Friday, September 5, 2014

حين يكون الوداع غنيمة // أم علي




"الوداع" كلمة منبوذة لا يوجد لها أي حضور في قاموس معظمنا، لكنه أمر حتمي عندما يكون الميل له حكمة يصعب تجنب العمل بها. قد نهجر مكانًا ضاقت بنا الدنيا ونحن ماكثون فيه، نبتعد عن صديق "غثيث" القرب منه لا يعني إلا الخسران، نهجر سلوكًا منبوذًا.. الفراق والهجر سنة من سنن الحياة التي لا بُدَّ من الوصول إليها وتجرع مرارتها وربّما حلاوتها في الكثير من الأمور.
 
قاتلة تلك اللحظة التي يودعنا فيها شخص مقرب، موجعة تلك الثواني التي نفارق فيها مَن يهمهم أمرنا، إنه حتمًا سمة من سمات الحياة المليئة بالتضاد في كل شي حتى في تفاصيلها الدقيقة.. قضاء لا بُدَّ لنا من الإيمان به والصبر عليه حتى وإن كنا إليه سائرين على كره وبلا رغبة تدفعنا إليه، حتى وإن كان الوداع على أمل اللقاء.. هو لا يأتي بحلة بهية، لا يكتسي إلا باللون الأسود، تقبله وإن كان صعبًا إلا أنه أحيانًا راحة للنفس وقرار لا بُدَّ من اتخاذه مهما كانت النتائج.. كثيرةٌ هي الأشياء التي نبتعد عنها ويكون البعد طريقًا لحصولنا على الأفضل ومصدرًا لجلب الراحة النفسية لعقولنا وقلوبنا أيضًا.
 
حاول أن تكون قادرًا على تحويل لحظة الوداع إلى لحظة بداية لحياة جديدة تشرق فيها الآمال وتتجدد فيها الطموحات.. اصنع اللحظة المناسبة لوداعك لكل سلبيات حياتك، غيِّر من قناعاتك البالية وودعها وداعًا لا عودة بعده للوقوع في وحلها الذي يجرّك إلى الهاوية، حينها سيكون الوداع بنشوة الفوز والظفر بالغنيمة في حياتك.
 
لا يوجد ما يمنعك من الابتعاد عن ما يعكر صفوك، اختر الرحيل قبل فوات الأوان، تجنب ما ينغّص عليك معيشتك ويحيلك إلى الغرق في همومك وآهاتك التي لا حدود لها. جميل أن تختار الوقت المناسب للوداع، والأجمل أن تدير ظهرك وأنت غير مبال لمن تودعه عندما يكون شخصًا "أرعنًا" لا فائدة منه أو سلوكًا بغيضًا لا يجلب لك إلا الخسران.. حاول وستجد الحياة بطعم آخر وبثوب طاهر يجعل صفحتك بيضاء ويساعدك على النهوض للبدء ببناء حياة أخرى غير التي كانت تسيطر عليك.
 
وأعظم أنواع الوداع التي يجب أن نستعد لها هو وداعنا لهذه الدنيا وانتقالنا لحياة ما بعد الموت، ذلك الوداع الذي ينبغي أن نكون جاهزين له وأن نسخر كل حياتنا لبلوغه حتى نكون من أهل الفلاح، ذلك الوداع حقيقة يجب أن نعيها ونعمل من أجلها فهي نهاية لرحلة حياة كل البشر عسى أن نصل إلى تلك اللحظة جميعًا ونحن من أهل الجنان.
 
خارج الحدود:
 
• صدق من قال "قمة الصبر أن تسكت وفي قلبك جرح يتكلم وقمة القوة أن تبتسم وفي عيونك ألف دمعة."
 
• من لم يكن عقله أكمل ما فيه كان هلاكه أيسر ما فيه، صن عقلك وحافظ عليه فبدون العقل يكون الجهل هو المسيطر على أفعالك وتصرفاتك.
 
• مثل علماء السوء كمثل صخرة وقعت على فم نهر لا هي تشرب منه و لا هي تتركه يخلص إلى الزرع.
كفانا الله شر علماء الضلال وأدعياء الفهم في كل شي فهم من آفات الزمان وكثرتهم لا تعني إلا بلوغنا الهاوية.
 
• إذا خدعك أحدهم مرة فهو مجرم، ولكن إذا خدعك مرتين فإنك أنت المجرم، من يسمح بوقوع نفسه في مصيدة خداع الآخرين لا يستحق أن يكون بين العقلاء.
 
 
6 سبتمبر 2014

No comments:

Post a Comment