Friday, March 21, 2014

المقدمات والنتائج ودور العقل

مما يعانيه مجتمعنا الإسلامي هو النظر في النتائج مباشرة دون النظر إلى المقدمات الموصلة لهذه النتائج، والأهم من ذلك أننا بتنا نرفض كل نتيجة من الغير عندما لا تتناسب مع أذواقنا، حتى لو كان هذا الغير مؤمنا، والحق أننا نحتاج لأن نفتح قلوبنا وعقولنا لكل الناس، وأن نستمع القول كل القول فنتبع أحسنه.

للعقل قابليات عديدة كالتحليل والتركيب والتعميم وغيرها، ولو استعملناها بالشكل الصحيح لتغيرت الكثير من أفكارنا وأحكامنا، والطريق إلى ذلك لا بد أن يكون بالبحث في المقدمات الموصلة للنتائج، كي لا نرفض أو نقبل شيئا لا نعرفه حق المعرفة، فالحكم على النتيجة مباشرة دون المقدمات يؤدي إلى الجمود على أفكارنا السابقة، والتي بنيناها عادة على مقدمات أخرى، وقد تكون صائبة وقد تكون غير صائبة.

مع كل ما نراه لا زال البعض - ومنهم علماء - يدعون إلى تعطيل العقل بطريقة أو بأخرى، فالبعض لا يعتمد علم المنطق رغم أهميته، والبعض يحارب الفلسفة، ويعاني من حساسية شديدة تجاهها، والبعض يشيع ثقافة تعطيل العقل وإقالته، وهلم جرا.

إننا نحتاج للنظر في المقدمات التي وصلنا بها، ووصل بها الغير إلى النتائج، كي يعمل العقل عمله، وكي لا تصطدم الأفكار ببعض المسلمات لدينا، أو تقف عواطفنا في وجه الحقيقة، وتفعيل دور العقل لا يكون إلا بدراسة العلوم العقلية، وبالتعرف على قواعد التفكير، وكل ما يرتبط بالعقل، فكلما تعلمنا أكثر، وطبقنا ما تعلمناه ارتقينا أكثر، وتقدمنا بالأمة الإسلامية شيئا فشيئا.

وأختم قائلا، إذا كنتم لا تريدون أن تفكروا فاتركوا المجال لغيركم كي يفكر، ولا تحاربوه.

محمود سهلان
3 مارس 2014

No comments:

Post a Comment