Friday, April 18, 2014

ستون ثانية لتحديد مصيرك..

من الكتب التي استفدت منها كثيرا في حياتي العملية كتاب "60 seconds and you're hired" لمؤلفته روبن راين.. وهو بالأحرى كتيب صغير يعني بالمقابلة التي يقوم بها طالب العمل للتوظيف في شركة أو مؤسسة ما.. يحتوي الكتاب على الكثير من المعلومات الهامة في هذا المجال، لكن أهميته تتجاوز الحياة العملية فهو يتضمن دروسا مهمة تفيد الإنسان في حياته بصورة عامة.. أطرح في هذه المقالة بعض الأمور التي استفدتها من هذا الكتاب:

ما السر في الثلاثين ثانية؟

أولا: طبيعة المقابلة أنها تحوي الكثير من الأسئلة التي تتطلب إجابات من المتقدم للوظيفة.. والإجابات ليست إلا وسيلة لمعرفة شخصية ومؤهلات وكفاءة الفرد.. الكثير منا تستغرق إجاباته الوقت الطويل لأسباب أهمها أننا نريد أن نبرز كفاءتنا لهذه الوظيفة.. في حين أن مؤلفة الكتاب تشير إلى أن السائل في العادة يفقد اهتمامه بعد ستون ثانية، خصوصا لمن يقوم بهذا العمل من ممارسة طرح الأسئلة على الكثير من المتقدمين للوظائف.

ليس الأمر مقتصر فقط على هذا المجال، بل حتى في تعاملاتنا الشخصية والمجتمعية، هناك من الأفراد من لا يتوقف عن الكلام، فتراه يتكلم ويتكلم وعلى الآخر فقط أن ينصت له من دون اعتبار أن الآخر له حق الكلام أيضا..

ثانيا: في المقابلات تحتاج أن تكون مستعدا لطبيعة الأسئلة التي تطرح عليك.. وبالتالي لابد من الإعداد والتركيز على طبيعة إجاباتك وكيفية تحديد المهم والأهم.. هناك أسئلة عامة عن المتقدم للوظيفة يطرحها الكتاب ويطرح إجاباتها، وهناك أسئلة خاصة تتعلق بطبيعة الوظيفة.. الإجابة على هذه الأسئلة تحتاج إلى إعداد من قبل دخول المقابلة.. طريقة الإعداد تركز على وضع نقاط رئيسية مهمة من ثلاث إلى خمس مع توضيح مختصر عن كل نقطة.

في حياتنا العامة ندخل في حوارات ومناقشات بدون إعداد وتحضير فتتحول حواراتنا إلى مناكفات.. عملية الإعداد والتحضير تتطلب جهدا يوفره الفرد في القراءة والبحث والإطلاع.. فليس من العيب أن تتوقف عن النقاش أو تقول لا أعلم أو أمهلني فترة أقوم بها في البحث والإطلاع.. ولكن العيب كل العيب أن تدخل نقاش وحوار وأنت غير مستعد وتواصل مناكفة محاورك وتضييع وقتيكما معا. وأمر الإستعداد والتهيؤ ليس فقط مقتصر على الحوارات والنقاشات بل يتجاوز جميع أبعاد الحياة.. فحتى الصلاة اليومية تحتاج إلى تهيؤ وإعداد واستعداد لتحقق مردودها الإيجابي عند المصلي..

ثالثا: يركز الكتاب على أن المقابلة ليست إلا كشفا عن شخصيتك.. لاحظ أنك لم تصل إلى موعد المقابلة إلا بعد أن تم التحقق من مؤهلاتك العلمية والعملية من قبل الشركة.. وجاء وقت اختبارك كشخص.. لذلك يتم التركيز على طريقة لبسك، حديثك، حركاتك، أسلوبك.. إلخ.

وهكذا نحن في تعاملاتنا وتحدثنا مع الآخرين إنما نكشف عن شخصياتنا.. فالآخرون يستطيعون قرائتك من طريقة كلامك، أسلوبك، ابتسامتك، حديتك في الكلام، أخلاقك.. ودائما ما نحرص أن نظهر أنفسنا بمظهر جميل ولائق.. ولا أفضل من الصدق مظهرا لشخصية الفرد.

ختاما، ولعل أهم ما في الكتاب هو الثلاثين ثانية.. ثلاثون ثانية قد تكون الفيصل في تحديد مصيرك.. فلا تستهن بها.. أرجو أن وفقت لطرح بعض النقاط الجميلة والهامة في هذا الكتاب..

ز.كاظم
19 إبريل 2014

No comments:

Post a Comment