
في المقالات السابقة طرحت عدة جوانب تخص عملية التطوير المستمر في العمل التطوّعي وهي التوثيق، وجذب الطاقات والكفاءات والمحافظة عليهم، والتدريب. وفي هذا المقال سأتناول جانبًا آخرًا من التحديات التي تواجه العمل التطوّعي والتي تحتاج إلى عملية التطوير المستمر لتساهم في تقوية واستمرار العمل التطوّعي.
تقييم وتقويم مستوى الأداء..
في مقابلةِ التدقيق والمراقبة للجودة مع مديرة الموارد البشرية، كان المدقق يُلقي بالأسئلة المتتالية على المديرة.. تمحورت تلك الأسئلة حول أمرين: الأول، كيف يتم تحديد كفاءة المتقدم على وظيفة ما ذات اختصاص معين كمحاسب أو مهندس أو مدير؟ وكيف يتم تحديد المؤهلات المطلوبة للوظيفة وكيف تمت عملية تحديدها؟ وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالتوظيف.. والثاني، كيف يتم تقييم وتقويم مستوى أداء الموظفين لمسؤولياتهم ووظائفهم؟
تقييم وتقويم مستوى الأداء..
في مقابلةِ التدقيق والمراقبة للجودة مع مديرة الموارد البشرية، كان المدقق يُلقي بالأسئلة المتتالية على المديرة.. تمحورت تلك الأسئلة حول أمرين: الأول، كيف يتم تحديد كفاءة المتقدم على وظيفة ما ذات اختصاص معين كمحاسب أو مهندس أو مدير؟ وكيف يتم تحديد المؤهلات المطلوبة للوظيفة وكيف تمت عملية تحديدها؟ وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالتوظيف.. والثاني، كيف يتم تقييم وتقويم مستوى أداء الموظفين لمسؤولياتهم ووظائفهم؟
يُلاحظ هذا الخلل في الشركات والمؤسسات الرسمية، فهل لك أن تتصوّر ذلك في العمل التطوّعي؟ لعل من أكبر التحديات التي تواجه العمل التطوّعي هو تقييم مستوى أداء المتطوّعين خصوصًا أنهم لا يتلقون أي مقابل مادي على ما يقومون به من خدمات ومسؤوليات مما يعقّد من هذه المهمة، لكن مع ذلك فإنه من الضروري جدًا أن لا تُتخذ هذه الذريعة حجةً في عدم القيام بمسؤولية التقييم والتقويم.

عملية التقييم والتقويم تكون منصبة على جانبين، الأول: تقييم وتقويم البرنامج التطوّعي بجميع جوانبه، أهدافًا وآلية وهيكلية وبرنامجًا .. إلخ، والثاني: تقييم وتقويم القائمين على العمل التطوّعي والمتطوّعين في مختلف المسؤوليات والمستويات.
يخضع البرنامج التقييمي والتقويمي الى ست خطوات:
1. وضع ووصف البرنامج التقييمي والتقويمي للعمل التطوعي.
2. وضع مؤشرات الأداء.
3. جمع المعلومات.
4. تحليل النتائج.
5. مناقشة النتائج.
6. وضع برنامج للتطوير.
بعض الأمور المهمة حول استثمار آلية التقييم والتقويم في العمل التطوّعي:





فكيف يمكن توظيف المعلومة لتقييم وتقويم أداء المتطوّع؟
طبعًا تحتاج المعلومة أولًا لرصد وتوثيق، ثم استخدامها بطريقة إيجابية لتقويم الأداء، فمثلًا تقول: كان عدد الاجتماعات للسنة السابقة 52 اجتماعًا أسبوعيًا، وكان غيابك بعدد 26 اجتماعًا مما يشكل 50%. ونظرًا لأهمية وجودك في هذه الاجتماعات، فهل من الممكن أن نساعدك في كيفية إزالة العوائق لتأمين حضورك لهذه الاجتماعات؟
هذا مثال بسيط جدًا على توظيف المعلومة إيجابيًا في دفع المتطوّع لتقويم سلوكه الغيابي.
الاهتمام بالعمل التطوّعي وسُبل تطويره من الحاجات الضرورية في المجتمع الواعي الذي يعي أهميته على الفرد والأسرة والمجتمع لما له من إيجابيات في صقل مواهب وكفاءات الأفراد والجماعات والاستفادة منه في مجالات متعددة لخدمة الآخرين، كما أنه -في نظري- يفتح الباب أمام فكرة الاكتفاء الذاتي القائمة على تطوير القدرات والكفاءات اجتماعيًا ومهنيًا واقتصاديًا إزاء الأنظمة والقوانين التعسفية التي تقيّد حياة المواطن والمؤسسات الرسمية الخاضعة لها، كما أنه يفتح الطريق أمام تأسيس كيانات تأهيلية مستقلة تساهم في أداء أدوار متعددة لا تستطيع أن تؤديها المؤسسات الحكومية والرسمية. وكل ذلك مناط بأهمية تحديد الأهداف الاستراتيجية الكبرى من العمل التطوعي، ووضع اللبنات الصحيحة لتأسيسه على قاعدة التطوير المستمر الذي يمدّ هذه الأعمال بالحيوية والنشاط والاستمرار.
إلى هنا أصل إلى خاتمة هذه السلسلة من التطوير المستمر في العمل التطوّعي والذي أرجو أن وُفقت لتسليط بعض الضوء على بعض جوانبه.
6 سبتمبر 2014
No comments:
Post a Comment