Friday, April 11, 2014

خدمات الزبائن والقاعدة البلاتينية

في أحد دروس خدمات الزبائن، طرح المدرس قاعدة، يسمونها (القاعدة البلاتينية)، وهي تعني: عامل الناس كما يحبون، وقال أن قاعدة الأديان هي القاعدة الذهبية، وهي: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك. وبالطبع كان يدعونا لاتباع ما سماه بالقاعدة البلاتينية، إلا أنني لم أتقبل ذلك بداخلي، لكنني لم أر الوقت والمكان مناسبا للرد.

وللرد عليه نقول:

1- حسب القاعدة البلاتينية لو كان ما يريده مني الزبون فيه تعال علي واستصغار وتحقير لي، فهل يجب أن أعامله كما يحب؟

2- لو كان هذا الزبون يحب أن أعامله بأخلاق وكلمات غير لائقة، فهل يجب أن أعامله كما يحب؟

3- هل أنا فعلا أستطيع أن أحدد الطريقة التي يحب أن أعامله بها دائما؟

4- نتعرض من بعض الزبائن لبعض الشتائم والتعديات، فهل يجب أن نسكت لأنهم لا يحبون أن نرد عليهم أو أن نرفض لهم أمرا؟

5- أنا أعرف ما بداخلي، وأعرف ما أريد، وأعرف كيف أريد للناس أن يعاملوني، وأطلب منهم أرفع درجات الإحترام، ولكنني لست أعلم بما يخفون، فعلى أي أساس سيكون تعاملي أفضل.

6- ثم باعترافك قلت أن القاعدة الذهبية هي قاعدة الأديان، ولازم ذلك أنها قاعدة إلهية، والخالق سبحانه أعلم بما يحتاجه مخلوقاته على جميع المستويات، وأما ما وضعه البشر فلا يمكن له أن يصمد أمام الرسالات السماوية الثابتة.

7- هذه القاعدة وغيرها، ليست إلا أخلاقا تجارية وضعتموها لجلب الزبائن وكسب المال، أما الشرائع السماوية عموما، والإسلام خصوصا، أرادوا لنا أن نرتدي لباس الأخلاق بعيدا عن هذه المصالح الضيقة.

الآن أقول، هذه القاعدة - البلاتينية - وغيرها مما يضعه الإنسان ليست ثابتا يجب أن نرضخ له، فيجب علينا أن نرجع هذه القواعد وغيرها للقواعد الربانية والعقلائية الثابتة، لنرى مدى أحقيتها بعد وضعها في الميزان.

محمود سهلان
11 إبريل 2014

No comments:

Post a Comment