الثنائيات التي برزت بشكلٍ جدي وليس مجرد انسيابية أفكار من قبيل مثلاً القديم والحديث والاصالة والمعاصرة والابوانية والحداثوية والدينية والعلمانية، لم تأت إلا من تصادمات ولّدت هذه الكيانات بحيث من الممكن القول إن ملامح وحدود المصطلحات القديمة قد بانت في الحديثة منها.
إن ما نبدأ به وكتساؤل منطقي، هو هل سبب الحديث فكراً وصراعاً أو حواراً هو القديم وكمحصلةٍ له، أم انه كيان له من الخصائص ما لا يتشابه ويتجانس مع القديم؟
ربما تكون التقليدية في مواجهة حادة مع الآنوية (المتمثلة بالحديث) من زاوية استدماج التغير والاختلاف وما اعترى الفترة الفاصلة بين الفترتين من تشكيلاتٍ وأحداث قد فصلت ملامح القديم عن الحديث.
في صورةٍ جدلية عقيمة الإجابة لا نعرف ما صيرورة الصراع بين الراكد أو الثابت التقليدي والحديث المتغير، أهو فكري أم توجهي أم قيمي أم مجتمع ككل؟
السياسة ومواجهة الدين والعلمانية
هل أصبح الدين في مقابل العلمانية، وهل جمعت السياسة لنجاحها بين الدين والعلمانية، أم إنها تختار توجهاً مستقلاً؟
لماذا حمّلنا ونحمّل الدين أكثر من طاقته وخلقنا له صراعاً مع العلمانية، هل العلمانية قد تخندقت في حربٍ مع الدين، أم ان الدين قد رفضها، أم انها مبالغة وترف فكري؟
لماذا الدين والتقليدي يمكن ان يمثل الثابت، والحديث ممكن ان يمثل المتغير، وإذا كان التقليدي ثابت كيف استطاع البقاء، وإذا بقي فعلاً فعلى ماذا استند؟
بماذا تقاطع الدين مع السياسة والعلمانية، وما نوع المجابهة والاحتواء بينهما؟
لا يمكن عد الدين محصوراً بهالةٍ اسمها السعي السماوي بقدر ما هو وسيلة الحياة لابتغاء الآخرة.
ومتى ما نقول السياسة ماذا نقصد بها، هل هي الحاكم والرعية أو الآمر والمأمور، أم كل شيء يحقق سلطة على الأفراد؟
لمواصلة القراءة:
http://annabaa.org/nbahome/nba85/009.htm
No comments:
Post a Comment