Friday, March 21, 2014

تسوية الصراعات (١)

الصراع من أجل البقاء.. كلمة تقطر دموية توحي لك بالفتك والقتل.. وتوحي لك بفناء أحد أطراف الصراع.

ولكن هل تصورت يومًا أن الصراع قد يكون إيجابيًا؟!

وأن هناك دروسًا لا يمكنك تعلمها إلا من خلال الصراعات؟

من منا لم يمر بمرحلة من مراحل الصراع؟

أليس الوطن اليوم يمر بكثير من الصراعات؟

هل أصبح حلمًا لديك أن تسمع كلمة "اتفقنا" من شخص يقف في الطرف المقابل من الصراع؟

كيف يمكن حدوثه؟

قرأت كتابًا جميلًا مفيدًا حول هذا الموضوع، اسمه "تسوية الصراعات" لمؤلفه: ماكس إيجرت وويندي فالزون.

يناقش الكتاب العناوين التالية:
- ما الصراع؟
- طرق تسوية الصراع.
- الصراع والصعوبات النفسية.
-الحيل وحل الصراع.
- التفاوض.
-الصراع وأنماط الشخصية.
-عملية حل الصراع.
-الصراع وتدخل طرف ثالث.
-الصراع داخل فريق العمل.
-التنمر.

* ما الصراع؟

يحدث الصراع عندما يكون هناك طرفان أو أكثر، أحدهما يملك -عادة- قدرًا أكبر من القوة، ويؤكد على أن لديه الحق في الإحتفاظ بأحد المصادر المحدودة (الأشياء غير المتاحة للجميع)، أو في إتخاذ إجراء ما، ويستطيع كل من الطرفين المشاركين أو الأطراف المشاركة في الموقف إحباط رغبات الطرف الآخر.

* نتائج الصراع:

هناك أربع نتائج محتملة للصراع، واحدة منها فقط هي التي تعتبر نتيجة مرضية.

نتيجة موجبة = أن كلا الطرفين يشعران بالرضا وتمت تسوية الصراع (1 + 1 = 2)

الحصيلة صفر = الطرف الأول يشعر بالرضا والطرف الثاني يشعر بالإستياء (+1 - 1 = صفر)

الحصيلة صفر = الطرف الأول يشعر بالإستياء والطرف الثاني يشعر بالرضا (- 1 + 1 = صفر)

نتيجة سالبة = كلا الطرفين لا يشعران بالرضا والصراع مستمر (- 1 – 1 + -2)

لذا، فمن المفترض عند محاولة تسوية الصراع أن تعمل في اتجاه النتيجة الموجبة، حيث يخرج الطرفان وهما يشعران بالرضا، وبعبارة أخرى فهذا هو ما يطلق عليه اسم موقف (فائز/ فائز)، وهو بوضوح أفضل نتيجة لكل طرف.

ويعتبر تحقيق مبدأ (فائز/ فائز) مهمًا، على وجه الخصوص عندما تكون، أو يتعين أن تكون هناك علاقة مستمرة أو طويلة الأجل بين طرفي (أطراف) النزاع.

أما عندما تكون نتيجة الصراع صفرًا أو ما هو أسوأ من الصفر عندما تكون الإجابة سالبة، فمن المرجح أن يزداد الصراع سوءًا.

أسباب الصراع الشخصي:

الصراعات بين الأشخاص يمكن أن تحدث بسبب:

١/ التواصل السيئ:

عندما يكون الطرفان غير قادرين على التعبير عن نفسيهما، واحتياجاتهما، وعرض قضيتهما بشكل مناسب، وإعطاء حجج منطقية، والإصغاء بفعالية، فمن الممكن أن ينشأ الصراع.

وكلما ازدادت محدودية مهارات التواصل لدى الشخص ازدادت إحتمالية لجوئه إلى العنف الجسدي!

٢/ الإختلافات التي يتصورها الأشخاص:

يتشكل البشر جماعات بصورة طبيعية، ولذلك فإن الأشخاص بحاجة إلى التمييز بين جماعتهم والجماعات الأخرى. وهذا يمكن أن يؤدي إلى صراع محتمل بين الأجناس والديانات والأنظمة السياسية، بل وحتى بين فرق العمل والإدارات وداخل العمل.

٣/ التكيف البيولوجي:

وهذا ينبع من فكرة دارون الشهيرة التي تقول بأن البقاء للأصلح، وهذه الفكرة تفترض الصراع أمرًا طبيعيًا وصحيًا أيضاً.

إن الطبيعة قاسية لا ترحم، وفي النهاية لا يبقى إلا الأقوى، وتلك الجوانب التي ساعدت على بقائه يكتب لها البقاء.

وبنفس الطريقة، فالمؤسسات الضعيفة ينتهي بها الحال إلى الإفلاس والخراب.

٤/ العلاقات المكانية:

يحتاج كل إنسان إلى حيز خاص به، وبالتالي عندما يكون هنالك إزدحام شديد، فعادة ما يزداد الصراع.

في الحلقة القادمة موعدنا مع..
طرق تسوية الصراع.. فانتظرونا

أم علي
20 مارس 2014

No comments:

Post a Comment