نحن مؤمنون تمامًا بقضاء الله سبحانه وقدره، ولكنَّه عزَّ وجلَّ أنبتَ فينا قلوبًا مُحِبةً ليِّنة الطباع..
قلوبُنا تنكسر لسوءٍ يضرب إنسانًا.. أيَّ إنسان..
قضينا أيَّامًا حاكتها ساعاتٌ من أجمل الساعات، ساعاتٌ ملؤها الأمل والعمل.. الجدُّ والمزاح، وطالما اقتنصنا بعض الوقت من أيَّام السبت لنجتمع في بيت أحدنا على وجبة غداء.. (مكبوس الهامور) الذي أحببناه لحبٍّ ربط قلوبنا تحت عنوان (ارتقاء).
مرَّت الساعاتُ في أيَّامها ونحن نزداد إصرارًا على مواصلة الطريق، والمساهمة مع الآخرين في صناعة نهضة ثقافية تعمُّ مجتمعنا فينهض مجتمعًا قارئًا كاتبًا عن وعي وبعد نظر، فتعاهدنا على إزاحة الحواجز والعقبات التي صنعتها التحزبات وثقافة (أنا وهو)، وبالفعل، تمكنَّا من إحراز العلامة الكاملة في مجموعتنا الجميلة.. (ارتقاء).
نكتب مقالاتنا الأسبوعية، ثمَّ نبدأ بتقييمها ونقدها بصدور تسع الدنيا، فنصحِّح ونقوِّم قبل نشرها على صفحة المدونة..
بقريحته السيَّالة يستقي حبيبنا الأفكار ويحوِّلها أشعارًا بعد هضمها والوقوف على مبانيها، ثمَّ ينثرها بين الناس قوافي خيرٍ ومحبَّة..
لم يكن "أبو مقداد" في (ارتقاء) فقط، ولكنَّه كان في الكثير من الأماكن بنفس الهِمَّة والصدق والإخلاص، ولذلك فإنَّه لم يكن ليهدأ عن العمل أبدًا، فكان النشاط الدائم عنوانًا له..
وفي لحظة، ونحن لا نزال في بداية الطريق..
هي لحظة.
رحل.
رحل محمَّد.. رحل أبو مقداد.
نعم، نحن مؤمنون، ونحمد الله تعالى على هذه النعمة التي لا (لكن) معها..
نحن مؤمنون، ونحن أيضًا قلوبٌ تعيش الإنسان في مختلف أبعاده..
رحل؟
هل يعني ذلك أنَّنا لن نلتقيه؟ لن نسمع صوته؟
هل هذا يعني أنَّ ضحكاته غابت؟
أكدوا الخبر وأُعلِن عن موعد التشييع، وبالرغم من ذلك إلَّا أنَّنا بقينا نتابع الأخبار، فالله تعالى على كلِّ شيء قدير، والعِلمُ يُخطئ، وهذا ليس بغريب..
مضت منذ تلك اللحظة دقائق.. فساعات..
هل يأتي الخبر؟ هل نفيق على خطأ في تشخيص الطبيب، ويرجع لنا أبو مقداد بعد كابوس عاصف؟
لم يخطئ الطبيب، ورحل الحبيب..
رحلت أبا مقداد جسدًا، ولكنك معنا بشموخ ما حملت من قيم شامخة وسجايا سامقة، ولذلك.. وبالرغم من حرّة في القلب، نعاهدك على مواصلة الطريق بعنفوان بدأنا معه، وستبقى -أبا مقداد- معنا..
7 مايو 2015
No comments:
Post a Comment