Friday, March 21, 2014

غصة المناسبات

خلال العقود الأربعة الأخيرة دخلت على مجتمعنا الكثير من العادات والتقاليد الغربية. وكعادة مجتمعنا فإنه يتلقف العادات بسرعة كبيرة حتى تصبح شائعة ونافذة على جميع أفراده. وليس بغريب على من تجاوز عمره الأربعين أن يتعجب من أمور كانت في عداد العدم أيام طفولته، لكنها أصبحت عادة مترسخة في مجتمعه في كبره.

يصاحب هذه العادات الدخيلة كم هائل من الإعلام والترويج وربما تم إقحام الآيات القرآنية والأحاديث العتروية دعما لهذه العادات.

ومن هذه العادات الإحتفاء بالمناسبات. عيد الميلاد، عيد الزواج، عيد الأم أو الأسرة، وغيرها من الأعياد والمناسبات.

ومع ترسخ هذه العادات في المجتمع تنشأ معها عدة أمور أتطرق إلى أمرين:

1. الإلزام:
وهي حالة تصاحب العادة بحيث يعيش الناس إلزاما معينا تجاه المناسبة. فلابد من إبراز مظاهر هذه العادة من التبريك وإقامة إحتفال وشراء الهدايا. وقد يشكل هذا الإلزام ضغوطا نفسية ومادية على الإنسان. ويا ويلك ويا سواد ليلك إن نسيت!

2. المقياس:
وأيضا يصاحب الإحتفاء بالمناسبة حالة يخلقها الناس مع المناسبة فتصبح مقياسا للتعبير عن اهتمام وحب وتقدير الآخرين بصاحب المناسبة. فإذا نسى الآخرون فذلك دليل على عدم اهتمامهم وتقديرهم لصاحب المناسبة. وكلما كان مظهر الإحتفاء كبيرا كلما كان دليلا على التقدير والإهتمام والحب، والعكس صحيح.

دار حوار بيني وبين أخي بعد أن تحدثت معه حول هذه المقالة، فسرد ما حدث معه:

" طبعًا الموضوع ما بتكلم عنه لأن فعلًا يزوغ المر.. أمس رحت بيت أبويي وبنات اختي جايبين هدية لأمي.. طلعنا العصر وأولادي في قلوبهم غصة..

بابا تفشششلنا وااااجد واتمنينا لو اليوم ما جينا"

العجيب في الإحتفاء بهذه المناسبات أنها دخلت وروجت لتدخل السرور في قلوب الناس، لكنها أصبحت في بعض الأحيان غصص يتجرعونها.

ز.كاظم
21 مارس 2014

No comments:

Post a Comment