Friday, April 11, 2014

صناعة واقع أجمل

تتسع دائرة العلاقات الإجتماعية، مع ازدياد نشاط الفرد في المجتمع، ومهما تفاوت مستوى قوة العلاقة التي تربطة بالآخرين إﻻ أنه يبقى عامل مؤثر ومتأثر في هذه العلاقة، واتزان الذات هو ما يحدد نوعية التأثير إن كان سلبياً او إيجابياً.

يُعرف علماء النفس (الذات) بأنها نشاط موحد ينتج من مجموعة أحاسيس، ذكريات، تصورات، مشاعر  وتفكير.

تكونت هذه المجموعة من منشئين: الأول العوامل الوراثية التي تنتقل بواسطة الجينات من الأجداد للأباء فالأبناء يكتسبها الفرد منذ أن تتكون نطفته، ويولد ليكتسب المكون الثاني ويكون من المحيطين به ويسمى بالعوامل المجتمعية.

وتكون هذه الذات منطلق لأفكار الفرد والطينة التي يبني بها معتقداته وقناعاته، ومن الطبيعي أن لا تكون هذه المادة الأولية صحيحة 100% لأنها مكتسبة.

تلعب الذات دور مهم في المواقف الحياتية اليومية التي نمر بها، فهي تتصدر بكل ما تحمله من ثوابت ومعتقدات وأفكار لأي موقف نواجهه في الواقع، لذلك اعتبرت نواة الشخصية.

يتقدم العمر بالإنسان فتكون لديه القدرة على التمييز بين صالح الأمور وطالحها. يبدأ بتأسيس حياته المستقلة فيندمج في المجتمع بكل أطيافة فيصطدم بقناعات وأفكار مختلفة باختلاف الجماعات والأفراد، وفجأة يرى نفسه وحيداً مع كميات هائلة من القناعات التي تحتاج إلى إعادة النظر في صحتها فمعظمها اكتسبها ولم يصنعها.

ومن هنا يبدأ التحدي لإثبات قدرات الذات الحقيقية من خلال قدرتها على تمزيق كل الصور المشوة الراسبة منذ الطفولة في العقل، ومسح كل الموروثات السلبية المولدة لشعور الإزدراء من الذات، فبقائها يعرقل مسيرة تغيير النفس ويعطل مسيرة النجاح والتفوق في الحياة الإجتماعية.

مفتاح القدرة على فتح الآفاق للنفس لتتحرر من كل القيود التي تعرقل تألقها هو القراءة والإنفتاح على جميع العلوم وطلبها من مختلف مصادرها.

ما هي حقيقة ذاتي اليوم!!؟ وكيف أريد أن أراها!!؟

أرسم صورة لذاتك التي تطمح أن تصنعها واعمل على تغيير سلبيات ذاتك الواقعية التي تمتلكها في الوقت الحاضر.

أكتب خطة لتطوير ذاتك، ابدأ بتحديد سلبية واحدة من سلبياتك التي تعرقل تقدمك وتطورك الذاتي؛ حدد الكيفية، وضع خط زمني لإنجاز هذا التغيير. إنتقل إلى سلبية أخرى بعد نجاحك، وابدأ. لا تيأس إن أخفقت.. بل كرر المحاولة.. كررها مراراً وحتماً ستنجح.

وليكن تحصيل العلم والمعرفة من خلال القراءة والإطلاع يسير في خط موازي لخطتك لتغيير السلبيات.

أطرق جميع الأبواب للتغيير من ذاتك وجعلها تتقدم، وإياك أن تستلم أو أن تقف عند محطة ما، وقوفك يعني زيادة الفجوة بين ذاتك الواقعية والذات التي تطمح لها، فكلما تأخرت تأزمت نفسياً وقلت قدراتك.

تجاوز اللحظات السيئة في حياتك واعلم أن وقوفك عندها طويلاً لن يعيدها ولن يغير من واقعها الفائت شيئاً، المضي عنها والتعلم منها هو ما يجعلك تصنع لحظات أجمل.

 
أم حسين
8 إبريل 2014

 

No comments:

Post a Comment