Friday, April 25, 2014

تجربة نحو التغيير للأفضل

إحدى الشخصيات المؤثرة في عالم الصناعة شخصية البروفيسور الأمريكي ويليام إدوارد دمنج.. تستطيع عزيزي القارئ أن تقرأ بروفايل هذه الشخصية على صفحات الإنترنيت فهو عالم قدير كان أحد أسباب طفرة التطور الصناعية في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية..

الغريب في هذه الشخصية أنها لم تستوعب وتستقطب من قبل مجتمعها إلا بعد ثلاثين عاما من استفادة مجتمع آخر منها.. استفادت اليابان من أفكار ونظريات دمنج في الخمسينات من القرن المنصرم في حين سجلت شركة فورد استقطابها للرجل في بداية الثمانينات بعد أن واجهت خطر انهيار معدل مبيعاتها..

أسجل ملاحظتين حول هذه الشخصية:

الملاحظة الأولى: وعي اليابان بأهمية هذه الشخصية في جهودها للبناء والتطوير بعد التدمير الشامل الذي خلفته الحرب.. إذ قام الإتحاد الياباني للعلماء والمهندسين بدعوة دمنح كخبير في  statistical process controls SPC ومفهوم الجودة..

هذا الدمار الشامل لم يكن ليثني اليابانيون من الإستفادة من خبرات عدوهم من أجل القيام ببناء وتطوير بلادهم.. فلم يكونوا ليستسلموا لنداء المظلومية والبكاء أو المكابرة والعناد.. بل وعوا أهمية المرحلة وضرورة التعالي على الحراج من أجل نهضتهم.. هذه الحالة من الوعي ارتكزت على استجابة عند اليابانيين للتطور وسعي حثيث من أجله.. ساعدهم ذلك كله أن يتصدروا العالم في فترة زمنية قياسية..

الملاحظة الثانية: واجه دمنج صعوبة في ترويج أفكاره الجديدة في مجتمعه حيث كانت هناك أفكار شائعة سيطرت لفترة زمنية على عالم الصناعة في أمريكا.. ومع أن تلك الأفكار الشائعة هي التي ساهمت في تطوير أمريكا في فترات سابقة إلا أنها حالت دون السماح للأفكار الجديدة بأن تشق طريقها وتواصل من عملية التطوير المتراكم..

ختاما.. هناك الكثير من التجارب الناجحة لأفراد وكيانات بل ودول نستطيع من خلالها الإستفادة في التغيير المستمر نحو الأفضل..

ز.كاظم
25 إبريل 2014

No comments:

Post a Comment