Friday, April 11, 2014

قطار الحياة

الدنيا مليئة بالقطارات.. وسكك الحديد ومحطات منذ أن يولد الإنسان وحتى آخر محطة يحط فيها الإنسان رحاله.

ولكل امريء قطاره الخاص.. الذي يوجهه حيث يريد وفي أي محطة يتوقف.. وكون الحياة محدودة بأجل.. فإن الوقت لا يتسع للوقوف عند كل محطة من محطات الحياة التي يمر فيها الإنسان وإلا أفنى الإنسان عمره في محطات لا تستحق الوقوف.

في مجتمعاتنا الصغيرة التي نعيشها.. ومع أناس تتقاطع نحن وإياهم خطوط الحياة المختلفة نجد أنفسنا في بعض الأحيان.. نتوقف وإياهم في محطات تستهلك من أوقاتنا وطاقاتنا الشيء الكثير.. وهي في نهاية المطاف.. لا تزيد ولا تنقص من رصيدنا المعنوي أو الإجتماعي أو أنها تحقق هدفاً ما.. نجد أنفسنا.. عندما نراجع أحداث الحياة.. أننا توقفنا عند محطات وددنا أننا لم نمر بها في حياتنا.

كم من الصراعات.. والنزاعات.. والمخاصمات والمواقف المتعنتة.. التي استهلكت من أوقاتنا وطاقاتنا.. وعطلت عجلة تقدمنا.. لابد أنها كثيرة أليس كذلك؟

هب لو أن نزاعًا نشب هنا أو هناك.. ستجد أن المتفرجين أكثر من أطراف النزاع.. لأن كثيراً من الناس يقف عند كل محطة تمر به في حياته، من باب الفضول.. ومن باب آخر باب ضياع الهدف.

أما أطراف النزاع.. فيغيب عنها العقل حال النزاع وتطغى عندها نزعة الإنتقام وتحطيم المقابل.. وقد غاب عنهما.. أن ليس بالضرورة أن يخسر أحد الطرفين لكي ينتهي الصراع.. فبالإمكان أن يفوز طرفي النزاع لينتهي الصراع وأن نتيجة الخاسر والفائز إنما ستؤجل الصراع فحسب.. وأيضاً هناك فريق.. يرى الفوز في كل معركة من أجل أن يحسم النصر في حربه.. ولا يعلم أن بعض المعارك ربما تستنزف جهده ووقته.. ومن ثم لا تمثل له تلك المعركة أي نصر استراتيجي!!

وبعضهم يقف عند محطات.. يخيل إليه أنها مصيرية.. وأن تجاوزها يمس كرامته ويهز ثوابته ومنها بعض النقاشات البيزنطية.. في المسائل المحسومة مقدمًا.. أو الأمور البدهية.

ومضة:

لا يعني تقبل الرأي الآخر.. الإيمان به.

أم علي
5 إبريل 2014

No comments:

Post a Comment