. إذ كل واحد منهما اتهم الآخر بالكذب ..

على العموم .. جمعت كل الأطراف المعنية بالأمر من شركتنا واتصلنا بالشركة المصدرة بسرعة .. ومن خلال الإتصال تأكد حدسي من أن الشركة المصدرة اعتمدت على مواصفات أخرى بسبب أن المادة الخام لها تمدد معين بعد تصنيعها .. وقد اعتمدنا هذا التمدد للمادة الخام ولكنهم لم يحسبوا هذا الإعتماد .. وتبين أنهم كانوا يريدون خدمتنا ولكن بصورة خاطئة .. أوضحنا لهم السماكة المطلوبة وتم اعتمادها في الشحنات التي تلت ..

عبارة:

يستجيب الفرد للحدث كما يدركه، لا كما هو في الواقع، فلربما وافق إدراكه الواقع وربما لا، وفي الحالتين هو غالبًا يعتمد ما يدركه.

قرأت هذه العبارة من أخي بعد يوم واحد من الموقف .. فتجاوب عقلي لها مباشرة وعملت العبارة عملها في ذهني ..

فكم من المواقف الاجتماعية والسياسية بل حتى الأسرية .. في البيت أو الشارع أو العمل .. تترجمها هذه العبارة!

كم من الأحايين نحكم على الأحداث والآخرين من خلال إدراكنا لا من خلال الواقع نفسه .. وكم من الأزمات التي نعيشها صنيعة هذا الإدراك!

هذه العبارة شكلت لدي بداية طريق ملؤه الكثير من المغامرات والأحداث والأفكار ورفيقي فيه سيكون حتما الإدراك ..

ز.كاظم
8 مارس 2014

No comments:

Post a Comment