Friday, April 18, 2014

عندما يكون الإستبداد إرثًا والإستعباد تَرِكَةً

بنظرة فاحصة لما حولنا، نجد الكثير من الأمور تحاك وتدار بحسب الأهواء وما تشتهيه الأنفس وبحسب ما تحمل من خير أو شر، وهناك محترفون يجيدون تجيير وتحويل وقلب الأمور لصالح أمانيهم وأحلامهم وطموحاتهم في مختلف المجالات سياسية كانت أم اجتماعية أم غير ذلك..

والأمَرُّ من هذا أنهم يتقنون فن قطف الثمرة التي حرث أرضها وبذر روحها وصب عرقه ليرويها أيُّ أحد إلا هم المتصدرون الحمالون لمناجلهم إذا ما قَرُبَ موسم الحصاد ليطمسوا بتلبيساتهم جهودًا كبيره بذلها آخرون فيخيل للدهماء أنهم الفُلَّاح!!

فن قطف الثمرة وفن التدخل في الوقت المناسب هو في الواقع خبث الضحك على الذقون، وهذا لا ينطلي على غير (ضعاف أو مهزوزي الشخصية)، وهي في العادة شخصية متأثره ومنقادة لغيرها بقوة وبدون وعي أو تفكير، بل بتبعية عمياء واضحة، وكأن التفكير قد شُل عن سبق إصرار وترصد حتى جرى ذلك في مختلف أمور (المعوق فكريًا)، فغيره يضع الخطط والرسومات وهو مجرد أداة تنفيذية لا أكثر.. قد يقدم ما يملك وربما ما لا يملك أيضًا وبكل إخلاص وتضحية لإنجاح هذه الفكرة أو تلك مانعًا نفسه من الوعي بما يفعل!!

هؤلاء (السلبيون) يمتلكون أحيانًا طاقات كبرى لو أنها (تعي نفسها) لغيرت الكثير، ولكنها -ويا للأسف- طاقات مهدورة تُحرق لتسير قوافل الآخرين.

وفي رأيي الشخصي، ليست المشكلة في أن ينقاد الناس لمن يرسم الخطط والبرامج واﻷفكار الجيدة، بل المشكلة أن هناك من الناس من قد سخروا أنفسهم للقائد أخطأ أم أصاب.. والمصيبة أن يكون ذلك بإسم (المبدأ).

لا أقول أن نكون جميعنا قادة ورؤوس، بل المهم أن نشكل في مجموعنا منظومة فكرية متكاملة، لا منظومة (عمَّالِيةً)!

ألا ترون أن مقولة (يابني لا تكن رأسًا) هي تكريس للدونية والرضى بأن نكون أتباعًا دائمًا؟

والأعجب أن هذه الثقافة قد كرست لأخرى، وهي ثقافة توارث القيادة في طرف، وتوارث (الإمعية) في الطرف الآخر..

ما نحتاجه اليوم هو أن نكون جميعنا صنَّاع قرار مع المحافظة على الرمزية وعموم المنظومة الإدارية في العمل، وهذا ما يحتاج منَّا إلى تأسيسات جديدة تمامًا بعد أن (شوهتنا) ثقافات (توارث الإستبداد والإستعباد).

أم علي
16 إبريل 2014

No comments:

Post a Comment